سوريا تراجع حساباتها عشية القمة العربية.. هل اعتذر الشرع عن الحضور؟

بينما وضع العراق اللمسات الأخيرة على ترتيبات انعقاد القمة العربية المقررة في 17 من الشهر الجاري، يبدو أن دمشق حسمت خيارها بشأن طبيعة المشاركة في القمة.
وقالت مصادر عراقية مطلعة إن الرئيس السوري أحمد الشرع متمسك بموقفه من عدم حضور قمة بغداد.
وأكدت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوري لإقناعه بالعدول عن موقفه والمشاركة في القمة العربية المقبلة.
وقال مصدر إن "الشرع اعتذر للسوداني بعد أن قدّم شكره على موقفه المشجع وإصراره على ضرورة مشاركته في القمة العربية".
ووفق المصادر، فإن "الشرع أكد للسوداني أنه لا يريد إحراج الحكومة العراقية وشخص رئيس الوزراء بحضوره بسبب وجود مواقف رافضة لمشاركته"، مؤكدًا أنه "سيوجّه وفدًا سوريًا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية (أسعد) الشيباني لحضور القمة العربية في بغداد".
فيما أبلغ السوداني الرئيس السوري بأنه "سيزور دمشق خلال العام الجاري للتأكيد على دعم سوريا"، بحسب المصادر ذاتها، التي أشارت إلى أن رئيس الحكومة العراقية أكد أنه "سيعرض خلال القمة طرح مبادرة عربية لإعادة إعمار سوريا ودعمها اقتصاديًا، وحث العالم على رفع العقوبات".
وأكد السوداني للشرع أن العراق يرحب بمشاركة سوريا بأي مستوى أو تمثيل، منوهًا بأن "الدول العربية ستبقى داعمة لخيار الشعب السوري الذي يتطلع لحياة حرة وكريمة".
وفي مارس/آذار الماضي، زار الرئيس السوري أحمد الشرع القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة لبحث التطورات الفلسطينية ورفض مخططات التهجير.
فيما لم يصدر بيان رسمي من بغداد أو دمشق يؤكد حضور الشرع أو غيابه عن القمة العربية في العراق.
جدل سياسي
وشهدت الأيام الماضية توترًا سياسيًا في العراق من قبل بعض الأحزاب والائتلافات رفضًا لمشاركة الشرع، حيث أعلن زعيم ائتلاف دولة القانون، رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، رفضه "جملة وتفصيلًا" مجيء الشرع إلى بغداد، معتبرًا، في بيان، أن حضوره سيكون "مجازفة"، في إشارة إلى التبعات الأمنية والسياسية التي قد تترتب على ذلك.
وبالتزامن، دعا النائب المستقل عن محافظة البصرة جنوب العراق، مصطفى السند، في بيان، إلى تنظيم تظاهرة شعبية، الإثنين، في محافظة البصرة؛ احتجاجًا على ما وصفه بـ"السخاء الباطل" في العلاقات مع سوريا، مشيرًا إلى ما اعتبره هدرًا للموارد العراقية في "هبات الحنطة (القمح)" و"الممرات المائية" دون عوائد ملموسة.
وكانت الحكومة العراقية قد أرسلت في وقت سابق من هذا الشهر الدفعة الثانية من قافلة المساعدات القادمة من العراق وتحمل 600 طن من القمح مقدمة للشعب السوري.
وبحسب المصادر ذاتها، دفع عدد من قادة الإطار الشيعي الحاكم باتجاه الضغط على رئيس الحكومة العراقية لدفعه إلى عدم توجيه دعوة للشرع لحضور القمة العربية، إلا أن السوداني رفض ذلك، فيما ذهب إلى اجتماعه مع الشرع في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
جدول أعمال القمة
ووفق جدول الأعمال الرسمي، تنطلق الاجتماعات التحضيرية للقمة يوم الثلاثاء، 13 مايو/أيار، في فندق موفنبيك بالعاصمة، باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، لمناقشة الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي ستُرفع إلى قادة الدول خلال القمة.
ويُعقد في اليوم التالي، الأربعاء 14 مايو/أيار، اجتماع للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في جامعة الدول العربية، لبحث جدول أعمال وزراء الخارجية وصياغة مشاريع القرارات التي ستُعرض لاحقًا على القادة.
أما يوم الخميس 15 مايو/أيار، فيشهد القصر الحكومي انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي يُعد المحطة الأهم في مسار التحضير، حيث سيتم الاتفاق النهائي على جدول أعمال القمة ومحاورها الأساسية.
وتتوج هذه الاجتماعات بانعقاد القمة العربية في 17 مايو/أيار، بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء والقادة العرب، إلى جانب اجتماع القمة التنموية الرابعة والثلاثين، حيث ستُطرح أبرز القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، في ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة.
ويُنتظر أن تسلط القمة الضوء على ملفات الأمن الغذائي والطاقة، إضافة إلى النزاعات الإقليمية، وملف القضية الفلسطينية، والعلاقات العربية مع الدول المؤثرة على الساحة الدولية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC4yNTUg جزيرة ام اند امز