وزير الإعلام البحريني: هجمة شرسة على العرب والإعلام خط الدفاع الأول
وزير شؤون الإعلام البحريني، علي بن محمد الرميحي، يحدد واجبات وسائل الإعلام ومواقع التواصل في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العرب
ندد وزير شؤون الإعلام البحريني، علي بن محمد الرميحي، بما وصفه بالحملة الشرسة الممنهجة ضد المملكة العربية السعودية، مشددا على أن المنطقة العربية من أكثر المناطق التي تواجه تحديات المساس بهويتها.
وشدد الوزير البحريني أمام الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات، الذي انطلقت فعاليات دورته الثانية، الثلاثاء، تحت شعار "المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، على أهمية دور الإعلام في الوقت الحالي، لافتا إلى تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام ليصل إلى 1.7 تريليون دولار أمريكي سنويًا، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45% منه، وارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، من بينها 963 قناة عربية خاصة تمثل نسبة 86% من إجمالي القنوات الفضائية العربية، وزيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي إلى 37% من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي.
وقال علي بن محمد الرميحي في الملتقى، الذي نظمته الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الإمارات، بالشراكة مع "المجلس الوطني للإعلام" و"أبوظبي للإعلام" وقناة سكاي نيوز عربية، إن تقريرا لمركز الاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أكد أن تكنولوجيا المعلومات غيرت طبيعة الصراعات من خلال خلق بيئة افتراضية تسمح بإجراء معارك عبر الإنترنت؛ تؤثر على الأحداث في المجال المادي، مثل أنظمة الكمبيوتر، وفي المجال المعرفي الذي يحدد مواقف الأشخاص ومعتقداتهم.
وأضاف أن وسائل الإعلام والاتصال أثبتت دورها الحيوي كسلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول، حتى إن قيمة الإنفاق العالمي على قطاع الإعلام والاتصال تجاوزت حجم الإنفاق العسكري عالميًا، والمقدر بنحو 1.67 تريليون دولار بحسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2015، وتعادل نسبة كبيـرة تصل إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وباتت الدول الكبرى في السنوات الأخيرة تقلص من ميزانياتها العسكرية مقابل رفع معدلات تمويل الأمن السيبراني بصورة هائلة.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الأولى بين دول العالم في حجم إنفاق الميزانيات العسكرية على الحروب الإلكترونية، حيث كشفت دراسة أجراها "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن بداية العام الجاري، أن الولايات المتحدة تنفق ما يُقارب 7 مليارات دولار على أمن الفضاء الإلكتروني، وتمتلك شبكة من العملاء تتجاوز 9000 موظف يعملون لدى وزارة الدفاع، فيما تنفق الصين 1.5 مليار دولار، وتنفق بريطانيا 450 مليون دولار سنويًا.
وتساءل الوزير البحريني عمن رسخ ثقافة الصراخ والتحريض على الكراهية في الإعلام العربي، وما إذا كان الصوت العالي والتطاول على الأديان والمذاهب والرموز الوطنية هي حرية التعبير التي يبحث عنها المواطن العربي.
وتساءل عن سبب إنفاق قطر وإيران مليارات الدولارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة، فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ، والترويج لإعلام يستهدف إسقاط الأنظمة العربية.
وقال: "لماذا سوقت الجزيرة القطرية حصرياً خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء وتبث أفلام المختطفين وتوصل رسائل غير مباشرة عن حسن معاملة الخاطف؟ لماذا تستخدم الجزيرة القطرية مصطلحات إيجابية وتؤكد دائماً إسلامية كل الجماعات الإرهابية؟.. وفي استفتاءاتها تكشف عن رأسها حين تقول: "هل تؤيد انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؟" و "هل تعتبر تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لصالح المنطقة؟".
ولفت علي بن محمد الرميحي إلى دراسة لدائرة المطبوعات الأردنية عام 2009 عن قناة "الجزيرة" القطرية وتغطيتها للحرب على غزة، جاء فيها إن الجزيرة فتحت شاشتها يوميًا للمتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي والمتحدث الرسمي للخارجية الإسرائيلية ومعلقين إسرائيليين، لتقديم تبريرات عاطفية لعدوانهم على الشعب الفلسطيني الشقيق من وجهة نظر إسرائيلية بحتة، مشيرا إلى أن الجزيرة الانجليزية تستخدم كلمة (قتيل) للفلسطيني وتسميه شهيد في الجزيرة العربية.
وأكد أن القناة القطرية قدمت رواية مغلوطة عن النضال العربي، وخلقت في كل بلد عربي أزمة، وشوهت قيادات وطنية وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين والمشبوهين أبطالاً ونجومًا في عالم الإعلام المسيس.
وطالب بوجود منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعا وليس ردود الأفعال فقط، مشيرا إلى ما تتعرض له المملكة العربية السعودية مما وصفه بالمؤامرة والهجمة غير الأخلاقية.
وأكد أن المنطقة الخليجية والعربية، بحكم قيمتها التاريخية والدينية وأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي والاستراتيجي، "من أكثـر مناطق العالم تعرضًا للتهديدات والمخاطر والأزمات، وفي مقدمتها تنامي خطابات التطرف والكراهية، والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية والرامية إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، والمساس بهويتنا الثقافية والحضارية، لاسيما منذ قيام "الثورة الخمينية" عام 1979م، ودعم إيران للأحزاب الإرهابية وتمويلها للأنشطة التخريبية".
وشدد على أن الإدارة الفعالة للأزمات والحالات الطارئة والكوارث تكمن في النهوض بدور "إعلام الأزمات" في تهيئة الرأي العام وتوعية المجتمع، ورفع روحه المعنوية، وتمسكه بقيمه الدينية والأخلاقية، من خلال قيام وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ببث الحقيقة بدقة وسرعة وشفافية ومصداقية، مع مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي، والتأثير والفاعلية في مواجهة الشائعات والأكاذيب، واحتواء الأضرار أو تقليل الآثار السلبية.
وقال: "نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول يمارس رسالته الوطنية في التوعية بأمانة ونزاهة وموضوعية، والتمسك بآداب وأخلاقيات المهنة، باعتباره خط الدفاع الأول في الحفاظ على مكتسباتنا التنموية والحضارية، وحماية أمننا القومي".
وحدد وزير شؤون الإعلام البحريني، علي بن محمد الرميحي، مجموعة من الواجبات التي ينبغي على كافة وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أنواعها وفي جميع المراحل، الالتزام بها وفق منظومة متكاملة:
أولا: توعية متحضرة مع وضع المصلحة العليا للوطن فوق أي انتماءات أيديولوجية أو طائفية أو عرقية.
ثانيا: تغطية الأحداث والتطورات بسرعة ودقة ومصداقية وشفافية
ثالثا: اتخاذ الإجراءات القانونية بحق وسائل الإعلام والاتصال المسيئة والمحرضة أو المثيـرة للكراهية والبلبلة، بما يتوافق مع المواثيق الإعلامية العربية والدولية.
رابعا: نشر الوعي المجتمعي بشأن الاستخدام الرشيد لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.