«قصر الصخير».. معلم تاريخي يستضيف القادة العرب في قمة البحرين
تتجه الأنظار غدا إلى مملكة البحرين التي تستضيف القمة العربية الـ33 لأول مرة في تاريخها.
واختارت البحرين قصر "الصخير" أحد أهم القصور الملكية في البحرين وملتقى الملوك والزعماء الزائرين للمملكة، مقرا لانعقاد القمة.
القصر الذي يعود تاريخه إلى العام 1901 يقع في المنطقة البرية جنوب غرب المملكة، شمال شرق حلبة البحرين الدولية وقرية الزلاق وجامعة البحرين.
وكان قصر "الصخير" مقر إقامة حاكم البحرين الراحل الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1932 وحتى 1942.
وبعد تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين الحالي الحكم في عام 1999 شهد القصر عملية تجديد شاملة، وأعيد افتتاحه في 16 سبتمبر/أيلول 2003.
ويتميز القصر بهندسة معمارية فريدة مستوحاة من فن العمارة البحرينية، حيث يغلب على مبانيه اللون الأبيض، وتنتشر فيه الأقواس والأعمدة الكبرى التي تضفي عليه بعدًا جماليًا مميزًا.
قصر "الصخير" يعتبر كذلك رمزًا للثقافة العربية الأصيلة ونموذجًا رائعًا للعمارة البحرينية المستلهمة من قصر "عيسى الكبير" بمنطقة المحرق والذي يعد قمة الإبداع في طراز العمارة البحرينية الأصيلة.
شاهد على أحداث مهمة
وشهد قصر "الصخير" العديد من الأحداث التاريخية المهمة ومن أبرزها زيارات الدولة والزيارات الرسمية لملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة إضافة إلى استضافة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ديسمبر/كانون الأول عام 2016.
كما يعد القصر موقعًا للاحتفالات الرسمية بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين، كما يستقبل فيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة سفراء الدول الشقيقة والصديقة لتقديم أوراق اعتمادهم فضلا عن استقبال ممثلي أهالي المحافظات وغير ذلك من المقابلات الرسمية.
العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد أهمية هذا المعلم التاريخي.. مشددًا على صموده كرمز ثابت في تاريخ البحرين.
وأشار إلى أن إعادة تجديد القصر تجسد روح التنوير والإنجاز التي تميزت بها تلك الحقبة، وتكرم نضال الأجداد في سبيل الدفاع عن الوطن والعروبة وقيم الإسلام.
وقال عاهل البحرين: "إن هذا الصرح التاريخي ظل صامدًا مع معالم البحرين الثابتة إلى أن جددناه مبنى ومعنى فأصبح قصرًا من قصور المملكة الرسمية، وإننا إذ نستعيد أجواء تلك الفترة التنويرية المضيئة في تاريخنا، فلابد أن نتذكر بالتقدير والإجلال أنها ثمرة وامتداد لتاريخ أبعد وأصعب اتصف بالنضال المتصل دفاعًا عن البحرين والخليج والعروبة وقيم الإسلام، قدمنا خلاله العديد من مناضلي الوطن وشهدائه الذين كانوا دائمًا مع الشعب في مقدمة الصفوف، وفي قيادة الركب صونًا للاستقلال والكيان والكرامة، وتصديًا لكل طامع وغريب".
وأضاف:"أولئك الأجداد الكرام الذين كانوا على مدى أكثر من قرنين بوارق مجد وسؤدد وبناء وتسامح في هذا الركن العزيز من بلاد العرب والمسلمين".
وتتمتع مملكة البحرين بتراث تاريخي ثري يمتد لأكثر من 5 آلاف عام، حيث شكلت تاريخيًا مركزًا حضاريًا مهمًا لثقافتي دلمون وتايلوس، كما تشتهر بوفرة ينابيعها العذبة ومساحاتها الخضراء من أشجار النخيل، لتعرف بـ "أرض الخلود"..ولطالما مثلت البحرين حلقة وصل بين الشرق والغرب من خلال دورها التاريخي كمركز استراتيجي للتجارة العالمية.
وفي القرن الثامن عشر للميلاد، بدأ التاريخ الحديث للبحرين بقيادة أسرة آل خليفة، حيث شهدت البلاد تقدمًا ملحوظًا في مسيرة التنمية والازدهار.
ومع تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في عام 1999، دخلت المملكة عصرًا جديدًا من الرؤى الطموحة والتقدم المستدام، وتواصل المملكة اليوم إنجازاتها الرائدة في مجالات التنمية والتطوير السياسي بما يتماشى مع مبادئ ميثاق العمل الوطني.
وتقع مملكة البحرين في موقع استراتيجي منتصف الساحل الجنوبي للخليج العربي وتتألف من أرخبيل يضم أكثر من 33 جزيرة، مع جزيرة البحرين كأكبرها.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز