«باكو تسلم الراية لبيليم».. باباييف يدعو من COP30 إلى تمويل مناخي عادل
مع انطلاق مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في مدينة بيليم البرازيلية، ألقى مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان ورئيس مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29)، كلمة افتتاحية مؤثرة سلم خلالها رسميا عصا القيادة إلى البرازيل.
وأكد مختار باباييف على أهمية مواصلة الزخم الذي تحقق في باكو والبناء عليه لضمان عدالة التمويل المناخي واستدامة الالتزامات العالمية، موضحا أن قمة بيليم تأتي في لحظة مفصلية تواجه فيها البشرية تحديات مناخية متفاقمة تتطلب عملا جماعيا وإرادة سياسية حقيقية.
وشدد على أن نجاح مؤتمر COP30 يعتمد على الوفاء بتعهدات التمويل المناخي التي تم الاتفاق عليها في باكو، حين التزمت الدول الغنية بتوفير 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035، مع طموح لزيادة المبلغ إلى 1.3 تريليون دولار سنويا بمشاركة القطاع الخاص.
وقال باباييف في كلمته: "نطلب من المجتمعات الضعيفة تفهم حدود الدعم الممكن، لكننا نرى من خلال مبادرة (إيجل) أن المانحين بدأوا الوفاء بالتزاماتهم، وأن الدول المتقدمة تتولى زمام المبادرة".

وأشار إلى أن مؤتمر باكو كان نقطة تحول في صياغة خريطة طريق واضحة، بينما تمثل بيليم مرحلة التنفيذ العملي لتلك الالتزامات، مؤكدا أن "تحقيق هدف تمويل باكو سيكون ضروريًا لنجاح الجهود المناخية العالمية".
أكد مختار باباييف، أن العالم يواجه تحديات مناخية متجددة عاما بعد عام، موضحا أن مؤتمر باكو لم يكن استثناء، بل محطة مهمة في مسار العمل المناخي المشترك.

وأشار باباييف إلى أن منطقة القوقاز والعالم بأسره بحاجة إلى تحرك عاجل لمواجهة الأزمات البيئية المتصاعدة، من تقلص مساحة البحر إلى ذوبان الجليد والزحف الصحراوي، محذرا من أن التأخر في التحرك سيضاعف الكلفة البيئية والاقتصادية على الشعوب.
وأضاف أن التحدي الأبرز أمام المجتمع الدولي لا يكمن في وضع الأهداف فحسب، بل في التوصل إلى اتفاق عالمي شامل بشأن التمويل المناخي الذي يضمن العدالة للدول النامية ويمكنها من تنفيذ التزاماتها.

وأوضح أن خريطة طريق باكو–بيليم جاءت لتجسد هذا التوجه، مؤكدا أنها تمثل "المرجع الرئيسي لعملنا المشترك"، وداعيا إلى أن يتقدم الجميع في كل اتجاه ممكن لتحقيق أهدافها.
وشدد باباييف على أن التمويل العام يشكل العمود الفقري لهدف التمويل الذي أقر في باكو، مشيرا إلى أن نجاح أي التزام مناخي يعتمد على جدية الوفاء بالتمويل المتعهد به.

ولفت إلى أن المجتمع الدولي أنهى العام الماضي كتاب قواعد اتفاق باريس للمناخ، ما يمهد لبدء أول دورة تنفيذية كاملة للاتفاق، معتبرًا ذلك "بداية حقبة جديدة في مسار العمل المناخي العالمي".
وبين أن الطريق نحو تعبئة 1.3 تريليون دولار سنويًا ممكن، لكنه "يتوقف على الإرادة السياسية الحقيقية والعمل الجماعي المنسق بين الحكومات والمؤسسات الدولية".
واختتم باباييف كلمته بالتأكيد على أن قمة المناخ السنوية تمثل تذكيرًا دائمًا للعالم بأنه لا يواجه هذه التحديات وحده، بل إن مصير البشرية مرتبط بمدى التزام الجميع بالتحرك المشترك والمسؤولية الجماعية تجاه الكوكب.

امتلأت قاعات مؤتمر COP30 الرمادية والواسعة منذ الساعات الأولى من صباح الإثنين، حيث تبادل المندوبون التحية والعناق وسط أجواء من القلق والحماس. واصطف كثيرون لتناول القهوة والمعجنات، بينما أربك نظام الدفع الإلكتروني الجديد بعض الحاضرين.
ورغم الازدحام في القاعات الرئيسية، بدت مراكز الإعلام شبه فارغة، إذ قلصت مؤسسات إعلامية كثيرة حجم فرقها الميدانية مقارنة بالسنوات السابقة، رغم وصف المؤتمر بأنه الأهم منذ اتفاق باريس للمناخ عام 2015.
وأقيمت القمة داخل مبنى مؤقت ضخم في منطقة باركي دا سيداد بمدينة بيليم، أنجز قبل أيام فقط من الافتتاح، ويضم أجنحة وطنية متعددة تستعرض جهود الدول في مواجهة تغيّر المناخ.

تجاور جناحا تركيا وأستراليا وسط منافسة بين البلدين على استضافة مؤتمر COP31 المقبل، بينما جذبت أجنحة أخرى اهتمام الحضور بتجارب غنية، من الغابة المطيرة الافتراضية لماليزيا إلى الرقص التقليدي الإندونيسي والمراوح الورقية الصينية المزخرفة. أما البرازيل فاستقبلت زوارها بقهوة محلية نفدت سريعًا من طول الطوابير أمام جناحها.
في المقابل، لفت الغياب الكامل للولايات المتحدة الأنظار، بعد أن قررت إدارة دونالد ترامب عدم إرسال وفد رسمي، ما أثار تساؤلات حول التزامات واشنطن المناخية.
وفي خضم فعاليات المؤتمر، ألقت جامايكا بظلالها على النقاشات بعد أن تعرضت مؤخرا لإعصار «ميليسا» الكارثي من الفئة الخامسة، الذي بلغت سرعة رياحه 298 كيلومترا في الساعة، ودمر مناطق شاسعة من الجزيرة. وأكد العلماء أن الإعصار تفاقم بسبب الانهيار المناخي.
وقال الناشط الجامايكي غوردون، الزميل الأول في المعهد الدولي للبيئة والتنمية: "كل جامايكي يعرف الآن معنى الخسارة الكارثية. نحن نطالب بالمساءلة، ونريد معرفة من سيدفع الثمن، ومن المسؤول".
وأضاف: "حين ناضلنا من أجل هدف 1.5 درجة مئوية في باريس قبل عشر سنوات، كنا نحارب من أجل البقاء، وما زلنا نحارب حتى اليوم. كل حياة تُفقد هي مسؤوليتكم".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA==
جزيرة ام اند امز