الغضب الفرنسي.. رقص الباليه احتجاجا بعد العنف
الاحتجاج برقص الباليه في شوارع فرنسا على وقع سيمفونية "تشايكوفيكسي" يلفت الأنظار بعد تحوله عن العنف
بلمسات من الرقي والإبداع وعلى وقع سيمفونية "تشايكوفيكسي"، غيّر الفرنسيون وجه الاحتجاجات التي تجتاح فرنسا على مدار العام، لا سيما منذ مطلع الشهر الجاري؛ احتجاجاً على إجراء تعديل في قانون المعاشات الذي تطالب به الحكومة الفرنسية، وذلك بتقديم استعراض لراقصي الباليه في ساحات الاحتجاج لدعم التعبئة.
- إجلاء 200 شخص من كنيسة بفرنسا خلال قداس عيد الميلاد إثر تسرب غاز
- أكبر 3 أسواق لعيد الميلاد في فرنسا تستعد لاستقبال الاحتفالات
وذكرت صحيفة "ويست فرانس" أن راقصي أوبرا باريس قدموا لوحة فنية رائعة، بعرض رقصة "بحيرة البجع" في ساحات الاحتجاج في العاصمة الفرنسية باريس، عشية احتفالات عيد الميلاد، لدعم التعبئة ضد تعديل قانون المعاشات التقاعدية.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه قبل ساعات قليلة من احتفالات عيد الميلاد، تحت السماء الباريسية الرمادية، قدم نحو 40 راقصة من فرقة باليه أوبرا عرضا صغيرا مرتجلا أمام أوبرا باريس، رافعات لافتات "إضراب، الثقافة في خطر"، ولاقى العرض حفاوة وإعجاب المشاهدين، وسط تصفيق حار.
واصطفت راقصات الباليه على إيقاع الأوركسترا السيمفونية للمقطوعة الموسيقية "بحيرة البجع"، إحدى روائع الموسيقار تشايكوفسكي لمدة ربع ساعة في ثوبهن الأبيض، أمام أوبرا جارنييه بباريس، بحسب الصحيفة.
من جانبه، قال رئيس صندوق التقاعد لراقصات الباليه في فرنسا ألكسندر كاريناتو إنه "على الرغم من الطقس البارد للغاية، أرادت الفتيات مواجهة التحدي وبمرافقة الموسيقيين، الانضمام للمضربين بإلغاء العديد من العروض"، موضحاً أن دار الأوبرا بأكملها ستتأثر بنظام التقاعد الجديد، ما يجعل راقصي الباليه مهددين بالانقراض.
وأضاف كاريناتو: "تم غرسنا منذ سن الثامنة من العمر في مهمة ملكية، وبالرقص بدار الأوبرا في باريس التي تمثل فرنسا"، مضيفاً أن ما أظهرته الفتيات برقصهن هو 15 عاماً من التضحية والعمل اليومي للوصول إلى دار الأوبرا لتمتع الجمهور برقصهن على خشبة المسرح".
وتابع: "بموجب القانون الجديد بالتقاعد بنظام النقاط، فلن يكون بإمكانهن المتابعة حتى سن 64 عاماً في الرقص للحصول على المعاش".
من جهته، قال راقص باليه شارك في العرض إلويس جوكيفيل (23 عامًا): "اختار الراقصون الفصل الرابع من مقطوعة (بحيرة سوان)، وهي واحدة من أصعب الباليه، ورقصوا على الرخام في البرد، وذلك للإعراب عن رفضهم لتعديل القانون".
وأضاف أن "راقصي الباليه الذين يقضون ما بين 17 و18 عاماً بالاستمرار بالتدريب نحو 5 ساعات يومياً، يصابون بالعديد من الإصابات المزمنة، مثل التهاب الأوتار، والكسور، وآلام في الركبة، كما أن العديد منهم لا يحملون شهادة البكالوريا، لذا فإن نظام التقاعد بالنقاط سيحرمهم من الحصول على المعاش التقاعدي الكامل".
وتتمتع دار الأوبرا في فرنسا بنظام تقاعدي خاص تم تطبيقه منذ عام 1698، تحت حكم لويس الرابع عشر، وهو أحد أقدم الأنظمة في فرنسا، وبموجبه يسمح لراقصي الباليه التقاعد منذ سن 42 عاماً والحصول على معاشهم كاملاً آخذاً في الاعتبار خصوصية المهنة وصعوبتها، وتعرضهم لمخاطر الإصابة، كما أن الراقصين لا يكادون يستطيعون الاستمرار في الرقص حتى ذلك السن، وبتغيير القانون وتعميمه سيفقدون هذه الخصوصية، بحسب الصحيفة الفرنسية.