يوماً بعد يوم تثبت الممارسات الحوثية من اعتداء وخرق للقوانين أنّ الصراع مع هذه المليشيا ليس سياسياً.
وإنما هو مواجهة بين القانون واللا قانون, بين الشرعية واللا شرعية, وهو ما تثبته الاعتداءات الحوثية المستمرة، التي لا تميز بين مسلح وأعزل، أو بين إغاثي وعسكري, ولعل آخر تلك الاعتداءات هو اختطاف الحوثيين سفينة الشحن الإماراتية "روابي" من المياه الدولية، تلك السفينة المدنية التي تحمل على متنها معدات طبية.
هنا تؤكد مليشيا الحوثي العدائيةَ المطلقة، التي لا تراعي أي قانون, فاعتداؤها نهج حريص لا يتغير, الأمر الذي يجعل من مواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية لهذه المليشيا ضرورة من أجل عوامل دولية عدة، أهمها:
أولاً: نصرة الشرعية على اللا شرعية، فمليشيا "الحوثي" لا تمثل -منذ تحديها الشرعية اليمنية- إلا قوة مليشياوية انقلابية تهدف إلى جعل اليمن بؤرة صراع محليٍّ وإقليميٍّ، لا تعترف بأي قانونٍ من قوانين الدول المؤسساتية ذات السيادة السياسية والقانونية والإدارية, كما تهدف إلى جعل اليمن حديقة خلفية لأجندات خارجية لا شأن لها سوى بناء نفوذها على حساب اليمن واليمنيين، الذين هم بقوانينهم وسياساتهم وأمنهم جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والإقليمي, والدولي.
ثانياً: استتباب الأمن الإقليمي، فالممارسات الحوثية العدائية لا تنحصر في الجغرافيا اليمنية, وإنما تتعداها إلى دول الجوار، ولا سيما على الحدود السعودية-اليمنية, كون ثقافة الاعتداء مبدأ أصيل في النهج الحوثي القائم على مخالفة كل ما يمت لحُسن الجوار وتحييد المدنيين من أعراف وقوانين بصلة, بل إنه يتعمد خرقها وتصويرها -رغم فشلها- كإنجازات ميدانية وعسكرية.
ثالثاً: الأمن الاقتصادي العالمي، فموقع اليمن الجغرافي على البحر الأحمر ومَضايقُهُ الاستراتيجية في النقل البحري الدولي والنشاط الاقتصادي العالمي, يُسيل لعاب الحوثي دوماً من أجل تنفيذ عمليات عدوانية على أي نشاطٍ تجاريٍّ أو إغاثيٍّ أو إنسانيٍّ, بغية خلط الأوراق وصرف الأنظار عن الضربات الموجعة التي يُلحقها به التحالف العربي، الذي ينفذ مهامه وفق القوانين الدولية وبطلب من الحكومة اليمنية الشرعية, وإنْ كان آخر تلك الاعتداءات اختطاف الحوثي سفينة الشحن الإماراتية "روابي" فإنه ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير.
كل ذلك يجعل من مواجهة التحالف العربي للحوثي ومليشياته ضرورةً إقليمية ودولية، كون اعتداءاته لا تقف عند حد, ولا تأبه بقانون, تماما على نهج قطّاع الطريق، الذين يضربون بالمبادئ الوطنية والدولية عُرض الحائط, فلا تهتم عناصر الحوثي بضرورة بناء اليمن وحمايته من الانجراف أمام سيل الأجندات الخارجية, كما لا تهتم بأي مبدأ دولي من مبادئ حُسن الجوار ودعم استقرار المنطقة ككل, كما لا تأبه للقوانين الدولية ولا احترام المصالح المشتركة والمتداخلة بين مكونات المجتمع الدولي أجمع, ولا سيما تلك المتعلقة بالأمن والسلام العالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة