حب الوطن من الأمور البدَهية عند أي إنسان في هذا البلد، الذي ترعرعنا فيه وعشنا على أرضه.
فالوطن هو المكان الآمن، الذي يفتح الإنسان عينيه عليه طوال سنوات عمره منذ أتى إلى هذه الدنيا.. فهذا النوع من الحب أمر غريزي في الإنسان ولن يشعر بقيمة الوطن إلا من ابتعد عنه.. وهذا ما حصل لي عندما كنتُ خارج وطني لفترة، فلما رجعت قبّلت ترابه ونذرت قلمي لحبه ودعمه، فيما وجدت كل من حولي متفقا معي على ذلك الشعور الجارف.
كلنا في دول الخليج العربي نذوب حبا في أوطاننا وقيادتنا، إذ نكون معا صفا واحدا في الشدة قبل الرخاء، وعندما يتعلق الأمر بأمن الوطن فإننا نفعل المستحيل من أجله.
إن ما أصاب العالم على مدار العامين الماضيين من جراء جائحة كورونا جعله في مهب الريح، حيث مرت الكرة الأرضية بمخاوف كثيرة أعجزت دولا كبرى، ولا تزال تتهددها. وأمام هذه التحديات الكبيرة نلاحظ اهتمام دول الخليج العربي بأبنائها وخدمتهم وحمايتهم من كل شر، وقد سعدنا كمواطنين بهذا الحب والحرص من قبل الحكومات الخليجية، لذا وجب علينا أن نقدم الشكر العملي لكل من يعمل بجهد جبار لحمايتنا من هذا الفيروس وخطره، ويوفر لنا الأمن والرفاه والرعاية، فلنتكاتف معا ولنحافظ على الإجراءات الاحترازية.. هكذا يكون شكر الأوطان عمليا.. اعمل ما يتوجب عليك أولا مثلما تعمل القيادة على حمايتك ولا تدخر جهدا في ذلك.
إن فيروس كورونا وباء يفتك بالبشر إذا لم يكن لديهم الحذر والوعي الكافيَيْن لمواجهته عبر اتخاذ الحيطة منه، وهذا واجب وطني على كل إنسان، فلنكن صفا واحدا ولنبتعد عن التجمعات والشائعات، فلا بد من استقاء المعلومات من مصدرها الرسمي الصحيح، هكذا تُترجَمُ الوطنية إلى شيء ملموس يظهر في سلوك كل مواطن حريص على شركائه في هذا الوطن.
يحق لنا أن نفخر بما نملك في دولنا من إمكانات بشرية وفنية وإدارية وطبية تتميز بفكر مستنير استطاع بالفعل أن يكون محط تقدير العالم في ظل ظروف صعبة مرت على البشرية، وقد بدا ذلك في ظل الجائحة التي ضربت أكبر اقتصادات العالم وأكبر البِنى الصحية فيه.. لذا لا بد أن نكون يدا واحدة مع حكوماتنا، ولا يكون هذا إلا بالانصياع للتعليمات والتوجيهات.. إنه نداء من القلب لنوحد الجهود، فلنكن جادين في مكافحة الفيروس القاتل، إذ لا بد أن يحاسب المرء نفسه ويسألها عما قدمته لوطنها في الأزمة؟
لنقف متحدين أمام تزايد الإصابات بكورونا ومتحوراته، وأن نكون خير معين لدولنا وقيادتنا.
ختاما.. حفظ الله دول الخليج العربي من كل مكروه.. وأيد قيادتنا الرشيدة لما فيه خير بلادنا ومواطنينا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة