بني وليد الليبية.. "حياد" خشية بطش مليشيات طرابلس
محمد الترهوني المحلل العسكري الليبي يقول إن دعم بني وليد الكامل للجيش الليبي، بالتعاون مع ترهونة وورشفانة سيكون حاسما لمعركة طرابلس
منذ إطلاق الجيش الليبي عملية طوفان الكرامة في 4 أبريل/نيسان الماضي لتطهير العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية من الجماعات الإرهابية، تزداد المدن التي تعلن دعمها للجيش الليبي، وانشقاقها عن حكومة الوفاق غير الدستورية.
- الانشقاقات تضرب حلفاء السراج.. قبائل وكتائب تنضم للجيش الليبي
- الجيش الليبي يدفع بتعزيزات من بني وليد للمشاركة في تحرير طرابلس
ومع مرور الوقت أصبحت الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب الشرعي، تسير أمور نحو 90% من مدن البلاد، أهمهما ترهونة، ورشفانة، صبراتة، صرمان، العجيلات، سوق الخميس، وقصر بن غشير.
إلا أن مدينة بني وليد، الواقعة جنوب شرق طرابلس، ومعقل قبائل ورفلة، لا تزال حتى الآن على الحياد، ولم تعلن تأييدها الكامل لأحد الطرفين، رغم أن وحدات عسكرية منها أيدت بالفعل الجيش الليبي.
ويصف مراقبون موقف المدينة بأنها "تمسك العصا من المنتصف"، وذلك خوفا من بطش مليشيات فائز السراج وتكرار سيناريو 2012 الذي سمح لمليشيات مصراتة بتدمير المدينة بشكل كبير.
ورغم ذلك هناك مؤشرات لميل بني وليد لمساندة الجيش الليبي، ففي نهاية العام الماضي افتتحت القيادة العامة للجيش الليبي مقر النيابة العسكرية في المدينة بحضور أعضاء المجلس المحلي، وأعلنت كتائب ووحدات عسكرية عدة تأييدها للجيش الليبي، أبرزها العبور التي تؤمن الطريق الرابط بين ترهونة والشويرف جنوبا، وحماية مطار مدينة بني وليد، و52 مساندة، وقوة الردع، بالإضافة لإعلان منتسبي مديرية أمن بني وليد تبعيتهم للجيش الوطني الليبي.
بجانب أن الدعم الشعبي للجيش الليبي بين قبائل ورفلة موجود بقوة، فقد استقبل المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي أعضاء المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة بمقر القيادة الأسبوع الماضي.
وخوفا من دعم بني وليد للجيش الليبي بشكل كامل، هددت قيادات المليشيات وعلى رأسها أسامة جويلي، المدينة بالقصف، والإبادة وتكرار جريمة القرار رقم 7، مطالبين بفرض حظر على الملاحة الجوية بمطار بن وليد، وتهديد أي طائرة بالإسقاط.
وفي عام 2012، خاضت المدينة معارك طاحنة مع مليشيات مصراتة، ودمرتها بشكل كبير، تنفيذا لما عرف إعلاميا حينها بالقرار رقم 7، الذي أصدره المجلس الانتقالي - حينها - باقتحام المدينة، بسبب ولائها لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، واعتبره مجلس النواب فيما بعد "جريمة حرب".
أهمية بني وليد
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن بني وليد تشارك في معركة طرابلس من خلال وجود قواتها داخل المدينة، إذ يعد ذلك شيئا إيجابيا لسد ثغرات الهجوم على ترهونة.
وتابع أن بني وليد تمتلك مطارا يمكن استخدامه للأغراض العسكرية، ويختلف بشكل كبير عن مطارات المنطقة التي تعد شبه معزولة، بجانب امتلاك المدينة ترسانة بشرية وقوة عسكرية كبيرة.
وأشار المحلل العسكري الليبي إلى أن ميل بني وليد للطرف الصحيح ودعم الجيش الليبي أمر محسوم سواء حاليا أو في المستقبل، باعتبار أن من يقاتلهم الجيش هم من نفذوا القرار رقم 7 الذي شرد بني وليد، من كتائب أبوعبيدة الزاوي - الموالية لتنظيم القاعدة - وكتيبة البركي ومليشيات مصراتة.