كاتب بريطاني: حظر جماعة الإخوان سيجعلنا أكثر أمانا
الكاتب اعتبر أن حظر الإخوان سيجعل بريطانيا والغرب أكثر أمنا محذرا في الوقت ذاته من أن العديد من أعضائها يقبلون العنف السياسي
اعتبر الكاتب البريطاني روجر بويس، أن حظّر جماعة "الإخوان" الأرهابية سيجعل بريطانيا والغرب أكثر أمنًا، محذرًا في الوقت ذاته من أن العديد من أعضائها "يقبلون العنف السياسي لإنشاء ما يسمى بدولة إسلامية"، و"يستخدمون لندن كقاعدة للنشاط في الخليج وغزة ومصر".
وفي مقال نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، أشار الكاتب والمؤلف البريطاني، إلى الخلاف الأخير بين الدول العربية وقطر بشأن حمايتها لجماعة "الإخوان".
وأرتأى أنه إذا "كان الغرب يسعى لفهم الجذور الروحية للإرهاب الذي يختبر مدنه، فإنه يجب أن يأخذ بمجامع الإخوان، وهذه كانت إحدى الرسائل التي نقلت إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط".
وأضاف: "إذا أخذ الرئيس (ترامب) بنصيحة السعودية، وفرض عقوبات اقتصادية على قطر -وهناك تشريعات أمريكية قيد الإعداد تعاقب من يدعمون (العناصر الإرهابية في جماعة الإخوان المسلمين)- فيتعيّن على بريطانيا أيضا أن تنظر مجددًا في هذه الأخوة الشريرة. يجب أن تتجاوز السياج وتستعد لحظر المنظمة".
وأشار إلى أن "السعودية والإمارات ومصر وعدة دول أخرى قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وقد بدأ شراء السلع بدافع الهلع بالفعل في محلات المتاجر القطرية حيث إن معظم المواد الغذائية تمر عبر السعودية".
ورجّح الكاتب أن "الإنذار غير المعلن من الرياض هو ما يلي: اقطعوا العلاقات مع الإخوان، أو أننا سنطيل هذه الخصومة لسنوات، ونقوّض أضخم مشاريع قطر المرموقة، وهو استضافتها لكأس العالم 2022".
ولفت إلى أن "مفجر الأزمة جاء في شكل تصريحات من قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حث فيها على نهج أكثر تصالحية مع إيران، وأعلن أن إدارة ترامب لن تستمر طويلًا وأشاد بحركة حماس المرتبطة بالإخوان".
وأشار إلى أن "السعوديين مقتنعون بأن الإمارة (قطر) قد سقطت تمامًا تحت تأثير سحر الإخوان، وتطالب قطر بأن تطرد جميع مسؤولي الجماعة، وتوقف (تمويل) محطة تلفزيونية مقرها في تركيا، تعطي مساحة تعبير لأعضاء الإخوان المنفيين، وأن تتوقف عن منح الجنسية للمنشقين من جميع أنحاء المنطقة؛ وإلا".
وحذر من أن الإخوان التي ينظر لها في المنطقة على أنها "تهدف إلى تخريب الأنظمة والمؤسسات السياسية... تتسلل إلى الهيئات الطلابية وتحترف عمل النقابات، وتعمل في كثير من الأحيان من خلال شبكات رجال الأعمال".
وتابع: "لقد كنت دائما متشككا بشأن النسخة السعودية والمصرية لجماعة الإخوان، يبدو أنها ليس لديها طموحات سياسية خطيرة في بريطانيا: لماذا لا نجعلها تعمل ما لم تخرق القانون بشكل واضح؟ لقد غيرت رأيي".
وأوضح أن "الأمر يرجع جزئيا إلى الارتباط الليبي، حيث نشأ واحد على الأقل من مهاجمي حفل مانشستر في مجتمع منفيين متعاطفين مع الجماعة الليبية المقاتلة ومع ما يسمى الجماعة الإسلامية، التي تعود جذورها إلى نشطاء الإخوان الذين فروا إلى أوروبا والولايات المتحدة بعد أن بدأ القذافي في مطاردتهم".
ونوه إلى أن "الإخوان تستغرق 3 سنوات أو أكثر لفرز المجندين. وفي بريطانيا، الكثير منهم محامون ومهندسون معماريون وأطباء، والبعض يجري الاتصال بهم ولكنهم يرفضون، ويصبحون "مؤيدين" بدلا من أن يكونوا أعضاء متمرسين كاملين، ويجمعون الأموال لبناء المساجد ورعاية المطبوعات الدينية. وفي معظم الأحيان يستخدم الإخوان لندن كقاعدة للنشاط في الخليج وغزة ومصر".
ومضى قائلًا: "يظل العديد من الإخوان في المنفى متمسكين بالكتابات المبكرة التي تقبل العنف السياسي كجزء من النضال من أجل إنشاء دولة إسلامية أصيلة، وقد ألهمت تعاليم منظر الإخوان، سيد قطب، العديد من الخلايا الإرهابية، وحفّزت قتلة الزعيم المصري أنور السادات، وعلمت طالبا يدعى أيمن الظواهري الذي ذهب ليشترك في تأسيس القاعدة. ولا تزال المساجد ترى أنه لا بأس بالنسبة للدعاة أن يتغنّوا بتمجيد حماس ويلعنوا إسرائيل، لأنهم يمكنهم أن يشيروا إلى الاحترام الواضح للراحل قطب والأخوة الآخرين".
وبين أن "حظر الإخوان أمر معقد، وترامب بصدد أن يكتشف، ويمكنه أن يستهدف حراسهم فى قطر، بيد أن الأمير (تميم) يمكن أن ينتقم من خلال طرد القاعدة الأمريكية جنوب الدوحة. ويمكنه أن يحظر جماعة الإخوان فقط إذا ثبت أنها منظمة واحدة، وقد تكون متشعبة أكثر مما ينبغي لاجتياز هذه العقبة. بعض الفروع تستخدم الإرهاب؛ والبعض الآخر يشكل المعادل الإسلامي لجيش الخلاص. ويتعين على ترامب أيضا أن يثبت وجود صلة مباشرة بين الإخوان والتهديدات الإرهابية. هذا الأمر معقد أيضا فجماعة الإخوان تنفق الكثير على المحامين".
واختتم بالقول إن "بريطانيا ستواجه مشكلة مماثلة في إدراج الجماعة على القائمة السوداء، ومن ثم تغيير النهج بشأن التقرير الذي أعده الدبلوماسي السير جون جنكينز لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في عام 2014. ويجب أن تبدأ بتحديد حقيقة بسيطة عن الإخوان: إنها شواغل مالية مزدهرة، مدعومة بمساهمات منتظمة من الأعضاء والرعاة".
وأردف: "الأموال تختلط في جميع أنحاء العالم، وإلى جنب الولايات المتحدة ينبغي أن نكون قادرين على بناء صورة متماسكة لتمويل الإرهاب. في هذه المرحلة يمكننا أن نبدأ في تصفية المنظمة، واثقون بأن الحظر سينجو من طعن محرج أمام المحكمة. وسنكون أكثر أمانا نتيجة لذلك؟ أعتقد ذلك".
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA== جزيرة ام اند امز