مبادرة تحول الحلاقين إلى "أطباء" لإنقاذ الرجال من الانتحار
مبادرة جديدة تدرب الحلاقين على إنقاذ الرجال من الانتحار والاكتئاب.. يبدو أن الحلاق بات منوطا بدور أهم من وظيفته.. كم يتلقى مقابل ذلك؟
كما نعرف جميعاً وظيفة "الحلاق" هي قص وتشذيب شعر وذقن الرجال، لكن في بريطانيا ربما يختلف الأمر قليلاً، حيث أصبح بعض الحلاقين بمثابة "أطباء نفسيين" بإضافتهم مهمة جديدة - يمكن أن تكون أكثر أهمية - إلى مهام وظيفتهم الأساسية وهي "معالجة الاكتئاب لدى الرجال".
موقع "نت دكتور" البريطاني أشار إلى أن 78% من حالات الانتحار في المملكة المتحدة يقترفها رجال، وأن السبب الأكثر احتمالاً لانتحار الرجال هو "الاكتئاب" ومع ذلك لا يتم تشخيص حالاتهم في وقت مبكر.
توم شابمان هو مؤسس "ذا ليونز باربر كوليكتيف"؛ جمعية دولية من الحلاقين الذين يساعدون في نشر الوعي والحد من الانتحار والاكتئاب وأمراض نفسية أخرى لدى الرجال، بحسب الموقع. وتهدف هذه الجمعية إلى توفير تدريبات تمكن الحلاقين من التعرف على أعراض الاكتئاب لدى الرجال بالإضافة إلى التحدث إليهم ومحاولة معالجتهم.
ولفت "نت دكتور" إلى أن هؤلاء الحلاقين يتحدثون إلى زبائنهم بينما يجلسون على كراسيهم في صالونات الحلاقة وأثناء الحلاقة، ودون أي تكلفة إضافية. ووفقاً للأبحاث يفضل الرجال البريطانيون التحدث مع الأشخاص أثناء قص شعرهم أكثر من التحدث مع الأطباء.
شابمان قال إن الفكرة بدأت عندما وضع منشوراً على مجموعة خاصة بالحلاقين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يطلب من الناس اقتراح عمل خيري، وبعد مناقشات، اقترح أحدهم الحد من الانتحار لأنه منتشر جداً بين الشباب. لافتاً أن أحد أصدقائه انتحر، وهو ما دفعه أيضاً للتفكير في الأمر.
وأضاف شابمان أنهم أسسوا الجمعية قبل اليوم العالمي لمنع الانتحار بـ10 أيام (10 سبتمبر)، لذلك برزت الجمعية بسرعة جداً، وبسبب إيمانه هو وزملائه بالقضية ورغبتهم الحقيقية في التغيير أصبحت الجمعية عالمية الآن. موضحاً أن الفكرة تكمن في منح الرجال فرصة الإفصاح عن ما في داخلهم بدلاً من كبت مشاعرهم.
وتابع أن معظم الأشخاص يشبهون الحلاقين بالاستشاريين النفسيين، وأنه خلال فترة عمله يستمع إلى مختلف أنواع المشكلات من الرجال من إصابة بالسرطان وفقدان أشخاص عزيزين وغيرها من الأمور.
كما أشار إلى أنه دشن هاشتاج #BarberTalk بدعم من متخصصين في الصحة النفسية لتوفير معرفة جيدة للحلاقين حول الاكتئاب وكيفية التحدث مع الزبائن حول ما يزعجهم دون إزعاجهم أو إثارة غضبهم.