ظاهرة «العشاء المنفرد».. مطاعم تلجأ إلى الدمى لكسر شعور الوحدة

انتشر مقطع مصوَّر من أحد مطاعم برشلونة يظهر أسلوبًا غير تقليدي في التعامل مع الزبائن الذين يأتون بمفردهم، ما أثار تفاعلات واسعة على منصات التواصل.
أثار مطعم يقع في مدينة برشلونة الإسبانية نقاشات واسعة، بعد انتشار مقطع مصوَّر يظهر طريقة تعامل غير مألوفة مع الزبائن المنفردين، حيث يقوم النادل بوضع دمية دب كبيرة على الكرسي المقابل للضيف الوحيد على الطاولة. وقد تجاوز عدد مشاهدات الفيديو، الذي نُشر على منصات مثل "تيك توك"، حاجز 5.2 مليون مشاهدة، ما جعله محورًا للحديث بين المتابعين ومرتادي المطاعم.
مطعم يثير التساؤلات بوضع دمى للزبائن المنفردين
تباينت ردود الفعل تجاه ما اعتبره البعض لفتة لطيفة تهدف إلى تخفيف شعور الوحدة، في حين وصفه آخرون بأنه تصرّف غير مرحَّب به، يضفي إحساسًا بعدم الراحة على تجربة يُفترض أن تكون شخصية وخاصة.
أحد المستخدمين على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) كتب: "أعلم أن المقصود أن يكون تصرّفًا ودودًا، لكن الأمر يُشعرك أن تناول الطعام بمفردك شيء غير طبيعي". وعلّق آخر قائلاً: "تخيّل أنك تحاول تناول وجبتك بهدوء، لتجد أمامك دمية ضخمة تحدّق بك".
ورغم الانتقادات، يرى بعض الخبراء في سلوك تناول الطعام منفردًا تجربة شخصية مريحة، توفر مساحة من الحرية في اختيار الأطعمة دون ضغط اجتماعي، كما تُعد فرصة لتمضية وقت هادئ أو إجراء أحاديث عفوية مع أشخاص غرباء في بيئة مفتوحة.
هل تساعد الدمى الزبائن المنفردين أم تزعجهم؟
يشير هؤلاء إلى أن كثيرًا من الزبائن المنفردين يجدون متعة خاصة في هذه العادة، سواء كان ذلك بهدف تجربة مطعم جديد أو كوسيلة للاسترخاء بعيدًا عن الالتزامات اليومية.
ومن خلال تتبّع محتوى مشابه على منصات مثل "تيك توك"، يبدو أن تناول الطعام بمفردك لم يعد ظاهرة غريبة، بل أصبح جزءًا من نمط حياة متزايد الانتشار، يُنظر إليه كخيار شخصي واعٍ.
ومع ذلك، فإن محاولات المطاعم لإدخال عناصر خارجية – كوجود دمية على الطاولة – تنقسم حولها الآراء، إذ يرى البعض فيها محاولة لكسر الجليد، بينما يعتبرها آخرون مزعجة وغير ضرورية.