من المقايضة للتشفير.. العالم على أعتاب ثورة في المعاملات المالية
منذ بداية البشرية وحتى الآن، مرت معاملات البيع والشراء، بالعديد من المراحل التي مثلت كل منها مرحلة فارقة في تاريخ هذا الكوكب.
البداية كانت مع مقايضة سلعة بأخرى، والتي تطورت لاحقا إلى التعامل بالعملات الورقية وكانت البداية من الصين، ثم جاءت العملات المعدنية، فالإيصالات المطبوعة في فرنسا، لتأتي بعد ذلك العملات المشفرة، والتي تقود ثورة هائلة في المعاملات المالية.
طيلة هذه الفترة، لم تعرف البشرية عملة أقوى من الدولار الأمريكي، والذي ظل مهمينا على التعاملات والأسواق، وأصبح صاحب اليد الطولى في عالم المال والأعمال.
قرون من الزمان استغرقها الإنسان حتى تصل معاملاته المالية إلى الشكل الحالي من التطور الذي نشهده.
في التقرير نرصد المراحل التي مرت بها البشرية في المعاملات المالية، وأوائل من اكتشفوا العملات.
المرحلة الأولى
وفقا لـ"فوربس"، كانت المرحلة الأولى هي، استخدم الناس قديما السلع، مثل الأبقار والماعز وغيرها من المنتجات، للتبادل، ليقدم المزارع القمح إلى النجار مقابل الخشب، وليظل ذلك هو النظام السائد لفترة طويلة من الزمن.
ولكن مع نمو المجتمعات البشرية، وظهور التجارة خارجها، احتاج البشر إلى نظام أكثر شمولًا، وخدمت العملات النقدية ذلك الغرض كونها سهلة النقل والاستخدام.
المرحلة الثانية
طور البشر أول عملة ورقية معروفة في الصين خلال عهد أسرة تانغ وسونغ، بدءًا من القرن السابع، وكانت عبارة عن إيصالات للتاجر مقابل إيداع البضائع والعملات القيمة لتجنب حمل الأوزان الثقيلة عند إرسال الأموال في الاتفاقات التجارية الكبرى.
المرحلة الثالثة
ثم جاءت عملات المعادن الثمينة مثل النحاس والفضة والذهب، التي تميزت بالقوة وعدم التحلل بمرور الوقت.
المرحلة الرابعة
وتطورت فكره الإيصالات المطبوعة، لتصبح فرنسا أول دولة تصدر النقود الورقية في شكلها الحديث في عام 1795.
المرحلة الخامسة
وبالتالي، يمكن اعتبار اختراع البشر للعملة الإلكترونية هو التطور الطبيعي لمفهوم العملة.
الدولار القوي
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في كل الأوقات، لماذا يعد الدولار العملة العالمية الأولى؟
تعود القصة إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، عندما نمت الحاجة إلى وحدة قياس موحدة أو مشتركة للقيمة مع نمو التجارة العالمية، وساهم دور أمريكا في الحرب، وقوة اقتصادها، في زيادة ثقة المستثمرين بعملتها.
وبعدها بفترة وجيزة، تم إبرام اتفاقية بريتون وودز التي أعطت الدولار مكانته كعملة عالمية في الأسواق.
كان الدولار وقتها مدعوما بالذهب، حتى فصلت أمريكا عملتها عنه عام 1971 في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، ومنذ ذلك الحين، لا يدعم الدولار سوى ثقة العالم بقيمته وبقوة الاقتصاد الأمريكي.
والآن، يجد العالم نفسه أمام عملة جديدة إلكترونية، تتميز بكونها غير خاضعة لدولة أو شركة أو سلطة مركزية، وبسرعة تحويل المعاملات دون الحاجة إلى وسطاء، وبأقل تكلفة.
العملات المشفرة
طورت عملة البيتكوين المشفرة على يد شخص أو كيان، تحت اسم مستعار يدعى "ساتوشي ناكاموتو".
وتتميز بأنها محدودة الكمية، وأسرع وأسهل في الحفظ مقارنة بالذهب نظرًا لطبيعتها الرقمية.
إلا أن هناك نظرة سلبية عن العملات الرقمية كونها غير ملموسة، مع العلم أن الأموال في البنوك غير ملموسة أيضًا، ولكن الكل يثق بقيمتها.
فقد تطورت المعاملات الإلكترونية مع ظهور الإنترنت لتأخذ المعاملات المالية الشكل الرقمي فقط، وأصبحت كلمة "عملة" لا تدل على شيء ملموس، حيث أمكن تحويل الأموال عبر القارات بضغطة زر أو بلمسه على شاشة الهاتف.
تتميز العملات المشفرة باستخدام أحدث تقنيات التشفير للتحقق من تحويل الأموال، وتعمل بشكل مستقل عن البنوك والشركات عن طريق نظام النظير للنظير (P2P)، الذي يتيح للأفراد التعامل مباشرة مع بعضهم البعض عبر المنصات.
كما توفر تقنية البلوكتشين، التي تقوم عليها العملات المشفرة، إمكانية إجراء المعاملة المالية خلال دقائق، وليس أيام كما هو الحال مع البنوك.
وتوفر منصات العملات المشفرة، مثل منصة رين، إمكانية إجراء كل هذه المعاملات بأمان وشفافية.
وللمرة الأولى بعد أكثر من 100 عام من ظهور النظام النقدي الحديث، توفر هذه التكنولوجيا طريقة تساعد الناس على حفظ وإرسال الأموال بسهولة وأمان.
كما تستمد قوتها من شبكة دولية محايدة تشمل ملايين الحواسيب المنتشرة حول العالم، لحفظ كل معاملة تتم على شبكة البلوكتشين غير القابلة للاختراق أو التعديل بطريقه آمنة.