قلق أممي ودولي.. باشاغا على أبواب طرابلس
يزداد القلق والترقب الدولي لمستجدات الأوضاع بالعاصمة الليبية طرابلس، مع تزايد التحشيدات العسكرية واستعداد رئيس الحكومة الجديد لدخولها.
ويستعد رئيس الوزراء الليبي الجديد رفقة وزرائه ومستشاريه للتوجه للعاصمة طرابلس على متن طائرة الخطوط الجوية لشركة برنيق للطيران الليبية.
- وزير الداخلية الليبي يكشف الترتيبات الأمنية لعمل "باشاغا" من طرابلس
- تحشيدات مسلحة بالعاصمة طرابلس.. والضربات تتوالى على الدبيبة
قلق أممي ودولي
ويترقب المجتمع الدولي نتيجة هذه التحركات، خاصة مع إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا متابعتها بقلق التقارير المتعلقة بحشد قوات وتحركات أرتال كبيرة للمجموعات المسلحة مما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وما حولها.
وأكدت البعثة في بيان لها أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد داعية جميع الأطراف للامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي لحدوث مواجهات مسلحة وتحث الأطراف على التعاون مع المستشارة الخاصة للأمين العام في مساعيها الحميدة للتوصل إلى سبيل للخروج من الانسداد السياسي الراهن عبر التفاوض.
ومن جانبها حثت المستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا ستيفاني وليامز عبر حسابها على تويتر جميع الأطراف على ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية، قولاً وفعلاً، بما في ذلك تحركات القوات.
وجددت وليامز دعوتها للاستفادة من المساعي الحميدة للأمم المتحدة للوساطة ومساعدة الليبيين في إيجاد سبيل توافقي للمضي قدمًا.
ويقول المبعوث والسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند إن السفارة تؤيد رسالة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتحث كلا الجانبين على اغتنام الفرصة لمتابعة حل سياسي بدلاً من المخاطرة بالتصعيد.
حياد الرئاسي
يأتي ذلك في حين يبقى الرئاسي الليبي على حياده الذي انتقده الأطراف الليبية المختلفة، ويكتفي المجلس الرئاسي الليبي وفق ما هو معلن باللقاء بسفراء أجانب يؤكد خلال البيانات الناتجة عنها أنه يعمل مع كافة الأطراف ويقف على مسافة واحدة من الجميع.
واستقبل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الخميس، سفيرة الجمهورية الفرنسية وسفيرة المملكة المتحدة، وسفير مملكة هولندا لدى ليبيا.
وتجاهلت البيانات الحديث عن ما تشهده العاصمة حاليا، حيث اكتفت البيانات بالتأكيد على أهمية وضرورة إجراء الانتخابات وتحقيق رغبات أكثر من مليونين وثمانمائة ألف ليبي سجلوا أسمائهم في سجل الناخبين بمفوضية الانتخابات، ودعم مبادرة المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، بشأن إيجاد قاعدة دستورية خطوة مهمة، نحو التوافق من أجل إنجاح الانتخابات.
التخلي عن الدبيبة
وتتوالى الضربات التي يتلقاها عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة المقال من البرلمان الليبي، مع تخلي عناصر حكومته السياسية والعسكرية عنه.
وتشهد طرابلس توافدا للسيارات المسلحة التابعة للقوات الأمنية بالمنطقة الغربية إلى غرب طرابلس لتأمين دخول حكومة باشاغا، إلى العاصمة والتي تجاوزت 300 سيارة مسلحة قادمة من مدينة الزاوية وفقا لمصادر من العاصمة، والتي أكدت أن الدبيبة فقد السيطرة على غرب طرابلس، مع بسط هذه القوات سيطرتها على غرب العاصمة لتأمين دخول الحكومة الجديدة.
كما أفادت المصادر أن محمود الزقل آمر ما يعرف بـ"قوة دعم الدستور والانتخابات" -التي شكلها عبدالحميد الدبيبة في وقت سابق وستعتمد عليها بشكل أساسي- قد ترك طرابلس مع عدد من عناصر القوة وعادوا إلى مصراتة.
كما أعلن العميد لطفي الفيتوري الحراري آمر جهاز الأمن الداخلي –أحد أهم الأجهزة الأمنية في ليبيا أنه على أتم الاستعداد والجهوزية لاستقبال الحكومة الجديدة برئاسة باشاغا بالعاصمة طرابلس لمباشرة أعمالها من مقارها الرسمية، مشددا على دعم الجهاز الكامل لها، دفاعا عن الشعب الليبي وحماية لثرواته وتأمينا لمؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.
استقالات بالجملة
الضربات التي تلقاها الدبيبة لم تتوقف عند المستوى العسكري فقط فقد شهدت حكومة الدبيبة هزات متتالية داخلية مع استقالة نحو 5 وزراء و 3 وكلاء حتى الآن من تشكيلة الدبيبة منتهية الولاية.
وبحسب تسجيلات مرئية وبيانات فقد تقدم كل من وزير العدل حليمة إبراهيم، وعبدالفتاح الخوجة وزير الخدمة المدنية واجديد معتوق وزير الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية وأحمد أبوخزام وزير التعليم المكلف في حكومة الدبيبة ووزير الدولة لشؤون المهجرين، و وزير التجارة والاقتصاد محمد الحويج باستقالتهم وإعلانهم تخليهم عن مهامهم واستعدادهم لتسليمها تجنبًا للانقسام وفق ماجاء في بياناتهم .
كما أعلن علي الطابوني وكيل وزارة المالية والمهدي شعيب وكيل وزارة الحكم المحلي وسهيل بوشيحة وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة استقالته من مناصبهم بسبب الظروف الراهنة في البلاد والتزاما بتشكيل حكومة الاستقرار المكلفة من مجلس النواب.
وأدى فتحي باشاغا اليمين الدستورية أمام البرلمان الليبي رئيسا للحكومة الليبية مؤكدا أن حكومته ستمارس عملها وستتسلم السلطة في العاصمة طرابلس، وسيدرس كل الخيارات المتاحة التي ستمكنه من ذلك، إلا أن الدبيبة المقال من البرلمان يرفض تسليم السلطة عاقدًا العزم على الاستمرار حتى إجراء انتخابات بحلول يونيو/حزيران المقبل.
وأكد اللواء عصام أبو زريبة وزير الداخلية الليبي بحكومة فتحي باشاغا بدء الترتيبات الأمنية اللازمة لمباشرة الحكومة أعمالها من العاصمة.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز