معركة بنجشير.. طالبان تزعم الانتصار.. والمعارضة ترحب بالحوار
أعلنت حركة طالبان الأحد دخول قواتها عاصمة إقليم بنجشير، فيما اعتبرت مقاومة الإقليم أن ذلك من باب الدعاية التابعة للحركة.
وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي على تويتر إن الحركة سيطرت على مقر الشرطة ومركز منطقة رخة قرب بازاراك عاصمة الإقليم وإن قوات المعارضة تكبدت خسائر فادحة في صفوفها إضافة لأسر العديد وضبط مركبات وأسلحة وذخائر.
وأشار إلى أن القتال يدور حاليا في بازاراك، فيما لم يتسن التأكد من المعلومات التي وردت على حسابات أخرى على تويتر تعود لشخصيات بارزة من حركة طالبان.
في السياق ذاته، رحب زعيم المقاومة الأفغانية مسعود باقتراح مجلس العلماء لإجراء محادثات لإنهاء القتال في بنجشير.
وأعرب مسعود عن استعداده لوقف القتال إذا انسحبت طالبان من بنجشير على أن يجري حينها محادثات مع مجلس العلماء.
بدوره، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأفغان على وقف العنف فورا وذلك في تقرير رفع إلى مجلس الأمن نهاية الأسبوع، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان.
وقال غوتيريش، في الوثيقة التي لم تنشر بعد وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها: "أدعو إلى وضع حد فوري للعنف واحترام أمن وحقوق جميع الأفغان واحترام التزامات أفغانستان الدولية بما في ذلك جميع الاتفاقات الدولية التي تعهد بها هذا البلد".
وأضاف في هذه الوثيقة الصادرة في سياق تجديد تفويض البعثة السياسية للأمم المتحدة في أفغانستان الذي ينتهي في 17 سبتمبر/أيلول قائلا: "أدعو طالبان وجميع الأطراف الأخرى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية الأرواح وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية".
يأتي ذلك فيما قال فهيم داشتي المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تضم قوات معارضة موالية للزعيم المحلي أحمد مسعود، إن "آلة الدعاية" التابعة لطالبان تحاول نشر رسائل مضللة، مشيرا إلى أن قوات المعارضة طردت قوات طالبان من جزء آخر من الوادي.
وتابع القول: "قوات المقاومة جاهزة للتصدي لأي شكل من أشكال العدوان".
وذكرت مجموعة إغاثة إيطالية تسمى "إميرجينسي" أو "منظمة الطوارئ" السبت أن مقاتلي طالبان وصلوا لمستشفى تديره المنظمة مخصص لعلاج المصابين بإصابات خطيرة وضحايا الصدمات في منطقة أنابة داخل وادي بنجشير.
وقال مسؤولون من طالبان من قبل إن قوات الحركة سيطرت بالكامل على بنجشير لكن القتال متواصل منذ أيام ويزعم كل طرف إنه كبد الأخر عددا كبيرا من القتلى والمصابين.
وتعهد أحمد مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بمواصلة مقاومة الهجوم ودعا لدعم دولي.
ووادي بانجشير منطقة جبلية وعرة شمالي كابول وما زال حطام دبابات سوفيتية مدمرة يتناثر في أرجائه وأثبت عبر العقود صعوبة السيطرة عليه.
وتحت قيادة أحمد شاه مسعود، الوالد الراحل للزعيم الحالي للجبهة، قاوم وادي بنجشير الجيش السوفيتي وحكومة طالبان السابقة.
وقال مسعود، الأحد، إن المئات من مقاتلي طالبان استسلموا لقوات جبهته التي تتألف من عناصر من الجيش النظامي الأفغاني ووحدات قوات خاصة ومليشيات محلية، فيما لم يتسن أيضا التحقق من ذلك بشكل مستقل.