"صائدو العقارات" يستغلون نكبة بيروت لشراء المنازل بأسعار زهيدة
يسعى بعض المشترين إلى استغلال الدمار الذي خلفه انفجار بيروت الأخير من خلال تقديم عروض أسعار مخفضة للمالكين المنكوبين
حذرت صحيفة أمريكية من أن بعض السماسرة الانتهازيين يستغلون أزمة انفجار مرفأ بيروت لشراء منازل اللبنانيين المنكوبين بأسعار زهيدة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن بعض المشترين من "متصيدي العقارات" يسعون إلى استغلال الدمار الذي خلفه الانفجار الأخير من خلال تقديم عروض أسعار مخفضة للمالكين المنكوبين.
وأشارت إلى أن أحد هؤلاء المتضررين، المخرج اللبناني طوني قهوجي الذي اشترى في وقت سابق من هذا العام، شقة بقيمة مليوني دولار في قلب المدينة المطلة على البحر المتوسط.
ويبدو أن قهوجي كان يبحث آنذاك عن ملاذ آمن لمدخراته؛ لا سيما بعد أن فرضت البنوك اللبنانية قيودًا على رأس المال وسط أزمة مالية متفاقمة.
ولكن بعد 10 أيام من انتقاله إلى مسكنه، دمر انفجار هائل شقته الجديدة في مبنى "سكاي لاين" بمنطقة مار مخايل، النقطة الأقرب إلى مرفأ بيروت.
وقال قهوجي إنه بينما كان رجال الإنقاذ لا يزالون يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض التي خلفها الانفجار، تلقى عرضًا لشراء شقته المدمرة مقابل أقل من نصف ما دفعه.
ويحاول بعض رجال الأعمال ووسطاء العقارات استغلال الدمار الذي خلفه الانفجار، وشراء العقارات بأسعار مخفضة من الملاك المنكوبين.
وأكد سكان الأحياء الأكثر تضررًا أن وسطاء غامضين اتصلوا بهم ليسألوا عما إذا كانوا سيبيعون منازلهم، وفقا للصحيفة، التي أكدت أنه بدون دعم الحكومة، قد لا يجد أصحاب المنازل في نهاية المطاف بديلا سوى البيع.
في هذا الإطار، قال جوني عساف، وهو وكيل عقارات: "هؤلاء السماسرة يستغلون الوضع. حان وقت أسماك القرش"، في إشارة إلى الوحوش الذين ينتهزون الفرص لاقتناص العقارات بأسعار زهيدة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، إلى أن 40 ألف مبنى تضررت جراء انفجار المرفأ؛ من بينها 2000 دمر بالكامل، ما أدى إلى نزوح نحو 300 ألف شخص.
ويواجه العديد من السكان الآن فواتير كبيرة لإصلاح منازلهم المدمرة في وقت كانوا يعانون فيه بالفعل بسبب الأزمة المالية، وأكثر من 55٪ من اللبنانيين محاصرون الآن في براثن الفقر، حسب بيانات الأمم المتحدة.
واضطر بعض أصحاب المنازل إلى تغطية النوافذ بأكياس بلاستيك حتى يتمكنوا من تحمل تكلفة الزجاج أو الحصول على مساعدة من مجموعات الإغاثة.
وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، أسفر انفجار شحنة نترات أمونيوم، يُعتقد أنها كانت مخزنة في الميناء منذ عام 2014، عن مقتل 180 شخصًا على الأقل، وإصابة 6 آلاف آخرين.
وانفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله اللبناني أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA=
جزيرة ام اند امز