قصر "بيلفو" في برلين.. 150 عاما من العراقة والسياسة
ذو تصميم كلاسيكي ولون أبيض ناصع ويحمل عراقة وتاريخا طويلا، حيث يحتل مكانة عالية في السياسة الألمانية.
في الركن الشمالي الغربي من برلين، يقع قصر "بيلفو"، مقر إقامة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بتصميمه الكلاسيكي ولونه الأبيض الناصع وعراقته وتاريخه الطويل الذي يحتل مكانة عالية في السياسة الألمانية.
ويحل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مساء الثلاثاء، ضيفا على الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قصر بيلفو.
ووفق بيان للرئاسة الألمانية، فإن شتاينماير سيجري جلسة مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في القصر تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
148 عامًا
وشيد قصر بيلفو العريق عام 1786 كمقر إقامة خاص لفريدرك، شقيق ملك مملكة بروسيا، الأمير فيرديناند، قبل أن تتحد الممالك الناطقة بالألمانية وتؤسس ألمانيا الاتحادية في 18 يناير/كانون الثاني 1871.
وصمم القصر بشكله الحالي، المهندس المدني فيليب دانيل بومان، في أرض منطقة الصيد المعروفة باسم "تيرجارتن" وقسمه لثلاثة أجنحة رئيسية، مع واجهة كلاسيكية بيضاء.
وفي عهد الإمبراطور الألماني ويليم الثاني، آخر إمبراطور للبلاد وحكم البلاد منذ 1888 حتى هزيمتها في الحرب العالمية الأولى عام 1918، تحول القصر إلى مدرسة، قبل أن يحوله النظام النازي بقيادة أدولف هتلر إلى دار ضيافة للزوار الأجانب عام 1939، حسب الموقع الرسمي لبلدية برلين على الإنترنت.
وتعرض القصر لتدمير كبير لم يستثن سوى المكتب البيضاوي خلال الحرب العالمية الثانية التي انتهت في 1945، لكن الدولة الألمانية رممته، أو بمعنى أدق أعادت تشييده بشكله القديم عام 1959.
وبات قصر بيلفو المقر الرسمي للرئيس الألماني منذ عام 1994. ويقع مكتب الرئيس في الجزء الجنوبي، وهو مبنى من الزجاج والجرانيت ويقبع دائما تحت حراسة مشددة.
الاستقبالات والمباحثات السياسية
في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2017 ومارس/آذار 2018، كان قصر بيلفو محور مباحثات مكوكية وصعبة خاضها الرئيس شتاينماير لنزع فتيل أزمة سياسية قوية في البلاد؛ اندلعت إثر عدم حصول أي حزب على الأغلبية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 2017.
ورفضت الأحزاب الدخول مع بعضها في ائتلاف حاكم وسط مخاوف من أي انتخابات مبكرة قد تفاقم مكاسب اليمين المتطرف الذي دخل ممثله حزب البديل البرلمان لأول مرة عقب هذه الانتخابات، وبات القوة الثالثة في البرلمان.
ونجح الرئيس الألماني بعد جلسات مباحثات متعددة مع المستشارة أنجيلا ميركل، زعيمة الاتحاد المسيحي (يمين وسط) وزعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) على إقناعهم بالدخول في ائتلاف حاكم في مارس/آذار 2018.
ودوليا، حل قادة دوليون كبار ضيوفا على قصر بيلفو منذ عام 1994، مثل الرؤساء الأمريكيين السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، وسلفه نيكولا ساركوزي.
وفي أكتوبر /تشرين أول 2018، استقبل شتاينماير الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيلفو، حيث أجريا مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط.
زيارة تاريخية
ووفق مراقبين ووسائل إعلام ألمانية أبرزها صحيفة "دي فيلت" الخاصة، فإن زيارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لألمانيا تكتسب أهمية خاصة في ضوء الشراكة القوية سياسيا واقتصاديا بين البلدين.
ومن المقرر وفق بيانات رسمية ألمانية، أن يلتقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الألماني اليوم، حيث يعقدا جلسة مباحثات ثنائية.
وبعد ظهر غدٍ الأربعاء، يلتقي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستشارة ميركل بمقر المستشارية في برلين، قبل أن يتحدثا للصحفيين، ويعقدا عشاء عمل يتضمن جلسة مباحثات تشمل العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط.
وكانت أحدث زيارة للشيخ محمد بن زايد لألمانيا في مايو/أيار 2016، حيث أجرى مباحثات مع المستشارة ميركل تضمنت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة في المجالات الاقتصادية والصناعية والتنموية والتعليمية.
كما ناقشا الجانبان قضايا الشرق الأوسط وخاصة القضية السورية، وملف مكافحة الإرهاب والتطرف.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز