"صانع الملوك" في إسرائيل يبحث عن تلميع صورته.. ولكن
إذا ما كانت الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد أفرزت نجما، فهو حتما زعيم "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير.
فصحيح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو خرج منتصرا في هذه الانتخابات إلا أن الصورة التي علقت بالأذهان هي صورة "بن غفير"، الذي كان بالكاد يحلم بدخول الكنيست، لكنه أصبح اليوم شريك الأول الذي قد يتوقف مصيره عليه.
وفي حين يستعد نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة فإن الأنظار توجه أساسا إلى الحقيبة الوزارية التي سيكلف بها زعيم "القوة اليهودية".
ابن غفير، الذي يقيم في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي مدينة الخليل في جنوبي الضفة الغربية يطمح لحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة.
وبظهور نتائج الانتخابات وتقدم تحالفه مع "الصهيونية الدينية" لتصبح القوة الثالثة في الكنيست، فقد عادت إلى الأذهان سلسلة من الممارسات الخطيرة لبن غفير.
ولربما كان اسمه الوحيد الذي أثاره قادة دوليون في اتصالات التهنئة التي أجروها مع نتنياهو في الأيام الأخيرة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويدرك ابن غفير هذه الحقيقة ولكنه يدرك أيضا أن نجوميته الصاعدة لم تنتج إلا عن مواقفه اليمينية المتشددة ضد الفلسطينيين والعرب.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن 2 من كل 10 جنود إسرائيليين صوتوا لبن غفير فضلا عن شعبويته في صفوف الشباب والتي وصلت إلى رجال الأعمال أيضا.
ومع ذلك، فقد بقيت صورة بن غفير عالقة في أذهان الكثيرين، فهو الذي احتفظ حتى وقت قريب بصورة منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل باروخ غولدشتاين في منزله، ولوّح بشارة سيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين قبل أيام من اغتياله على يد الناشط اليميني إيغال عامير،
ولكن ماذا يقول ابن غفير في محاولة لتحسين صورته؟
في مقالة له طالعتها "العين الإخبارية" في صحيفة "إسرائيل هيوم" اليمينية، كتب ابن غفير: "أسمع كل أولئك الذين يطرحون موضوعات الشعار على سيارة إسحاق رابين (قبل 27 عامًا!) وملصق باروخ غولدشتاين. لكن اسمحوا لي أن أذكركم بالمسار الطويل الذي سلكته منذ ذلك الحين وكيف تغيرت: لقد نضجت، واعتدلت، وتوصلت إلى فهم أن الحياة معقدة".
وأضاف: " لا أرى كل العرب بنفس الطريقة. اليوم، لا أرى كل اليساريين بالطريقة نفسها. أنا بالتأكيد أميز بين (عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) عوفير كاسيف واليسار الصهيوني الموالي لإسرائيل".
واستدرك: "لا تفهمونني خطأ! سنبذل قصارى جهدنا لإقامة حكومة يمينية قومية، حكومة تعيد الأمن الشخصي، تعيد الحكم إلى النقب والجليل، وترفع رأسها عالياً ولا تنحني أمام التهديدات".
وتابع "لن أعتذر عن هويتي، لا أخطط للاعتذار عن هويتي، لكنني أعتقد أنه إذا تعرفتم عليّ، فسوف تغيرون الآراء عني ومواقفي. لطالما كان الكثير من الإسرائيليين يخافون من الأعداء من الداخل والخارج. لا أكثر!".
وأشار إلى أن "للمواطنين العرب الحق في الحماية"، مستدركا " لكن هويتنا اليهودية ليست قطاعية أو سياسية، إنها صخرة وجودنا وجوهرنا. في الشتات، عانينا من الاضطهاد واتحدنا، ولكن هنا في بلدنا قمنا ببناء دقات قلبنا اليهودي بشكل خافت. لا يمكن إعادة الاتصال به من خلال الإكراه - فالقيام بذلك محكوم عليه بالفشل - ولكن يجب أن نتعرف مجددًا، ويجب أن نجدد ذاكرتنا، ونقرب أنفسنا من تراثنا".
وفيما لفت إلى أنه سيتم تشكيل حكومة وطنية في الأيام القادمة، أقرّ بإمكانية ظهور خلافات وجدل في الطريق.