"كعكة" الحقائب الوزارية.. مهمة نتنياهو لتقسيمها بين الأحزاب
على وقع ضجيج تبادل الاتهامات بين قادة الأحزاب الخاسرة بالانتخابات الإسرائيلية، بدأ الفائزون بتقسيم الغنائم ممثلة في الحقائب الوزارية.
فالمعسكر الفائز والداعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو يضم إضافة إلى حزبه (الليكود) كلا من أحزاب (شاس) و(يهودوت هتوراه) و(الصهيونية الدينية) التي حصلت معا على 64 من مقاعد الكنيست الـ120.
ويحتاج تشكيل الحكومة إلى الحصول على ثقة 61 نائبا على الأقل من أعضاء الكنيست، ولذلك فليس بإمكان نتنياهو التخلي عن أي حزب منها.
ورغم أن التكليف الرسمي من قبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتشكيل الحكومة سيصدر الأسبوع المقبل، إلا أن نتنياهو بدأ المشاورات مع أحزاب معسكره لاختيار الوزراء.
ويتوقع أن يخوض نتنياهو مفاوضات شاقة من أجل تشكيل الحكومة للتوفيق، خاصة ما بين مطالب قادة حزبه (الليكود) وتحالف (الصهيونية الدينية).
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي "يبدأ رئيس الليكود بنيامين نتنياهو اليوم لقاءاته مع رؤساء كتل اليمين توطئة انطلاق المفاوضات الائتلافية، التي تشير التقديرات إلى أنها لن تكون سهلة، في ظل المطالب التي ستطرحها الكتل المختلفة عليه".
تقسيم الحقائب الوزارية
وأعلن موشيه غافني، زعيم حزب (يهودوت اهتوراه) اليميني الديني، أنه لا تغيير على قرار الحاخامات في حزبه بعدم تولي حقائب وزارية في الحكومات الإسرائيلية.
ويطالب الحزب بمناصب مثل نواب وزراء ومدراء عامين بوزارات ورئاسة لجان بالكنيست.
وفي المقابل فإن حزب (شاس) اليميني الديني برئاسة أرييه درعي سيطالب على الأرجح، كما فعل دوما، بحقيبة الداخلية.
وتعالت أصوات قادة (الليكود) بشأن الحقائب الوزارية التي يريدونها في الحكومة القادمة.
فبعد أن كان يطالب بحقيبة العدل قال القطب الليكودي دافيد أمسالم في تغريدة، الأحد: "سأكون أكثر من سعيد بتولي (القيادي الليكودي) ياريفليفين حقيبة العدل في حكومة إسرائيل القادمة".
وسبق لليفين، المقرب من نتنياهو، الإعلان عن أن هدفه هو إنهاء "حكم القضاة" وتصحيح دور النائب العام.
ويريد اليمين المتشدد الحد من قدرة الجهاز القضائي على منع تشريعات متشددة، قد تتبناها الحكومة من خلال أغلبيتها في الكنيست.
وفي نفس الوقت، أعلن زعيم حزب (الصهيونية الدينية) اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش رغبته بتولي حقيبة العدل من أجل الحد مما أسماه "هيمنة الجهاز القضائي".
ورجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن يمنح نتنياهو حقيبة العدل إلى ليفين وهو الرئيس السابق للكنيست.
واستنادا إلى ذات الصحيفة فإن نتنياهو يميل لمنح حقيبة الخارجية للقيادي في (الليكود) أمير أوحانا، الذي تنافسه على الحقيبة ميري ريغيف التي قد يعرض عليها نتنياهو حقيبة المواصلات، دون استبعاد أن يبقي نتنياهو حقيبة الخارجية لنفسه إضافة إلى منصبه كرئيس للوزراء.
كما يميل نتنياهو لمنح حقيبة الصحة للقيادي في الحزب يؤاف كيش، على أن يتم منح حقيبة الثقافة للقيادي في الحزب ميكي زوهر.
وليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو سيمنح حقيبة لدافيد أمسالم، الذي سبق له أن دعا لسجن كل المشاركين في تقديم "بيبي" إلى المحاكمة بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، بمن فيهم المدعي العام السابق لدولة إسرائيل.
ويطالب القيادي في (الليكود) يسرائيل كاتس بتولي حقيبة المالية، التي سبق أن تولاها في حكومة ماضية.
وقال كاتس في بيان: "تحدثت مع رئيس الوزراء القادم وطلبت العودة لوزارة المالية".
ولكن كاتس يواجه منافسة من قبل وزير الاستخبارات السابق والقيادي في (الليكود) إيلي كوهين الذي يطالب بحقيبة المالية، وأيضا القيادي في (الليكود) نير بركات الذي يقول إن نتنياهو وعده بهذه الحقيبة.
أما حقيبة الدفاع توجد ثمة منافسة عليها ما بين زعيم (الصهيونية الدينية) اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وأيضا قادة في (الليكود) بينهم يوآف غالانت وآفي ديختر.
ويرجح مراقبون أن نتنياهو سيتردد في منح حقيبة الدفاع لسموتريتش بعد إعلان الولايات المتحدة ودول غربية أنها لن تتعامل مع قادة (الصهيونية الدينية)، بسبب مواقفهم اليمينية المتشددة خاصة ضد الفلسطينيين والمواطنين العرب في إسرائيل.
وسيشهد منصب رئيس الكنيست سعيا من السفير السابق في الأمم المتحدة والقيادي في (الليكود) داني دانون، ولكن في حال عدم حصول ليفين على حقيبة العدل فإنه يطالب بالعودة لمنصب رئيس الكنيست.
ويتنافس على هذا المنصب أيضا القياديان في (الليكود) أوفير أوكينس ودافيد بيطان.
كما يواجه نتنياهو إشكالية مع زعيم حزب (القوة اليهودية) اليميني المتطرف ايتمار بن غفير، الذي يطالب بحقيبة الأمن الداخلي المسؤولة عن الشرطة.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "يلتقي نتنياهو مع بن غفير غدا الإثنين بعد عودة الأخير من إجازته في إيلات، وذلك فيما يصر القيادي اليميني على الحصول على وزارة الأمن الداخلي وتوسيع صلاحيات الوزير، ومنحه حرية التصرف بميزانية الوزارة".
وبحسب المصدر ذاته، فإن نتنياهو يفضل عدم إسناد أي حقيبة سياسية إلى أعضاء من "الصهيونية الدينية"، وأنه قد يعرض وزارة التربية والتعليم على الكتلة.
وأعلن بن غفير أنه سيخوض مفاوضات تشكيل الحكومة مع نتنياهو إلى جانب زعيم (الصهيونية الدينية) بتسلئيل سموتريتش.
وحذرت دول غربية وعربية نتنياهو من منح بن غفير حقيبة وزارية هامة بسبب مواقفه المتطرفة.
الخاسرون يتبادلون الاتهامات
من ناحية أخرى، واصلت الأحزاب الخاسرة تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل.
وحمل مصدر رفيع في كتلة المعسكر الرسمي بقيادة وزير الدفاع بيني جانتس، رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد المسؤولية عن الهزيمة التي مني بها معسكر اليسار.
واتهم المصدر، في حديثه للهيئة العامة للبث الإسرائيلي، رئيس الوزراء لابيد بأنه أحجم عن القيام بنشاطات، مما أدى إلى الخسارة المدوية.
من جانبه، ألقى مصدر في حزب "هناك مستقبل" الذي يقوده لابيد، اللوم على جانتس نفسه قائلا: "إن جانتس امتنع طيلة الوقت عن التعاون مع لابيد".
وحملت زعيمة حزب "العمل" وزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، لابيد، المسؤولية عن الفشل بعد ارتفاع مقاعد حزبه وخروج حزب (ميرتس) اليساري من الكنيست.
ولكن أحد أقطاب (العمل) قال للهيئة العامة للبث الإسرائيلي إنه إذا لم تستقل رئيسة الحزب ميراف ميخائيلي من منصبها فستتم تنحيتها.
وأضاف أنه "على ميخائيلي استخلاص العبر والاستقالة"، محملا إياها مسؤولية فشل العمل في الانتخابات وحصوله على 4 مقاعد فقط".
ويتوقع أن تستكمل مشاورات تشكيل الحكومة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة.
aXA6IDE4Ljk3LjE0LjgxIA== جزيرة ام اند امز