صخور «بينو» الفضائية تكشف سر الحياة على الأرض
أعلن فريق من العلماء أنهم عثروا على "لبنات الحياة الأولى" داخل عينات نقية قادمة من الفضاء.
وجمعت مركبة "أوسايرس-ريكس" هذه العينات من الكويكب "بينو"، وهو جرم سماوي بدائي لم تلمسه بيئة الأرض على الإطلاق.
ولأعوام طويلة، وجد العلماء أحماضا أمينية في نيازك سقطت على الأرض، لكن الشكوك كانت تحوم دائما حول احتمال تلوثها بعد دخول الغلاف الجوي.
وهذه المرة، الوضع مختلف تماما: العينات جاءت مباشرة من سطح بينو، وهو كويكب يعود عمره إلى بداية النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة.
المفاجأة الكبرى جاءت بعد تحليل الصخور والغبار في دراسة جديدة نُشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، حيث كشف الباحثون عن وجود 14 جمضا أمينيا، إضافة إلى آثار محتملة لحمض التريبتوفان، وهو حمض لم يسبق العثور عليه بشكل مؤكد في مواد خارج كوكب الأرض.

ولم يتوقف الاكتشاف هنا، فقد وجدت أيضا خمسة نيوكليوبازات، وهي اللبنات الأساسية للحمض النووي "دي إن إيه" والحمض النووي الريبي "آر إن إيه".
كيف تشكلت هذه الجزيئات؟ الماء يروي القصة
وأظهر التحليل وجود كميات وفيرة من معادن طينية لا تتشكل إلا بوجود ماء سائل. وهذا يعني أن أصل "بينّو" كان يحتوي في داخله على مياه سائلة قبل مليارات السنين.
وتعتقد الدراسة أن هذا الماء كان غنيا بالأمونيا، التي عملت كمحفز لتكوين الأحماض الأمينية والنيوكليوبازات من مواد كيميائية بسيطة قادمة من الفضاء بين النجوم.

هل جاءت الحياة من الفضاء؟
ويقول العلماء في الدراسة: "نتائجنا تعزز الأدلة على أن الجزيئات العضوية الأولية يمكن أن تتكون داخل الأجسام الكوكبية البدائية، ثم تنتقل عبر الاصطدامات إلى الأرض المبكرة وربما إلى عوالم أخرى".
وبهذا الاكتشاف، تقترب فرضية "البذرة الكونية للحياة" من أن تصبح حقيقة، فالحياة على الأرض قد تكون بدأت بمكونات جاءت عبر رحلات كونية طويلة، لا بما كان موجودا على كوكبنا وحده.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز