أرباح «بيركشاير هاثاواي» تقفز 17% قبل رحيل وارن بافيت عن القيادة

تحسنت أرباح شركة وارن بافيت بنسبة 17% بفضل موسم أعاصير معتدل نسبيًا ومكاسب أكبر في الاستثمارات الورقية هذا العام.

يأتي هذا مع استمرار شركة "بيركشاير هاثاواي" في الاستعداد لتخلي المستثمر الأسطوري، البالغ من العمر 95 عامًا، عن منصب الرئيس التنفيذي في يناير/كانون الثاني المقبل.

لكن استثمار الشركة البالغ 9.7 مليار دولار أمريكي الشهر الماضي في شركة "أوكسي كيم" لن يقلل كثيرا من السيولة النقدية الهائلة التي تمتلكها "بيركشاير"، والبالغة 381.7 مليار دولار أمريكي في نهاية سبتمبر/أيلول، رغم أنه يُعد أكبر استثمار أبرمته الشركة منذ سنوات.

وفقا لوكالة أسوشيتد برس، يشغل معظم المستثمرين في الوقت الراهن قرب موعد انتقال القيادة، إذ من المقرر أن يخلف نائب رئيس مجلس الإدارة، جريج آبل، وارن بافيت في منصب الرئيس التنفيذي في يناير/كانون الثاني، بينما سيظل بافيت رئيسًا لمجلس إدارة "بيركشاير".

• وارن بافيت يثبت أنه لا يزال «أذكى صانع للصفقات» حتى مع تخطيه 95 عاما

ويُتداول سهم الفئة "أ" الآن بأقل بكثير من ذروته البالغة 812855 دولارا أمريكيا، والتي سُجلت قبل أن يفاجئ بافيت المساهمين في الاجتماع السنوي في مايو/أيار بإعلانه عزمه التنحي عن منصبه. وأغلق سهم "بيركشاير هاثاواي" يوم الجمعة عند 715740 دولارا، في حين لم تشترِ الشركة أيًا من أسهمها خلال الربع الأخير، وهو ما يشير إلى أن بافيت يرى أن السهم لا يزال مبالغًا في قيمته.

وقالت كاثي سيفرت، المحللة في شركة CFRA Research، إنها تتوقع أن يطلب المستثمرون مزيدًا من التفاصيل من "بيركشاير" بعد تولي آبل المنصب، مشيرة إلى أن الدعوات المطالبة بدفع الشركة توزيعات أرباح في حال عدم إيجاد استخدامات أفضل لهذه السيولة الضخمة ستزداد أيضًا. ومع ذلك، وبقاء بافيت رئيسًا لمجلس الإدارة، قد لا تطرأ تغييرات فورية.

وقالت سيفرت: "أعتقد أن غياب النقاش والإفصاح يثير استياءً كبيرًا في مجتمع الاستثمار". ولم تُنشئ "بيركشاير" قط أقسامًا للعلاقات العامة أو علاقات المستثمرين، كما تتجنب المكالمات الهاتفية الفصلية مع المستثمرين التي تُجريها معظم الشركات المساهمة العامة.

وقد صرّح بافيت مرارًا بأنه يفضل مشاركة النتائج مع جميع المستثمرين في الوقت نفسه، أيام السبت، لمنحهم عطلة نهاية الأسبوع لاستيعاب النتائج قبل إعادة فتح الأسواق.

وأعلنت "بيركشاير" يوم السبت أنها حققت أرباحًا بلغت 30.796 مليار دولار، أو 21413 دولارًا للسهم الواحد من الفئة "أ" خلال الربع، وهو ما يمثل ارتفاعًا عن أرباح العام الماضي البالغة 26.251 مليار دولار، أو 18272 دولارًا للسهم الواحد من الفئة "أ".

لكن هذه الأرقام النهائية غالبًا ما تكون مشوهة بسبب القيمة الحالية لمحفظة "بيركشاير" الاستثمارية الضخمة وأي مبيعات أسهم، والتي أضافت هذا العام نحو 17.3 مليار دولار إلى أرباح الشركة.

ولهذا السبب، لطالما أوصى بافيت المستثمرين بالتركيز على أرباح "بيركشاير" التشغيلية لفهم أداء شركاتها العاملة، بما في ذلك شركات التأمين المعروفة مثل جيكو (GEICO)، وسكك حديد بي إن إس إف (BNSF)، وعدد من شركات المرافق الكبرى، ومجموعة متنوعة من شركات التصنيع والتجزئة.

وبناءً على هذا المقياس، قفزت أرباح "بيركشاير" التشغيلية إلى 13.485 مليار دولار، أو 9376.15 دولار للسهم الواحد من الفئة "أ"، بفضل الانتعاش القوي لشركات التأمين التابعة لها. وقبل عام، أعلنت الشركة عن أرباح تشغيلية بلغت 10.09 مليار دولار، أو 7023.01 دولار للسهم الواحد من الفئة "أ".

وتوقع المحللون الأربعة الذين استطلعت آراؤهم شركة فاكت سيت ريسيرش (FactSet Research) أن تُعلن "بيركشاير" عن أرباح تشغيلية قدرها 8573.50 دولار للسهم الواحد من الفئة "أ".

وأعلنت "بيركشاير" أن انخفاض الخسائر الكارثية الناجمة عن الأعاصير هذا العام، مقارنةً بالفترة التي اجتاح فيها إعصار "هيلين" جنوب شرق البلاد قبل عام، ساهم في ارتفاع أرباحها من اكتتاب التأمين بمقدار 1.6 مليار دولار لتصل إلى 2.369 مليار دولار. كما عززت أرباحها من الديون بالعملات الأجنبية هذا العام، والتي بلغت 331 مليون دولار، من أرباحها، مقارنةً بخسارة قدرها 1.1 مليار دولار من تلك الديون قبل عام.

وحققت معظم شركات "بيركشاير" الأخرى أداءً جيدًا خلال الربع، على الرغم من انخفاض أرباح قطاع المرافق بنسبة تقارب 9% لتصل إلى 1.489 مليار دولار.