حوار برلين.. تركيز "تحول الطاقة" وعين على حماية المناخ
بمشاركة دولية واسعة، شهدت برلين اليوم الثلاثاء، منتدى حوار برلين التاسع حول التحول في الطاقة، في ظل تركيز على الوقود المستدام.
وتجري فعاليات حوار برلين التاسع حول انتقال الطاقة اليوم وغدا، في العاصمة الألمانية، بمشاركة 2000 شخص من 90 دولة.
ويوضح تقرير الحالة الحالي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الأمر مرة أخرى: "إذا أردنا الحفاظ على عواقب تغير المناخ في حد مقبول، فإن العمل السريع أمر بالغ الأهمية".
ويقول الخبراء إنه بحلول منتصف القرن على أبعد تقدير، يجب أن يصبح العالم بأسره محايدًا مناخيًا، وهذا هو التحدي الرئيسي في ضوء الأرقام الحالية والتي لا تزال تظهر زيادة عالمية في الانبعاثات.
ويعتمد مدى نجاح العالم في تحقيق هدف الحياد المناخي، أولا وقبل كل شيء على مدى نجاح البلدان في جميع أنحاء العالم في التنسيق مع بعضها البعض في إطار ظروف كل منها، وهذا بدوره يتطلب تبادلًا مكثفًا، ليس فقط على المستوى السياسي، ولكن أيضًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا الإطار، يلعب حوار برلين، دورا مهما كمنتدى لتشكيل انتقال الطاقة على المستوى العالمي.
ومنذ عام 2015، تدعو الحكومة الألمانية خبراء من جميع أنحاء العالم لتبادل الأفكار وتقوية الشراكات وتطوير الاستراتيجيات، وإنشاء هياكل بديلة لاستخدامات الطاقة الحالية.
ومنذ ذلك الوقت، تطور الحدث إلى واحد من أكبر منتديات الحوار الدولي حول تغير المناخ، إذ يأتي أكثر من 2000 مشارك من أكثر من 130 دولة، بما في ذلك 60 وزيرًا للخارجية والطاقة ووزراء دول، بالإضافة إلى أكثر من 100 متحدث رفيع المستوى إلى المؤتمر كل ربيع.
ويوفر المؤتمر منصة للسياسيين ورجال الأعمال ونشطاء المناخ للتعبير عن آرائهم حول تحول الطاقة.
وهذا العام، يركز حوار برلين على التحول في الطاقة، تحت شعار "التحول في الطاقة.. تأمين مستقبل أخضر"، يومي 28 و 29 مارس/آذار.
من منظور دولي أيضًا، تقدر ألمانيا الديناميكية التي يتم بها تنفيذ تحول الطاقة عالميا بعد أن كانت تعتبر مترددة للغاية في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
ولا يزال نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا مرتفعًا نسبيًا. في الوقت نفسه، يجري النظر بالتأكيد في "سرعة" تنفيذ انتقال الطاقة في البلاد، والتي تحدث عنها المستشار أولاف شولتز في خطابه في دافوس في يناير/كانون الثاني 2023.
وفي تحليل حديث، أشادت مجلة الإيكونوميست البريطانية بتسريع إجراءات الموافقة على توسيع شبكات الكهرباء ومضاعفة العطاءات الخاصة بتوربينات الرياح في ألمانيا.
الموضوع الرئيسي الآخر في حوار برلين هذا العام هو التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر. كما ستتم مناقشة كيف يمكن التفكير في الحياد المناخي وأمن الإمدادات معًا وكيف يمكن تنفيذ مكافحة تغير المناخ بطريقة عادلة اجتماعيًا، لا سيما في بلدان الجنوب العالمي ، مع مراعاة "الانتقال العادل" في الطاقة.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر أيضًا تبادلا ونقاشا في العديد من الندوات حول التحديات والفرص المتاحة للصناعة لتطوير وتطبيق التقنيات المبتكرة ونماذج الأعمال في مجال الطاقات المتجددة. ويناقش أيضا دور العلم في توفير البيانات والرؤى والحلول.
وعلى جدول الأعمال أيضًا: كيف يمكن إشراك المجتمع المدني في تعزيز الوعي والمشاركة والتمكين من أجل مستقبل للطاقة المستدامة.
ودولة الإمارات من الدول الرائدة عالميا في الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة وكذلك الوقود المستدام.
ففي يناير/كانون ثاني الماضي، أعلن تحالف يضم شركات "مصدر" الإماراتية، و"توتال للطاقات" و"سيمنس للطاقة" و"ماروبيني"، الأربعاء، عن بدء إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة للتصديق على مسار جديد لإنتاج وقود الطيران المستدام من غاز الميثانول الذي تقوده "مصدر" لتوظيف الهيدروجين الأخضر في إنتاج وقود مستدام للطائرات.
وعن ذلك، يقول الخبير الألماني البارز في تقنيات الطاقة وأنظمة الطاقة، هيرالد براديكه، لـ"العين الإخبارية"، إن "في رأيي، الوقود الاصطناعي للطائرات طويلة المدى هو الخيار الوحيد للطيران الأكثر ملاءمة للمناخ على المدى القصير والمتوسط".
وتابع "يمكن أيضًا القيام برحلات قصيرة ومتوسطة المدى بطائرات صغيرة ومتوسطة الحجم تستخدم محركات كهربائية، لكنني لا أرى المحركات الكهربائية الخيار الأمثل للمسافات الطويلة".
ومضى قائلا "تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة جميع الموارد اللازمة (المناخية، والتكنولوجية، والمالية، وما إلى ذلك) لتصبح شريكًا عالميًا رئيسيًا للهيدروجين الأخضر وأنواع الوقود المستدام.. سأكون سعيدًا إذا انتهزت هذه الفرصة".