مجلس أئمة برلين.. 100 ألف يورو تكشف ذراعا جديدة للإخوان
كشفت 100 ألف يورو قدمتها حكومة ولاية برلين لمؤسسات إسلامية في إطار مشاريع مدنية، ذراعا جديدة للإخوان الإرهابية بألمانيا.
مجلس أئمة برلين يضم عناصر على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابي، بمن فيهم مجرم مدان، وتأسس بفضل دفعة أولى من أصل 100،000 يورو قدمتها حكومة ولاية برلين، لمؤسسة إسلاموية في العاصمة الألمانية.
ووفق لبحث أجرته صحيفة "دي فيلت" الصادرة غدا الأحد، تدفقت أكثر من 100 ألف يورو من أموال دافعي الضرائب من حكومة برلين، إلى مشروعين إسلامويين ينشط بهما بعض الأشخاص المثيرين للجدل بشكل كبير، وتم من خلال هذه الأموال تأسيس مجلس أئمة برلين.
على وجه التحديد، وافقت الحكومة المحلية في عام 2021 على منح مركز نويكولنر للاجتماعات تمويلا بقيمة 55.580 يورو لمشروع "التعليم بين الأديان والثقافات" الذي يستهدف أئمة المساجد.
وفي سياق هذا التمويل، أسس المشاركون في المشروع مجلس أئمة برلين. وفي العام الحالي نفذ المجلس المؤسس حديثا مشروع "حوارات المسلمين" الذي حصل من أجله على 50889 يورو من وزارة الثقافة في ولاية برلين.
الأكثر من ذلك، وفق بحث دي فيلت أن مجلس الأئمة في برلين تقدم بطلب للحصول على مزيد من المشاريع والتمويل، ويجري حاليا فحصه.
ووفق بحث لـ"العين الإخبارية"، فإن مركز نيوكولنر للاجتماعات ورد ذكره في تقارير هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، في الفترة بين 2014 و2018 على أنه ضمن شبكة الإخوان الإرهابية في ألمانيا، بل راقبت الهيئة أنشطة المركز لما يمثله من خطر على الأمن.
يتكون مجلس الأئمة من 23 إماما من برلين، يمثلون 23 جمعية إسلامية، وتظهر قائمة الأعضاء أن العديد منهم ينتمون إلى مساجد تم تصنيفها على أنها إسلاموية من قبل هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، بل إن هناك أيضا مجرما مدانا بين الأعضاء.
وتنص لائحة إدارة الشؤون الثقافية في حكومة برلين على أن "المنظمات التي تحمل ميولا متطرفة" لا تشارك في المبادرات التي يتم تمويلها حكوميا، لكن مجلس الأئمة حصل على أموال وقبله مركز نويكولنر.
ومن بين أعضاء مجلس الأئمة أحمد دهاويش مدير بيت الشهباء الإسلامي لدفن الموتى، وفي عام 2014 اتهم دهاويش ببيع جوازات سفر الموتى لمهربي البشر.
وقال متحدث باسم المدعي العام في برلين إن دهاويش حُكم عليه بالسجن لمدة عام وستة أشهر في أبريل/نيسان 2021، وتم تعليق التنفيذ. وأضاف أن "الإدانة تستند إلى ثلاث تهم بتهريب أجانب وإساءة استخدام أوراق الهوية".
كما يشغل عضوية المجلس أحمد أرناؤوط من مسجد الفرقان. وينص تقرير هيئة برلين لحماية الدستور لعام 2021 على ما يلي: "في السنوات الأخيرة كانت هناك أدلة متزايدة على وجود توجه متطرف في مركز فوركان في نويكولن، والذي تأسس في عام 2014".
كما يشغل عضوية مجلس الأئمة، فريد حيدر الذي يخطب في مسجد طيبة المرتبط بالإخوان المسلمين. وفي تقرير عام 2016 قالت هيئة حماية الدستور إن مسجد طيبة يملك روابط مع الإخوان".
وفقا لفرع هيئة حماية الدستور في ولاية بادن فورتمبيرغ، شارك حيدر في الاجتماع السنوي منظمة الجالية المسلمة في ألمانيا في عام 2012، ومنظمة الجالية المسلمة هي المنظمة المظلية للإخوان بألمانيا.
كما يقوم حيدر بالتدريس في مركز الثقافة والتعليم الإسلامي (IKEZ) وفي مركز الحوارات بين الثقافات والتعليم، علما بأن المركز الأول هو واحد من أهم منظمات حركة حماس في ألمانيا، والمركز الثاني إحدى أذرع الإخوان.
أعضاء مجلس أئمة برلين الآخرون هم محمد عمران صقر وعبدالعظيم قموس ويعقوب أيار ومحمد طه صبري، لكن الاسم الأول محمد عمران صقر، عضو في مجلس إدارة منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا.
وفي عام ٢٠١٩، أعلنت الحكومة الألمانية أن هناك "روابط شخصية مهمة" بين منظمة الإغاثة الإسلامية والإخوان الإرهابية.
فيما ينتمي محمد طه صبري إلى مركز نويكولنر للاجتماعات، وقد ظهر عدة مرات كمتحدث ضيف في مؤتمرات منظمة الجالية الفلسطينية بألمانيا، المرتبطة بحركة حماس.
وبجانب الدعم المالي، شاركت نائبة رئيس بلدية برلين ومسؤولة ملف النقل بتينا جاراش، وكذلك مفوضة مجلس الشيوخ (البرلمان المحلي) في برلين للاندماج والهجرة كاتارينا نييفيدزيال، ووزير الدولة لشؤون أوروبا جيري ووب، في فعالية نظمها مجلس الأئمة في أبريل/نيسان الماضي.