حينما يرون سعوديا يدافع عن وطنه، أو إماراتيا يدافع عن وطنه، أو بحرينيا أو مصريا، نجد مرتزقة قطر ينتشرون للرد.
منذ أن اندلعت أزمة دول المقاطعة مع "دويلة" قطر لأسباب رأى قادتنا في الخليج وفي مصر أنها جوهرية وتستدعي المقاطعة بعد أن نفد صبر قادة الخليج على تنظيم الحمدين الإرهابي ومن بعدهم المغرر به تميم بن حمد، نقول بعد أن اندلعت الأزمة وقطر تستعين بالمرتزقة من كل حدب وصوب ليدافعوا عنها، ولم تكتفِ بمرتزقة قناة الجزيرة الذين كان يستخدمهم حمد بن خليفة ضد دول الخليج، ويحاربهم من خلالها، بل استعانت هذه المرة بإعلام "الإخونج" المنتشرين في كل الدول العربية، كما استعانت بإعلام "مرتزق" يبحث عن المال فوجده في قطر التي تصرف المليارات على هؤلاء المرتزقة الذين انتشروا في مواقع التواصل الاجتماعي مثل انتشار النار في الهشيم، وقاموا بتفعيل خاصية الردود التي يبدو أن بعضها مبرمج، ولكن الغريب حينما يكون هذا النهج هو نهج كبارهم.
فهذا مدير قناة الجزيرة السابق ياسر أبو هلالة، حينما تناقش معي شخصياً وأعيته الحيلة "لا أقولها إشادة في نفسي بل هي واقع"، قام بذكر المصطلح وقال "أنت مرتزق تابع للبلاط"..! وهذه والله إشادة لو عرف أبو هلالة أنها ستفرحني لما كتبها، فإن كان الدفاع عن "وطني" من باب الحب والإخلاص والولاء والطاعة، يرون أنه "ارتزاق" فمرحباً بهذه الصفة التي تجعلني أفخر بدفاعي عن وطني، وهذا لبناني وصف نفسه بالمحلل السياسي، ثار غضباً حينما ناقشته في موضوع يخص الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- فما كان منه سوى الهروب خلف مصطلح "مرتزقة البلاط"، والمصيبة أنه يتحدث عن الارتزاق وهو ينتمي لحزب الله، وفي تغريداته ما يندى له الجبين من دفاع مستميت عن خامنئي وإيران..! وهذا جمال ريان أو "رأيان" استخدم نفس المصطلح مع زميل لنا، والغريب أن هؤلاء بعد هذا كله يقومون بحظر الأشخاص الذين يقارعونهم بالحجة، بل إنني ذُهلت حينما دخلت يوماً على حساب قائدهم وموجههم وكبير قطر عزمي بشارة، فوجدته قد "حظرني" في موقع تويتر دون أن أتحدث معه ولو بكلمة أو نتناقش في أي قضية!
والغريب في الأمر أن هؤلاء المرتزقة، حينما يرون سعوديا يدافع عن وطنه، أو إماراتيا يدافع عن وطنه، أو بحرينيا أو مصريا، نجد مرتزقة قطر ينتشرون للرد، ويصفون المدافعين عن أوطانهم بـ"المرتزقة"! وهذا أمر مضحك للغاية، فإن كان من يدافع عن وطنه يوصف بالمرتزق، فماذا نسمي من يدافع عن قطر وهو لا ينتمي لقطر؟! هل نقول لهم "عبدة المال"، ربما يكون هذا الاسم الأصلح والأنسب لتلك الثلة التي باعت أوطانها بثمن بخس، وتريد من الجميع أن يكونوا مثلها! مرتزقة مشردون لا ينتمون لوطن، ولا يعرفون الولاء، وهذا مستحيل أن يفعله مواطن خليجي عاش فوق أرضه معززا مكرما وآمنا، لا يخاف إلا من سلطان ربه.
إن مثل هؤلاء المرتزقة الذين لا يعرفون سوى المال، لا يعرفون معنى الوطن بحق وحقيقة، ولم ينتموا يوماً لوطن بقدر ما كان انتماؤهم وولاؤهم للمال أينما وجد، بينما نحن من تربينا فوق ثرى الأوطان وعشقنا أوطاننا بكل ما فيها، ونشأنا على حب الوطن، والإخلاص لقادته، لا يمكن أن نتزحزح يوماً ما عن ما تربينا عليه، فوطن مثل السعودية أو وطن مثل الإمارات يحق لنا أن نفاخر به، وأقل ما نفعله هو الدفاع عنه ولو بكلمة صادقة، بل لو جاء يوم وطلب منا الأرواح لفديناه بها، وهذا ما لا يمكن فهمه أو معرفته من مرتزقة قطر الذين تربوا على المال ولم يتربوا عن حب الأوطان، بل لم يعرفوا قدر قيمة الوطن وما يعني لمن اعتاد على العيش بسلام وأمن وأمان في ظل قيادات حكيمة نتباهى أمام شعوب العالم بأنهم قاداتنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة