الشعب القطري هو أول المتضررين من سياسات حكومته الخاطئة، تلك السياسات التي تعزز الانقسام في العالم العربي وتشوه صورة الدول الإسلامية.
لا يختلف اثنان على أن الشعب القطري هو أول المتضررين من سياسات حكومته الخاطئة، تلك السياسات التي تعزز الانقسام في العالم العربي وتشوه صورة الدول الإسلامية، وتطعن جيران قطر من دول الخليج العربي في الظهر.
والحكومة القطرية التي تغرد دوماً خارج سرب المصلحة العربية الخليجية، هي كما يقال تحكم حيزاً جغرافياً لا يستهان به من هذه المنطقة الحيوية في العالم، ولكنها في الوقت نفسه تفتح أبواب قطر في وجه المشروع التوسعي الفارسي الذي يتمثل بالنظام الإيراني الحالي، والأجندة التركية العثمانية الطامعة بنفوذ أكبر في الإقليم.
وبدون شك فإن المثير في المسألة هو المال القطري الذي يدفع دون قيد أو شرط لكل تلك القوى المعادية لمصالح القطريين بالدرجة الأولى، ولمصالح العرب والمسلمين، كون الدوحة تسير في هذا الطريق منذ انقلاب الابن على أبيه في تسعينيات القرن الماضي.
ولا صوت يسمع للشعب القطري الذي تعمل حكومته على قمعه ومنعه من التعبير عن رأيه، مع أن حكومة قطر نفسها هي المالك الرئيسي لقناة الجزيرة التي ترفع زوراً شعارها المعروف الرأي والرأي الآخر، فلماذا لا تتحدث هذا القناة أو غيرها عن اعتقال مواطنين قطريين لأنهم يعبرون عن آرائهم على بعد عشرات الأمتار من مقر تلك القناة.
ومن يتابع أحياناً تغطيات الإعلام القطري بكل صنوفه، يدرك حجم الزيف والكذب الذي يتم خلطه مع الوقائع في تناول أي خبر، والهدف الرئيسي بطبيعة الحال هو تشويه سمعة السعودية والإمارات بأي وسيلة أمام الرأي العام العربي، حتى بات من المنطقي تسمية الكثير من وسائل الإعلام القطري بأنها مختصة بالخبر السعودي والإماراتي، وليس الخبر هنا بمفهومه المهني بل بمعايير غرف قطر السوداء التي تصنع الأخبار وتختلقها.
وقد ضاقت الدنيا بقطر حتى لم تجد في العالم العربي إلا عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي أنطوان بشارة لتطلق عليه لقب "المفكر العربي الكبير"، فالرجل يعتبر صاحب الكلمة الفصل في كثير من قرارات الحكومة القطرية، وقد جمع حوله في الدوحة جحافل من المرتزقة والإخوان الذين باتوا يسبحون بحمد أفكاره صباحاً ومساءً ويقبضون بالريال القطري شهرياً.
ولا يمكن إغفال الطرق التي نصَّبت بها حكومة قطر نفسها محامي دفاع عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، فخلال الأيام الماضية صبت أبواق قطر الإعلامية جام غضبها على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، لأن هذه الهيئة المعروفة بمكانتها وعلو كعب أعضائها من العلماء الأجلاء، وصفت الإخوان بأنهم جماعة ضالة ومتطرفة وتعمل ضد المسلمين.
ولأن الساسة في قطر لا يصغون لصوت الشعب ولا يرون مواقفه، فإن العزة في قطر باتت لكل شخص إلا للمواطن القطري، كون البلد أصبح رهن الاحتلال التركي في الصباح والاحتلال الإيراني في المساء والعكس يجوز، والقطريون صابرون حتى اللحظة على حكومة باعت بلدهم بثمن بخس.
ولا يحظى النظام القطري باحترام المجتمع الدولي لا سيما في الدول الأوروبية، فلا تزال رائحة فضائح أعضاء في الحكومة القطرية دعموا جماعات إرهابية تزكم الأنوف في الأوساط السياسية والإعلامية، وليس آخرها ما نشرته "ميدل إيست مونيتور" بأن قطر تواجه دعوى قضائية في محكمة بريطانية، فالقضية تتحدث عن تمويل قطر رسمياً للإرهاب في سوريا وتمويل جبهة النصرة تحديداً، وقد هدد مسؤولون قطريون ثمانية سوريين بسحب القضية المرفوعة منهم ضد بنك الدوحة، ما استدعى فتح تحقيق جديد من قبل شرطة مكافحة الإرهاب ببريطانيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة