الإرهاب في أفغانستان.. انسحاب واشنطن ومعضلة بدائل الرصد
انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قد يمنح التنظيمات الإرهابية مجالا لإعادة ترتيب صفوفها، ما يطرح معضلة إيجاد بدائل لرصد التهديدات.
فالحرب التي استمرت 20 عاما في أفغانستان، منحت الجواسيس الأمريكيين فرصة لمراقبة الجماعات الإرهابية التي قد تستخدم البلاد مجددا في التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة، لكن هذا سينتهي قريبا.
وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ذكرت أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان يجعل وكالات الاستخبارات تسعى لإيجاد سبل أخرى لمراقبة ووقف الإرهابيين. وسيتعين عليهم الاعتماد أكثر على التكنولوجيا وحلفائهم بالحكومة الأفغانية، حتى مع مواجهتها مستقبلا مجهولا بمجرد مغادرة القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ونقلت الوكالة عن النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا، مايك والتز، الذي خدم أيضًا في أفغانستان، قوله: "قد لا تكون أعمى، لكنك ستصبح أعمى قانونيًا".
وأوضح والتز، في مقابلة، أنه في حين يعتقد أن القوات الأمريكية ستظل قادرة على رصد التهديدات، سيكون عليها الرد بعمليات أكثر تعقيدًا من قواعد خارج البلاد.
وأمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات من أفغانستان، وقال إنه حان الوقت لانتهاء أطول حرب أمريكية بعد عقدين من الصراع الذي قتل 2200 جندي أمريكي و38 ألف مدني أفغاني، بتكلفة تصل لتريليون دولار.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، في أبريل/نيسان الماضي، إن المقاتلين من القاعدة وتنظيم داعش لا يزالون ينشطون داخل أفغانستان، "ولا يزالوا عاقدين العزم على استعادة القدرة على شن هجمات ضد أهداف أمريكية".
وأضاف: "عندما يحين وقت سحب الجيش الأمريكي، ستقل قدرة الحكومة الأمريكية على جمع التهديدات واتخاذ إجراءات حولها. وهذه ببساطة حقيقة"، مشيرًا إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات الأمريكية "تحتفظ بمجموعة من القدرات" لرصد ووقف التهديدات.
وأجرى بيرنز زيارة سرية إلى أفغانستان في أبريل/نيسان، وطمأن المسؤولين الأفغان حول أن الولايات المتحدة ستواصل مشاركتها بجهود مكافحة الإرهاب، بحسب مسؤولين اثنين على دراية بالزيارة.
ورفضت الوكالة المركزية ومكتب مدير الاستخبارات القومية التعليق على طلبات الوكالة للتعليق على هذه القصة.
وكان لوكالة الاستخبارات المركزية دور في أفغانستان لأكثر من 30 عامًا، يعود تاريخه لفترة مساعدة المتمردين الذين قاتلوا الاتحاد السوفيتي بالفترة من عام 1979 إلى 1989.
وخلال الحرب الأمريكية، يقال إنها شنت ضربات ضد أهداف إرهابية، ودربت مقاتلين أفغان في مجموعات تعرف باسم فرق مكافحة الإرهاب.
وأوردت "أسوشيتد برس" في أبريل/نيسان الماضي، أن الوكالة الأمريكية كانت تستعد لتسليم إدارة تلك الفرق في 6 محافظات للاستخبارات الأفغانية، المعروفة باسم المديرية الوطنية للأمن.
وقال خبراء إن إغلاق المراكز قرب حدود أفغانستان مع إيران وباكستان ستزيد صعوبة مراقبة المجموعات العدائية التي تعمل بتلك المناطق، وقد يفاقم انسحاب الأمريكيين من الوكالات الأفغانية المشاكل المقلقة المتعلقة بالفساد.
وقال اللفتانت جنرال روبرت آشلي، الذي قاد وكالة الاستخبارات الدفاعية من 2017 إلى 2020، إن السلطات الأمريكية قد تتمكن من استبدال بعض بصماتها المفقودة باعتراض الاتصالات والمعلومات المتوفر عبر الإنترنت، لا سيما في ظل نمو الشبكات الخلوية مقارنة بفترة التسعينيات.
وأضاف آشلي أنه في حين تتداعى القوات الأفغانية أمام طالبان، يمكنهم أيضًا تقديم معلومات قيمة.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز