رفض بايدن للتنحي.. هل يكرر خطأ القاضية غينسبيرغ؟
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، (81 عامًا)، انتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء بسبب تقدمه في العمر وبالتالي قدرته على الترشح لولاية رئاسية جديدة.
ويقول منتقدوه إن بقاء بايدن في السباق الرئاسي يعرض الحزب الديمقراطي للخطر وإن عليه «التنحي لصالح مرشح أصغر سنا».
- طرف ثالث وضامن.. إسرائيل تقر وديعة المقاصة الفلسطينية والسلطة ترد
- غزة والضفة وأموال المقاصة.. مطالب و«لاءات» فلسطينية بقمة الرياض
ويقارن الكثيرون بين بايدن وقاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبيرغ، التي رفضت التنحي عن تعيينها مدى الحياة أثناء وجود الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما في منصبه وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
ويرى هؤلاء أنه لو تنحت جينسبيرغ قبل أن يفقد الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ في عام 2014، لكان لدى أوباما النفوذ للمضي قدمًا في ترشيحه لميريك غارلاند، مما يعزز الوجود الليبرالي في أعلى محكمة في البلاد.
لكن جينسبيرغ، التي كان لديها تاريخ طويل من المشاكل الصحية، بما في ذلك نوبات متعددة من السرطان، توفت عام 2020، مما سمح للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب بترشيح القاضية إيمي كوني باريت مما عزز الأغلبية المحافظة في المحكمة.
وتتألف المحكمة العليا حاليا من 6 قضاة محافظين و3 ليبراليين، على الرغم من أن رئيس المحكمة جون روبرتس غالبًا ما يُعتبر صوتًا متأرجحًا لكن لو كانت جينسبيرغ قد تنحت في التوقيت المناسب وجرى تعيين قاض ليبرالي بدلا منها لكان التوازن داخل المحكمة 5 محافظين لصالح 4 ليبراليين.
ونقل "بيزنس إنسايدر" عن جوستين بوشلر، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة كيس ويسترن ريزيرف قوله "كان الأمر متوقعًا للغاية.. كانت على وشك الموت، وكان من الممكن أن تتنحى عندما كان من الممكن أن يعين الرئيس أوباما خلفًا لها".
وأضاف: "اختارت عدم القيام بذلك، وكانت النتيجة أن الرئيس ترامب قام بعد ذلك بتعيين خليفة لها.. لقد كان ذلك خطأً غبيًا من جانبها".
والآن، يشعر عدد متزايد من الديمقراطيين الذين دعموا بايدن سابقًا بالقلق من أنه سيكرر خطأ غينسبيرغ ويطالبونه بإعادة النظر في حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية.
ومع ذلك فإن رفض غينسبيرغ التقاعد يختلف عن موقف بايدن الاستمرار في حملته لأن قضاة المحكمة معينون وفي 2016 رفض الجمهوريون في مجلس الشويخ ترشيح أوباما للقاضي ميريك غارلاند وذلك في أعقاب وفاة القاضي أنطونين سكاليا.
ومن الواضح أن غينسبيرغ كانت ستتقاعد إذا فازت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016 لأن المرشحة الديمقراطية الخاسرة كانت ستعين قاض ليبرالي.
وقال كريستيان غروس، أستاذ العلوم السياسية والسياسة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا ورئيس تحرير مجلة "ريسيرش آند بوليتيكس" إن "حسابات بايدن مختلفة بعض الشيء لأنه ليس من الواضح أن أي مرشح ديمقراطي آخر سيحقق نتائج أفضل منه".
ويرى غروس وبوشلر أن العثور على بديل لبايدن ليس بالمهمة السهلة فالمرشح الديمقراطي دين فيليبس ليس اسما مألوفا وكمالا هاريس نائبة الرئيس "غير محبوبة" وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم يُنظر إليه على أنه سياسي ثري وساحلي وبعيد عن التواصل مع بقية البلاد.
وقال بوشلر إن مشكلات بايدن الحالية ستظل قائمة في حملة الانتخابات الرئاسية حتى في حالة تنحي بايدن ووجود ديمقراطي بارز مستعد لأن يحل محله.
وأضاف "المرة الوحيدة التي تنحى فيها رئيس حالي كانت ليندون جونسون ولا يوجد دليل على أن ذلك ساعد هيوبرت همفري، الذي خسر في النهاية أمام ريتشارد نيكسون".
ويرى البعض أن الانتقادات الموجهة إلى عمر بايدن تلعب دورًا في حملة إلهاء يقودها الجمهوريون لصرف الانتباه عن تقدم ترامب في العمر.
وقال بيتر لوج، المدير المؤسس لمشروع الأخلاقيات في التواصل السياسي، "ترامب في نفس عمر بايدن تقريبًا، وأن أخطائه اللفظية أكثر فظاعة".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز