حالة بايدن الذهنية.. اعتراف نادر بـ«الخطيئة الأصلية»
لطالما كشفت هفواته وزلات لسانه الكثير عن حالته الذهنية عندما كان رئيسا، لكن لا أحد كان بإمكانه تأكيد ذلك خصوصا وسط تكتم محيطه.
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن يعود للأضواء مجددا، لكن هذه المرة ضمن اعترافات أدلى بها رئيس موظفي البيت الأبيض السابق جيف زينتس حول قدراته الإدراكية خلال ولايته.
وهذه النقطة لطالما شكلت وقود الجدل وحتى الانتقادات حول بايدن طوال فترة حكمه، في «هجمات» تغذت بالأساس على هفواته المتكررة.
وأمام الكونغرس الأمريكي، وتحديدا لجنة الرقابة في مجلس النواب، اعترف رئيس موظفي البيت الأبيض السابق جيف زينتس بتدهور القدرات الإدراكية للرئيس السابق.
ونقل مصدر مطلع لصحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية عن زينتس قوله إنه دعا إلى إجراء اختبار لبايدن بعد المناظرة الرئاسية الكارثية التي جمعته مع المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب.
وبحسب المصدر، تحدث زينتس عن تدهور قدرات بايدن على اتخاذ القرارات أثناء فترة ولايته، وقال إنه دعا لإجراء فحوصات لبايدن بعد المناظرة ضد ترامب.
فحص شامل
ونقلت الصحيفة عن المصدر المطلع على جلسة الكونغرس قوله إن زينتس أخبر لجنة الإشراف بمجلس النواب الأمريكي بأنه طلب من طبيب البيت الأبيض كيفن أوكونور إجراء «فحص طبي شامل» للرئيس حينها.
والطلب تضمن طلب اختبار وفحص للقدرات الإدراكية لبايدن وذلك بعد أدائه الكارثي في المناظرة التي جرت في 27 يونيو/تموز 2024.
وخلال استجواب استمر 6 ساعات أجراه موظفو لجنة الإشراف، كشف زينتس أيضا أن بايدن بدأ يعاني من «صعوبة في تذكر التواريخ والأسماء».
كما أشار إلى أن القرارات التي كانت تتطلب ثلاثة اجتماعات باتت تحتاج في النهاية إلى «اجتماع رابع»، وفقا لمصدر آخر.
وفي تلك المناظرة، أصيب بايدن بحالة غريبة من التلعثم حتى بدا في بعض الأحيان غير قادر على السيطرة على مخارج الحروف، فتحدث بصوت خافت وأجش، وقال عبارات غريبة وغير مترابطة خصوصا في ما يتعلق بالسياسة العامة.
وأثار أداؤه حينها جدلا واسعا، لكن حملته ومتحدثو البيت الأبيض سارعوا للإعلان على أن الرئيس كان يعاني من نزلة برد.
«غير مسبوقة»
لكن زينتس اعتبر أن «حالات التجمد الذهني» لبايدن والتي لاحظها مساعدوه غير مسبوقة، وفقا للمصدر.
ووفق الصحيفة، فإنه على ما يبدو، شددت أنيتا دان، كبيرة مستشاري الاتصالات في البيت الأبيض سابقا، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق، على أهمية الفحص الإدراكي.
بينما لم يعتقد مسؤولون سابقون في الحكومة، مثل وزيرة التجارة جينا ريموندو، ووزير شؤون المحاربين القدامى دينيس ماكدونو، بالإضافة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن بايدن لا يملك المؤهلات اللازمة لولاية ثانية.
كما أعرب العديد من المانحين عن قلقهم، وأشار أحدهم إلى أن استخدام الرئيس لجهاز التلقين لمخاطبة حملة جمع تبرعات خاصة بالحملة أمر مثير للقلق.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه القضايا المتعلقة بالعمر كانت أيضا موضوع نقاش في الجناح الغربي للبيت الأبيض طوال فترة ولاية الرئيس السابق.
واستجوبت لجنة الرقابة بالفعل العديد من المساعدين الآخرين، بما في ذلك السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض كارين جان بيير، والتي غادرت الحزب الديمقراطي في يونيو/ حزيران الماضي وأعلنت عن كتاب قالت إنه يكشف كل شيء عن الإدارة "المكسورة" التي خدمتها، وفق تعبيرها.
«الخطيئة الأصلية»
اعترافات زينتس تعيد الأذهان إلى كتاب صدر في يونيو/ حزيران الماضي، تحت عنوان «الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن والتستر عليه واختياره الكارثي للترشح مرة أخرى».
والكتاب يتناول ما قال إنه «تستر» من قبل قيادات الحزب الديمقراطي، بالتواطؤ مع عائلة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، على تدهور حالته العقلية والصحية خلال العامين الأخيرين من فترة حكمه.
وعرض الصحفيان الأمريكيان المخضرمان جيك تابر (المذيع بشبكة سي إن إن) وأليكس طومسون (كبير مراسلي موقع أكسيوس بالعاصمة واشنطن)، في 319 صفحة و18 فصلا، تفاصيل لم يكشف عنها من قبل بشأن هذا التستر، وكيف ساهم ذلك في إعادة ترامب للبيت الأبيض.
والكتاب الصادر عن دار نشر بينغوين، يستند إلى أكثر من 200 مقابلة، معظمها مع ديمقراطيين مقربين من بايدن، وجميعها تقريبا جرى بعد انتهاء انتخابات 2024.