بايدن يرد على مزاعم «التوقيع الآلي».. اتخذت جميع القرارات

صعّد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، معركته ضد مزاعم الجمهوريين حول حالته العقلية وقرارات العفو الصادرة في نهاية ولايته.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أكد الرئيس الأمريكي السابق أنه هو من أصدر شفويا جميع قرارات العفو وتخفيف الأحكام الصادرة في نهاية ولايته، والتي تم توقيعها آليا.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والجمهوريين بـ"الكذابين" لزعمهم أن مساعديه استخدموا جهازًا آليًا للقيام بالتوقيع دون إذنه.
وقال بايدن: "لقد اتخذت كل قرار"، مؤكدًا أنه جعل موظفيه يستخدمون جهازًا آليًا يكرر توقيعه على أوامر العفو لأن الأمر يتعلق "بعدد كبير من الأشخاص".
والمقابلة هي الأولى لبايدن حول التحقيقات التي بدأها البيت الأبيض ووزارة العدل والكونغرس بشأن سلسلة من قرارات العفو التي اتخذها الرئيس السابق في أسابيعه الأخيرة في منصبه وحالته العقلية خلال فترة ولايته.
وتتلخص الصورة الكاملة للقضية في عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة ببايدن في البيت الأبيض والتي سلمها الأرشيف الوطني كجزء من التحقيق الذي يجريه البيت الأبيض ووزارة العدل.
وتحتوي هذه الرسائل الإلكترونية على كلمات مفتاحية مثل "العفو" و"تخفيف العقوبة"، وتمتد في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى 20 يناير/كانون الثاني 2025، وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وراجعت "نيويورك تايمز" عشرات من رسائل البريد الإلكتروني لكنها لم تطلع على النطاق الكامل لرسائل البريد الإلكتروني، لذلك من المستحيل التقاط مجمل المعلومات التي تحتويها أو ما قد تُظهره أيضًا حول تورط بايدن في قرارات العفو.
ومع ذلك، فإن ما اطلعت عليه الصحيفة يُظهر أن البيت الأبيض في عهد بايدن كان لديه آلية للتحقق من أن الرئيس السابق اتخذ قرارات شفهية في الاجتماعات قبل أن تقوم سكرتيرة الموظفين، ستيفاني فيلدمان، التي كانت تُدير استخدام القلم الآلي، بإدخال سجلات العفو عبر جهاز التوقيع.
في المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، هاريسون فيلدز "لا ينبغي الوثوق ببايدن"، مضيفًا "ستظهر الحقيقة حول من كان، في الواقع، يُدير البلاد".
ورغم أن بايدن كان قد انتقد في بيان مكتوب مزاعم الحزب الجمهوري ووصفها بأنها "سخيفة وكاذبة"، إلا أنه تحدث إلى "نيويورك تايمز" في الوقت الذي يُكثّف فيه هو وفريقه جهودهم لمواجهة هجوم ترامب وحلفائه في الكونغرس.
وعندما سأل أحد الصحفيين ترامب الشهر الماضي عما إذا كان قد اكتشف أدلة على أي توقيع دون علم بايدن، أجاب بالنفي، لكنه استشهد بالأداء الضعيف لمنافسه في مناظرة يونيو/حزيران 2024.
ويدعي الجمهوريون أن بايدن كان عاجزًا وأن موظفيه تآمروا لاستخدام جهاز الختم الآلي لاتخاذ قرارات رئاسية باسمه.
وفي نهاية ولايته، خفّض بايدن أحكام ما يقرب من 4000 مُدان فيدرالي، وأصدر عفوًا استباقيًا عن شخصيات سياسية بارزة اعتبرها أهدافًا محتملة لترامب مثل الجنرال مارك أ. ميلي، والدكتور أنتوني فاوتشي، وأعضاء وموظفو لجنة مجلس النواب التي حققت في أعمال الشغب في "الكابيتول".
ويسعى ترامب وحلفاؤه في الكونجرس لمحاولة نزع الشرعية عن الدفعة الأخيرة من إجراءات العفو التي أصدرها بايدن.
وفي المقابلة التي استمرت 10 دقائق، قال بايدن إنه حمى هؤلاء الأشخاص، إلى جانب أفراد عائلته، حتى لا يضطروا إلى تكبد تكاليف قانونية باهظة نتيجة تحقيقات ذات دوافع سياسية من قِبل وزارة العدل التابعة لترامب.
وتابع بايدن: "الجميع يعلم مدى انتقامه، لذلك كنا نعلم أنهم سيفعلون ما يفعلونه الآن"، مضيفا: "لقد اتخذت جميع تلك القرارات بوعي".