ذكرى مقتل سليماني.. ما لم يفهمه "بايدن" بشأن سياسات إيران
تتجدد آلام النظام الإيراني، في 3 يناير الجاري، مع حلول الذكرى الثانية لمقتل الجنرال قاسم سليماني بغارة أمريكية نفذتها طائرة مسيرة.
وطالب الكاتب الصحفي الأمريكي إيلي ليك، خلال مقال منشور عبر وكالة "بلومبرج"، الرئيس جو بايدن بإحياء المناسبة بتوضيح أن واشنطن مستعدة لأكثر من فرض عقوبات اقتصادية في جهودها لردع الطموح النووي الإيراني.
وقال ليك إن سليماني -الذي أسس فيلق القدس ليكون مثل حلف الناتو للإرهابيين ليربط المليشيات في لبنان والعراق واليمن ضمن تحالف استراتيجي- كان أهم قائد عسكري في إيران.
وردا على مقتله، أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على قاعدة الأسد في العراق، مما أسفر عن إصابات بالدماغ بين أكثر من 100 جندي أمريكي، كما أسقطت بالخطأ طائرة للخطوط الجوية الأوكرانية.
وقال الكاتب الصحفي الأمريكي في مقاله إن قادة إيران ينظرون إلى مقتل سليماني باعتباره مبررا إضافيا للبرنامج النووي والصاروخي الإيراني، إضافة إلى سياسة أوسع نطاقا لترهيب الدول الأضعف في الشرق الأوسط.
كما يرى قادة إيران أنفسهم "كضحايا" يتعرضون لتهديد مستمر.
لكن الواقع مختلف بحسب ليك، حيث جاء اغتيال سليماني ردا على سلسلة من عمليات التصعيد التي بدأت بعد 2018، بعدما سحب الرئيس السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي 2019، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على حقول النفط في السعودية، وهاجمت السفن في الخليج العربي، كما كثفت هجمات المليشيات على المواقع الأمريكية في العراق.
أما القشة الأخيرة فجاءت نهاية العام الماضي، عندما كادت حشود منسقة أن تقتحم السفارة الأمريكية في بغداد، بحسب ليك.
وقال الصحفي الأمريكي إنه بعد الغارة التي قتل فيها سليماني، واصلت المليشيات الإيرانية الهجمات على المواقع الأمريكية في العراق، بينما واصل العلماء الإيرانيون تركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشآتها النووية.
لكن توقف إيران عن تهديد السفن التجارية، ولم تتعرض السفارات الأمريكية لمزيد من هجمات الحشود، وفي حين يمكن أن يعزى بعض من ذلك لجائحة فيروس كورونا المستجد يعتبر استعراض ترامب للقوة عاملًا أيضا.
وقال ليك إن بايدن تولى الرئاسة، وأصبحت عمليات التصعيد الإيرانية أكثر جرأة، وبالرغم من عرض بايدن رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها دونالد ترامب إذا عادت طهران لقيود التخصيب التي حددها الاتفاق النووي لعام 2015، تخصب إيران الآن اليورانيوم بسبة نقاء 40%، وهو مستوى قريب جدا من المطلوب لتصنيع سلاح.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أطلق وكلاء إيران هجوما بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية على الحدود السورية العراقية.
ثم في نوفمبر/تشرين الثاني، حاولت مسيرة إيرانية مفخخة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأشار ليك إلى أنه طوال ذلك الوقت، واصلت إيران تسليح تحالفها من المليشيات الإقليمية بمزيد من التكنولوجيا العسكرية.
وفي مواجهة عمليات التصعيد، حاولت إدارة بايدن التعامل بحكمة مع إيران، بحسب ليك، فمن ناحية واصلت تعليق الأمل على الدبلوماسية بالرغم من أن مبعوثي إيران في فيينا لم يعودوا يلتقون مع المبعوث الأمريكي.
ومن جهة أخرى، خففت الولايات المتحدة بعض العقوبات، مما أدى لزيادة صادرات إيران النفطية، لكن لم ترفعها من جانب واحد. وفي بداية عهد إدارته أمر بايدن بغارة صاروخية على قواعد للمليشيات المدعومة من إيران ردا على هجوم.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق، بحسب الكاتب الأمريكي، أن الولايات المتحدة أعلنت عدم موافقتها على العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية ضد البنى التحتية النووية الإيرانية.
ويشك بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية في فاعلية عمليات التخريب الإسرائيلية والاغتيالات داخل إيران، بحسب "نيويورك تايمز"، خوفا من أن توفر حافزا لإيران لإعادة بناء برنامجها النووي بشكل أفضل، بحسب الصحفي الأمريكي.
ورأى ليك أن هذه رسالة خاطئة، إذ لا تهدد بعزل أهم حليف لها ضد إيران فحسب، بل تهدد أيضا بإثارة مزيد من الاستفزازات من جانب إيران.
واختتم بالتأكيد على أنه يجب على بايدن إحياء ذكرى مقتل سليماني، مثل النظام اللإيراني، وتوضيح أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة ضد النظام الذي لم تردعه العقوبات وحدها.
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز