تنحي بايدن ودعمه لهاريس.. كواليس «الساعات الأخيرة»
تنحٍّ مفاجئ عن الانتخابات بعد أيام من الصمود، كان العنوان الرئيسي لتغطية بيان الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن كثيرا من التفاصيل ما زالت خفية.
وفي بيان أمس، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تنحيه عن سباق الرئاسة بعد تشكيك طويل في قدرته الصحية على الاستمرار في الرئاسة، معلنا دعمه لنائبته كامالا هاريس لاستكمال السباق الرئاسي ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
كان هذا هو الإعلان لكن الكثير من التفاصيل كانت خلف الكواليس، إذ نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن 3 مساعدين لبايدن، قولهم إن الأخير كان مترددا في التنحي عن ترشحه للرئاسة لقلقه من قدرة هاريس على مواجهة ترامب.
ووفق المصادر ذاتها، قرر بايدن (81 عاماً) في نهاية المطاف الانسحاب تحت ضغط من الحزب الديمقراطي، وأيد ترشيح هاريس، لكن مخاوفه الخاصة تعكس تساؤلات أوسع نطاقاً بين بعض القادة الديمقراطيين حول هاريس كمرشحة رئاسية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الساعات الأخيرة
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بدأ الأمر باتصال هاتفي أجراه بايدن في وقت متأخر من بعد ظهر أول أمس السبت، بستيف ريكيتي، مستشار الرئيس، وقال له "أحتاجك أنت ومايك في المنزل".
وكان بايدن يتحدث عبر الهاتف من منزله الذي يقضي إجازته في ريهوبوث بولاية ديلاوير، وكان يشير إلى مايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب الخطابات.
وسرعان ما كان الرجلان في ريهوبوث، ومنذ بعد ظهر السبت وحتى وقت متأخر من الليل، عمل الثلاثة على واحدة من أهم الرسائل التاريخية لرئاسة بايدن، وهي الإعلان عن قراره الانسحاب من حملة إعادة انتخابه.
بعد ذلك، اجتمع زينتس وكبار موظفي الحملة الانتخابية، حتى يتمكن بايدن من إخبار أولئك الذين عملوا معه بشكل وثيق أنه يتخلى عن الترشح لولاية ثانية.
وخلال الأسابيع الماضية، حاول بايدن تحويل الانتباه عن أدائه الذي وصف بـ"الكارثي" في بعض الأحيان في المناظرة الرئاسية ضد دونالد ترامب الشهر الماضي.
ولكن في نهاية المطاف، اختار بايدن الإعلان عن قراره بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية عبر "رسالة" وعمل على صياغتها مع دونيلون، بينما ركز ريكيتي على الخطوات التالية، مثل إبلاغ الموظفين بكيفية القيام بذلك ومن يجب إخطاره أيضا.
سياج من السرية
كل هذه الترتيبات جرت في سرية تامة، إذ لم يخبر الرئيس بايدن غالبية موظفيه بقراره، إلا قبل دقيقة واحدة من إعلان الانسحاب على وسائل التواصل الاجتماعي، وفق صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأمريكيتين.
كما علمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي أيدها بايدن، بقراره، قبل إعلانه مباشرة أيضا.
وأمس الأحد، اتصل الرئيس بايدن بنائبته هاريس ليخبرها مباشرة بقراره، وتحدث بشكل فردي مع جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، وجين أومالي ديلون، رئيسة حملته.
وقبل دقيقة واحدة من نشر بايدن خطاب انسحابه، أخبر الرئيس العديد من مستشاريه، بما في ذلك أنيتا دان، التي تدير استراتيجية الاتصالات.
بعدها، أجرى زينتس مكالمة هاتفية مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لتأكيد صحة الخبر وشكرهم على كل عملهم الشاق، أعقبه مكالمة مماثلة أجراها بايدن مع أعضاء حكومته، الذين لم يكونوا على علم بذلك حتى نشر المنشور على الإنترنت.
وأمضى بايدن جزءا من اليوم في إجراء مكالمات هاتفية مع قادة الكونغرس والحلفاء الآخرين.
وما إن نشر بايدن رسالته حتى أعلنت هاريس، أول امرأة وأول شخص أسود يتبوأ منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، أنها مستعدة "للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي" بهدف "هزيمة دونالد ترامب".
في سن 59 عاما، ستكون شابة في مواجهة دونالد ترامب البالغ 78 عاما، والذي خرج هذا الأسبوع أقوى من مؤتمر الترشيح الذي شهد اختياره رسميا مرشحا عن الحزب.