خلل الساعة البيولوجية يؤثر على صحة الأمعاء
باحثون اكتشفوا أن مجموعة من الخلايا المناعية، يُعرف أنها تساهم في صحة الأمعاء، يتم التحكم فيها مباشرة من قبل الساعة البيولوجية.
يعاني الأفراد الذين يعملون في نوبات ليلية، أو يسافرون كثيرا عبر مناطق زمنية مختلفة، من التهاب الأمعاء، كما أن لديهم ميلا أعلى لزيادة الوزن.
وربطت العديد من الدراسات السابقة في تفسيرها لهذه الظاهرة، العمليات الفسيولوجية التي تحدث للإنسان بنشاط الساعة الدماغية، المرتبط باستجابة الجسم لضوء النهار.
وحديثاً، اكتشف فريق من مركز الأبحاث والتطوير التابع لمؤسسة شامباليمود بالبرتغال، نُشرت نتائجهم، الخميس، في دورية "Nature" أن وظيفة مجموعة من الخلايا المناعية، والتي يُعرف أنها تساهم بقوة في صحة الأمعاء، يتم التحكم فيها مباشرة من قبل الساعة البيولوجية بالدماغ.
وقال فيجا فيرنانديز، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع المركز: "يمكن أن يكون للحرمان من النوم، أو عادات النوم المتغيرة، عواقب وخيمة على الصحة، مما يؤدي إلى مجموعة من الأمراض التي كثيراً ما يكون لها مكون مناعي، مثل حالات التهاب الأمعاء".
وأضاف: "لفهم سبب حدوث ذلك، بدأنا بالسؤال عما إذا كانت الخلايا المناعية في القناة الهضمية تتأثر بالساعة البيولوجية اليومية".
وتمتلك جميع الخلايا في الجسم تقريباً آلية وراثية داخلية، تتبع إيقاع الساعة البيولوجية، فيما يعرف باسم "جينات الساعة".
وتعمل جينات الساعة مثل الساعات الصغيرة، التي تُعلم الخلايا بالوقت من اليوم، وبالتالي تساعد الأعضاء والأنظمة التي تتكون منها الخلايا معاً، وتتوقع ما سيحدث، وعلى سبيل المثال إذا حان الوقت لتناول الطعام أو النوم.
ومن بين مجموعة الخلايا المناعية الموجودة في الأمعاء، اكتشف الفريق أن الخلايا اللمفاوية الفطرية من النوع 3 "ILC3s"، كانت عرضة بشكل خاص لاضطرابات جينات الساعة.
وأوضح فيرنانديز أن هذه الخلايا تؤدي وظائف مهمة في القناة الهضمية، إذ تقاوم العدوى، كما أنها مسؤولة عن امتصاص الدهون.
وأضاف: "عندما قمنا بإحداث خلل في الساعة البيولوجية لدى فئران التجارب، وجدنا أن عدد خلايا (ILC3s)في القناة الهضمية قد انخفض بشكل كبير، وقد أدى ذلك إلى التهاب شديد، وانتهاك حاجز الأمعاء، وزيادة تراكم الدهون".