الاتهامات الصينية - الأمريكية - الإيرانية الأخيرة بشأن فيروس كورونا وما يعتريه من تعمد في إيجاده ونشره مبطنةً نوايا حرب بيولوجية خفية
الاتهامات الصينية - الأمريكية - الإيرانية الأخيرة بشأن فيروس كورونا وما يعتريه من تعمد في إيجاده ونشره مبطنة نوايا حرب بيولوجية خفية، لا شك أنها تضع علامات الاستفهام حول كل من ورد اسمه في قائمة الشكوك، خصوصا أن التاريخ به من القضايا المشابهة ما لن يمحوه الزمن ولن يجلي الدم عن الأيادي التي اتسخت به رغم اعترافات بعضها.
استمر استخدام هذه الأسلحة البيولوجية في العصر الحديث خلال الحرب العالمية الأولى على يد الجيش الألماني الذي وظف الجمرة الخبيثة والكوليرا، وخلال الحرب العالمية الثانية عندما استخدمتها القوات اليابانية ضد الصينيين
ولعل أول الحروب البيولوجية في التاريخ سجلت على يد المغول في عام 1347 عندما فرضوا حصاراً على مدينة كافا أبتي التي كانوا يعتبرونها مدخلاً للعالم الأوروبي، حيث أرادوا أن يتسع نفوذهم ولدى وصول سفينتهم كان وباء الطاعون الأسود قد بدأ ينهش أجساد الجنود المغول، فأمر قائدهم "جاني بيج" برمي أجساد الجنود المصابين عبر المنجنيق في مدينة كافا، ومنها انتقل المرض إلى ملايين البشر ودخل كل بيت واستعمر كل جسد بسبب النوايا الشريرة وجهل الناس.
ويشير بعض الأقاويل التاريخية إلى أن أقدم هجوم بيولوجي كذلك تم حينما قدم المستعمر الأوروبي لسكان أمريكا الأصليين بطانيات وأغطية كانت تحمل داء الجدري الذي أودى بحياة تسعين بالمئة من الهنود الحمر في الحرب الأهلية الأمريكية عام 1863.
وهناك إشارات أخرى إلى أن البداية الفعلية لاستخدام الأسلحة البيولوجية كانت قبل الميلاد بنحو 14 قرنا، عندما استخدمها الآشوريون ضد أعدائهم، واستخدمها الصليبيون ضد المسلمين في الحروب الصليبية.
ومع مرور الزمن كرر الإنسان أخطاء وأطماع من سبقوه بغية توسيع نفوذ السلطة وإثبات القوة غير آبه بكم الأرواح التي سيحصدها فهو مؤمن بأن الروح التي تموت يحيا غيرها ولا تهم الطريقة، فاستمر استخدام هذه الأسلحة البيولوجية في العصر الحديث خلال الحرب العالمية الأولى على يد الجيش الألماني الذي وظف الجمرة الخبيثة والكوليرا، وخلال الحرب العالمية الثانية عندما استخدمتها القوات اليابانية ضد الصينيين.
وحينها ظهرت التساؤلات وما زالت حول ما إذا كانت الأسلحة البيولوجية تعد أشد فتكاً من الأسلحة الكيماوية، فوضعت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1955 قائمة تضم 17 بلدا تملك برامج للأسلحة البيولوجية، وهي: إيران، وسوريا، وروسيا، وإسرائيل، وفيتنام، ومصر، والعراق، وليبيا، والهند، وكوريا الجنوبية، وتايوان، ولاوس، وكوبا، وبلغاريا، والصين، وكوريا الشمالية، والمفارقة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع نفسها حينها!
ومع كثرة الحوادث البيولوجية التي مرت على مدار الزمن يأتي ٢٠٢٠ ليكتب فصلاً جديداً في هذه الرواية على الرغم من التأكيدات الرسمية التي تشير إلى أن الفيروس انتشر لأسباب تتعلق بالعادات الغذائية الصينية، خصوصا أن ووهان مصدر ظهور الفيروس وتفشيه تعد موطن المختبر الوحيد المُعترف به رسميا في الصين والمعلن عنه مكانا للتعامل مع الفيروسات القاتلة، حسب أقوال بعض الخبراء.
هل فعلاً هي حرب بيولوجية؟ ومن هم أطرافها الجيش الأمريكي كما قال وزير خارجية الصين في تغريدته التي على أثرها حصد رداً أمريكياً حازماً؟.. أم هي الصين التي تريد أن تنقذ اقتصادها وتحتفظ بالريادة على حساب مئات الأرواح من مواطنيها ليحيا الرفاه شعبٌ بأكمله حسبما هو متداول في فيديوهات مجهولة المصدر؟.. أم هي إيران التي كما قال بومبيو إنها أبقت رحلات طيران ماهان تأتي وتغادر مركز الوباء في الصين، وسجنت الذين أفصحوا عن ذلك؟! أم أن كل ذلك بعيد عن نظريات المؤامرة وأحدثها الخفافيش؟!!
وماذا عن القوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق بالأسلحة البيولوجية؟.. هل سيكون هناك تحرك وستفتح ملفات لتبحث أكثر في هذا الأمر وتضع أطرافاً على طاولة الاستجواب؟!
أما الآن فلابد أن الهم الأكبر رغم كل ما يثار حول كورونا هو إنقاذ الأرواح واحتواء المرض وإيجاد لقاح فعال له.. والزمن كفيل بإيجاد إجابات شافية لكل الأقاويل المشككة حول هذا الوباء الذي لا يختلف عن سابقاته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة