اضطراب العاطفة ثنائي القطب.. الأسباب والأعراض وسبل العلاج
اضطراب العاطفة ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي مرض يصيب واحدا من كل 100 شخص في العالم ويتميز بتقلبات حادة في المزاج.
يدرك كثيرون أن استقرار المزاج والراحة النفسية كنوز صحية ويسعون للحفاظ عليها بشتى الطرق، سواء بتجنب ما يؤرقهم والابتعاد عن مسببات التوتر والقلق، أو بممارسة هوايات وأنشطة معينة تشعرهم بالبهجة متى تزايدت ضغوطات الحياة.
ورغم صعوبة تحكم البعض بمزاجهم ووصفهم لأنفسهم بـ"المزاجيين"، وأن مزاجهم "كثير التقلب"، فإن إدراكهم لتلك الحقيقة بحد ذاتها يساعدهم على التحكم به في نهاية المطاف.
إلا أن 4.4% من سكان الولايات المتحدة وحدها لا يملكون تلك الرفاهية، رفاهية التحكم بالمزاج بالحد الأدنى لذلك فهم مصابون باضطراب العاطفة ثنائي القطب.
يعاني مرضى اضطراب العاطفة ثنائي القطب، المعروف سابقا بالهوس الاكتئابي، والذي يصيب شخص من كل ١٠٠، من تقلبات حادة بالمزاج، تنتقل بالمريض من أقصى مشاعر الكآبة واليأس إلى قمة الشعور بالبهجة.
يظهر المرض على المصابين به بشكل نوبات متكررة تتراوح ما بين الشعور بالاكتئاب الشديد واليأس، وتسمى الواطئ، أو الشعور العالي بالبهجة، وتسمى نوبة الهوس، أو مشاعر مختلطة من عدم الاستقرار وازدياد النشاط والكآبة.
وتكمن خطورته في الأفكار الانتحارية التي ترافق نوبات الاكتئاب، والأفكار الطائشة والاندفاعية التي ترافق نوبات الهوس.
أسبابه
لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد مسببات المرض بدقة، إلا أن الدراسات أظهرت ارتفاع احتمال إصابة الشخص بالمرض إن كان أحد والديه قد أصيب به سابقا، كما أن خلل إفراز النواقل العصبية كالأدرينالين والسيروتونين يؤدي لظهور أعراض الاضطراب.
أنواع اضطراب العاطفة ثنائي القطب
- النوع الأول: أن تصاب بنوبة هوس واحدة على الأقل، تستمر لأسبوع، قد تسبقها أو تليها نوبات هوس خفيف أو نوبات اكتئاب عظمى.
- النوع الثاني: الإصابة بنوبة اكتئاب عظمى واحدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل، وعدم الإصابة مطلقا بنوبة هوس.
- اضطراب المزاج الدوري: تقلبات المزاج ليست شديدة كما هي في حالة الاضطراب ثنائي القطب, ولكنها تدوم لفترة أطول، وقد تتطور لتصبح اضطراب العاطفة ثنائي القطب.
أعراض المرض
لكل نوع من أنواع النوبات أعراض مختلفة وتستمر لفترة مختلفة كذلك.
أعراض نوبة الاكتئاب
- الشعور بالتعاسة
- فقدان الاهتمام بالأشياء
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات
- ضعف الشهية للطعام
- التعب والوهن العام
- الشعور بعدم الجدوى
- عدم القدرة على أداء المهام المطلوبة
- أفكار انتحارية
- توتر عصبي أكثر من الحد الطبيعي
- فقدان الثقة بالنفس
أعراض نوبة الهوس
أعراضها شديدة تصل لدرجة فقدان الأشخاص صلتهم بالواقع، ما قد يؤدي أحيانا إلى إلحاق الأذى بأنفسهم أو القيام بأفعال محرجة أو خطرة، وتتميز نوبة الهوس بالأعراض التالية:
- التفكير بعدة أفكار في وقت واحد
- الشعور بمشاعر سعادة غامرة
- الشعور بأهمية الذات أكثر من الحد الطبيعي
- الشعور بإثارة دائمة
- التخطيط لأشياء تفوق قدرة الشخص
- اتخاذ قرارات اعتباطية
- التحدث بسرعة كبيرة لدرجة قد لا يفهما الناس
- إنفاق الأموال بطيش وتبذير
- سلوك غير منضبط
- عدم النوم لفترات طويلة
العلاج
يختلف نوع العلاج باختلاف النوع الذي أصيب به الشخص، إلا أنه يعتمد بشكل عام على الأدوية المضادة للذهان والهوس لنوبات الهوس، ومضادات الاكتئاب لنوبات الاكتئاب، يلي ذلك استخدام مثبتات المزاج لمنع حالات الانتكاس وعودة حدوث النوبات.
وهناك العديد من مثبتات المزاج، إلا أن أول الأدوية التى ثبتت فائدتها فى تثبيت المزاج عقار الليثيوم، وهو من الأملاح الموجودة فى الطبيعة.
كما يساعد اتباع نمط حياة مستقر وتناول وجبات غذائية متوازنة على الوقاية من الانتكاس، كما أن تجنب المشروبات المحلاة يحافظ على توازن الأملاح في الجسم مما يساعد علي استقرار المزاج.
وينصح عادة بتقليل استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين لكونها تؤثر على مستوى الليثيوم في الجسم.