إنفلونزا الطيور تواصل الانتشار وتحذيرات من تحولها إلى وباء عالمي جديد

حذر خبراء فيروسات من أن فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) يمر بمرحلة انتشار خطيرة تزيد احتمالات تحوله لجائحة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وبحسب شبكة الفيروسات العالمية، فقد تسبب الفيروس في موجة غير مسبوقة من الإصابات بين الثدييات، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تم الإبلاغ عن إصابة نحو 1000 قطيع من الأبقار الحلوب، وسُجل أكثر من 70 حالة بشرية، بينها أول حالة وفاة مؤكدة لمريض مسن كان يعاني من أمراض مزمنة وتعرض لطيور نافقة في حديقة منزله.
الأخطر من ذلك أن التحليل الجيني للفيروس في بعض الحالات البشرية أظهر حدوث طفرات أثناء وجوده في أجسام المصابين، ما قد يشير إلى محاولات مستمرة من الفيروس للتكيف مع جسم الإنسان. هذه الطفرات قد تكون الخطوة الأولى نحو سهولة الانتقال بين البشر، وهو ما دفع باحثين، مثل الدكتور مارك جونسون، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة بجامعة ميسوري الأمريكية، إلى التحذير من أن الفيروس "يبذل جهودا حثيثة ليصبح وباء عالميا"، خاصة في ظل تكرار حالات العدوى عبر أنواع متعددة من الثدييات.
وفي تطور مقلق بالمملكة المتحدة، تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة لإنفلونزا الطيور في الأغنام، داخل مزرعة في يوركشاير، ما يمثل سابقة عالمية تؤكد توسّع نطاق العدوى خارج الطيور والدواجن، وانتقالها لمزارع الثروة الحيوانية الأخرى.
ويؤكد الأطباء أن أعراض إنفلونزا الطيور لدى البشر تشبه كثيرا الإنفلونزا الموسمية، من حيث ارتفاع درجة الحرارة، سعال، آلام في الجسم، تعب عام، وفي بعض الحالات، التهابات تنفسية حادة قد تتطلب دخول المستشفى. لكن التشخيص المؤكد لا يتم إلا من خلال تحاليل مخبرية دقيقة تؤخذ عادة من مسحات الحلق أو الأنف أو العين، خصوصًا خلال الأيام الأولى من ظهور الأعراض.
وفي حالات الإصابة الشديدة، قد يحتاج الأطباء إلى عينات من الجهاز التنفسي السفلي لتأكيد التشخيص، بينما يصبح الكشف عن الفيروس أكثر صعوبة عند المتعافين.
وكانت ولاية كاليفورنيا قد أعلنت حالة الطوارئ بسبب انتشار الفيروس في مزارع الألبان، حيث تم رصد الفيروس في أكثر من 645 قطيعا منذ أغسطس الماضي، مع تصاعد كبير في عدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة.
ولا يقتصر خطر الفيروس على أمريكا الشمالية فقط، بل تم تسجيل حالات بشرية متفرقة في أوروبا وآسيا، منها إصابة مراهق كندي حالته حرجة، ولم يُعرف بعد كيف انتقل إليه الفيروس، مع استبعاد العدوى من الحيوانات الأليفة المحيطة به.
رغم ذلك، يؤكد الخبراء أن خطر الإصابة من تناول اللحوم المطهية قليل للغاية، لأن الفيروس حساس للحرارة ويموت بالطهي الجيد، والخطر الأكبر يتمثل في الاختلاط المباشر بالطيور المصابة أو مزارع الحيوانات المصابة، حيث يمكن للفيروس دخول الجسم عن طريق العين أو الأنف أو الفم أو الاستنشاق.
وأكدت شبكة الفيروسات العالمية على ضرورة تكثيف الجهود العالمية في التوعية المجتمعية، وتعزيز قدرات المراقبة، والاستعداد المبكر بخطط استجابة سريعة، حتى لا يُفاجأ العالم بموجة وبائية جديدة.
aXA6IDE4LjIxOC4xNjEuOTYg جزيرة ام اند امز