مسرحية الحركة الإسلامية والكيزان لم تستمر كثيراً؛ فقد كان الثوار واعين بألاعيب الإنقاذ للقضاء على ثورة الشعب السوداني.
شهد العالم أجمع ميلاد فجر الخلاص للشعب السوداني الذي مهر بدماء خيرة شباب وشابات السودان من الشهداء والشهيدات في ثورة ديسمبر 2018، بل منذ استقلال السودان في العام 1956.
كانت البداية اقتلاع رأس النظام البائد والتحفظ عليه حسب ما جاء في البيان الأول، لإخماد الثورة، ولكن استمرت أقل من أربعٍ وعشرين ساعة ليطيح الثوار "بابن عوف" ويأتي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن، ومن ثم تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ليقود مرحلة انتقالية.
بعد تشكيل مجلس السيادة الذي جمع بين العساكر والمدنيين يمكن القول إنها الخطوة الفعلية لتحقيق النقلة نحو الاتجاه إلى الحكم المدني "الحقيقي"، "حكومة مدنية كاملة المواصفات والأركان"، وهي الغاية الفعلية للشعب السوداني أجمع وكل الأجيال التي عايشت حكم الكيزان
مسرحية الحركة الإسلامية والكيزان لم تستمر كثيراً، فقد كان الثوار واعين بألاعيب الإنقاذ للقضاء على ثورة الشعب السوداني الذي خرج عن بكرة أبيه إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لاقتلاع نظامهم البائد.
كان طوفان الثورة الشعبية والغضب الشعبي أكبر من الجميع، حيث وقف الثوار سداً منيعاً ضد كل ألاعيب الإخوان والحركة الإسلامية في السودان، لحماية ثورتهم ولتتحول الثورة إلى واقع معاش في جميع أرجاء البلاد وتشمل كل القرى والمدن والأقاليم والولايات.
تسارعت الأحداث من "فض الاعتصام" إلى تنظيف "منطقة كولمبيا" والعديد من الأحداث التي نفذتها "كتائب الظل" لتهديد الثوار وإخماد الثورة السودانية الشعبية في مهجعها.
لكن عزيمة أبناء وبنات السودان كانت الأقوى والأشد، وحرصهم على اقتلاع نظام الإنقاذ كان الحافز، ثم جاءت خطوة توقيع الاتفاق السياسي مع المجلس العسكري لتصبح نقطة البداية، ثم مهرت هذه الخطوة بتوقيع الوثيقة الدستورية أمام العالم أجمع لتضع النقاط على الحروف وسطر الثوار فجر الخلاص السوداني، وتبدأ العملية الفعلية لاقتلاع نظام حكم الإخوان والحركة الإسلامية من جذوره في السودان.
بعد تشكيل مجلس السيادة الذي جمع بين العساكر والمدنيين يمكن القول إنها الخطوة الفعلية لتحقيق النقلة نحو الاتجاه إلى الحكم المدني "الحقيقي"، "حكومة مدنية كاملة المواصفات والأركان"، وهي الغاية الفعلية للشعب السوداني أجمع وكل الأجيال التي عايشت حكم الكيزان، الأجيال التي أبت نفسها أن تتحمل جبروت الإنقاذ وفاجعة الإخوان ووقاحة الحركة الإسلامية فاقتلعتهم ونبذهم الشعب السوداني كله.
نبارك للشعب السوداني ميلاد سودان الحرية والسلام والعدالة، بتشكيل أول حكومة من خيرة أبناء السودان تحوي في جنباتها طموحات كل شباب السودان لتخرج به الى بر الأمان وتطوي صفحة عصيبة من تحكم شرذمة الإخوان في مفاصل الدولة السودانية طوال ثلاثين عاما مرت عجافا على الشعب السوداني، وتنبئ بأعوام قادمة في سودان السلام والحرية والعدالة والتقدم والازدهار.
حكومة يقودها المايسترو معالي رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الذي في رصيده العديد من الإنجازات على المستوى الأفريقي والأممي.. نستبشر خيراً بكوكبة الوزراء الشباب والشابات الذين سيقودون دفة السودان نحو ديمقراطية حقيقية وتنمية مستدامة تعلي من شأنه ليصبح في مكانه الطبيعي في مصاف الدول المنتجة والمتقدمة في مختلف المجالات.
إن تطلعات الشعب السوداني عالية حدها السماوات السبع، تحفها دعوات كل السودانيين للحكومة الجديدة بمحو ثلاثين عاماً من الخراب والفساد والمحسوبية لمن حكمونا باسم الدين -المغضوب عليهم "الإخوان المسلمين" أو كما يطلق عليهم في السودان "الكيزان"- الذين استباحوا دماء الأبرياء وانتهكوا حرمة البيوت واغتصبوا النساء ونهبوا الأموال وسرقوا خيرات السودان ويتموا الأطفال وقتلوا وهجروا، وكله باسم الدين.
على حكومة الدكتور "حمدوك" أن تضع مصالح السودان في حدقات العيون وتعي أن الشعب السوداني أصبح واعياً بحقوقه وسيراقب حكومته ووزراءه وما سيتم إنجازه بعين الخبير المتفحص.
صادق الدعوات والتبريكات للحكومة الجديدة التي نتمناها أن تكون على قدر متطلبات المرحلة، وأن تحقق ما يحلم به كل سوداني (سودان يسع الجميع يسوده السلام والحرية والعدالة والتنمية والمحبة).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة