المولد النبوي في غزة.. ابتهالات ومدائح وحلويات
حرمت قيود جائحة فيروس كورونا المستجد، كثيرا من الفلسطينيين في قطاع غزة، من احتفالاتهم السنوية في المساجد إحياء لذكرى المولد النبوي.
لكن ذلك لم يمنع عددا كبيرا من أهل غزة من إحياء المناسبة كل على طريقته الخاصة.
وتمنع وزارة الأوقاف في غزة، عقد التجمعات والاحتفالات في المساجد لمنع تفشي فيروس كورونا، في حين تسمح بأداء الصلوات مع إجراءات التباعد والسلامة.
ولم يحل المنع، دون لجوء عاشقي الفن الصوفي والمدائح النبوية، إلى عقد حفلات خاصة بأعداد محدودة لإحياء المناسبة، والتجلي بحب النبي محمد ومدحه.
ويشير صلاح ماضي، مؤسس فرقة الأنوار للابتهالات والمدائح النبوية، إلى أن فرقته تشتغل طوال السنة في الابتهالات والمديح النبوي في الحفلات والمناسبات المختلفة لكن في الأسبوع الذي يقع فيه يوم المولد النبوي يزدحم جدول أعمالها.
وقال ماضي لـ"العين الإخبارية": "قبل كورونا كانت الحفلات تقام في الأماكن العامة مثل الشوارع والمتنزهات واليوم جراء كورونا تقام في المناطق المغلقة (مثل المنازل والشاليهات) وسط إجراءات الوقاية".
وذكر أن الفرقة تحيي خلال هذا الأسبوع العديد من حفلات المديح والابتهال، وسط إقبال وتفاعل كبير من محبي هذا الفن.
ويوجد في قطاع غزة حوالي 12 فرقة مديح وابتهالات نبوية، لا يتوقف عملها في هذا اليوم.
وقال ماضي: "الناس تحب المديح والابتهالات لخلوها من الأهواء والسياسة وتذكير الناس بخير البشر وربطهم بسيرتهم الغراء”.
والمديح هو موروث شعبي مفعم بالرمزية الدينية، ومشحون بالمحبة للرسول وصحابته الكرام، وفيضان روحي تسمو فيه النفس عن كل ما سوى محبة الله وطاعته، وهو ليس مجرد أداء غنائي فحسب؛ بل هو فن يصل بالإنسان إلى مرحلة الصفاء والسلام الداخلي التي تذوب معها الفوارق وتتعزز صلات التسامح بين الفئات والأعراق.
وشكلت الرسوم المسيئة للنبي محمد، حافزا إضافيا للاحتفال بطرق خاصة بالمولد النبوي الذي يصادف الخميس، وهو يوم إجازة رسمية في فلسطين.
واختار آلاف النشطاء التعبير عن إدانتهم للرسوم بتغيير بروفايل صورهم على فيسبوك بشعار يحمل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشر مقاطع غنائية للمديح النبوي.
كما يحافظ مئات الفلسطينيين، لا سيما كبار السن منهم على عادة إعداد وشراء الحلويات وتوزيعها ليلة ويوم ذكرى المولد النبوي.
تقول روحية شاهين إنها تحرص على إعداد عدة أصناف من الحلويات، وتبدأ بذلك قبل يومين من ذكرى المولد النبوي وتوزعها على أبنائها وبناتها المتزوجين.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "تحضير الحلويات لذكرى يوم المولد النبي، عادة محببة أخذتها من والدتي التي توارثتها أيضا عن والدتها وأجدادها، وأنا أسعى لتوريثها لأبنائي وبناتي، الذين بعضهم يلجأ لشراء الحلويات الجاهزة مثل البقلاوة وغيرها".
أما أبوعلي يحيى، فيحافظ منذ سنوات، على زيارة بناته المتزوجات في ذكرى يوم المولد النبوي حاملا معه طبقا من الحلويات.
ويحرص بعض الفلسطينيين على تزيين منازلهم وشوارعهم في هذا اليوم احتفالا بذكرى قدوم خير البشر، في حين يلجأ البعض الآخر إلى متابعة أفلام ووثائق تستعرض سيرة النبي.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز