الزهور المحاصرة بغزة.. انتعاش مؤقت في الأعياد
قطاع الزهور في غزة يعاني جراء تراجع المساحات المزروعة بالورود نتيجة عراقيل التصدير المستمرة منذ 5 سنوات
تفتحت الزهور بألوانها الزاهية وأنواعها المختلفة، في مزرعة الفلسطيني غازي حجازي جنوب قطاع غزة، التي تكافح للبقاء بعد تراجع المساحات المزروعة بالورود نتيجة عراقيل التصدير المستمرة منذ 5 سنوات.
وأنعش حلول رأس السنة وعيد الميلاد، الأمل، لدى حجازي وعماله الذين انهمكوا في قطف الورود لتسويقها محلياً.
حجازي (62 عاما) وهو مالك مزرعة زهور برفح مساحتها 10 دونمات تحدث لـ"العين الإخبارية" كيف يكافح لبقاء مزرعته التي يقتصر تسويق منتوجها على السوق المحلي.
تقلص المساحات المزروعة
قال حجازي، الذي يعمل في الورد منذ 28 عاما: "المساحة المزروعة بالورود الآن من 20 إلى 22 دونما فقط، وكانت 33 دونما في 2018".
وعزا تقليص المساحات المتوالي منذ 5 سنوات لقلة الطلب المحلي عليه، بعد وقف تصديره لأوروبا، بسبب الإغلاق المتكرر للمعابر، والعراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي.
أنواع زهور غزة
وتتنوع في المزرعة الزهور والورود من الجوري إلى القرنفل واللوندا والمينيوم وجفسنيت ورسكس، بألوانها الباهية الجميلة وروائحها الذكية.
وأوضح حجازي أن تكلفة زراعة دونم الجوري تبلغ 16 ألف دولار والقرنفل واللوندا 10 آلاف دولار، مبينا أنها تكلفة عالية جدا مقارنة بأسعار بيعها.
وحاليا تباع الوردة الواحدة من الجوري بما يتراوح بين 1 و1.5 شيكل (الدولار 3.48 شيكل) محليا في رأس السنة، في حين عندما كانت تصدر للخارج بنحو 7 شواكل، أما "القفصنيت" فكانت تُباع الباقة الواحدة منها ما بين 17 و24 شيكلا، أما حاليا فلا يتجاوز سعر الواحدة منها 10 شواكل، وهكذا باقي الأصناف.
أيام العز
وينظر حجازي بأسى إلى مزرعته، متذكرا ما يسميها "أيام العز" عندما كانت قبل سنوات تصدر الورود من غزة إلى أوروبا وحينها فقط كانت العوائد جيدة.
وبدأت زراعة الزهور لأغراض تجارية، في قطاع غزة عام 1991، واتسع نطاقها عام 1998، إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته نحو 1200 دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.
وقال حجازي: "الإقبال على الورد ضعيف جدا هذه الأيام التي تعد من مواسم الورد المزدهرة عادة"، مضيفا: "نبيع في اليوم الواحد 300 وردة جوري ومثلها لوندا و1000 وردة قرنفل".
وتابع: "هذا عدد كان يباع في الأيام العادية دون مناسبة كرأس السنة والأعياد التي تعد من أقوى المواسم لبيع الورد".
أولويات المحاصرين
وبالنسبة لنحو مليوني نسمة في قطاع غزة المحاصر منذ 13 عاما، ويتلقى 80 % منهم مساعدات ليتمكنوا من مواصلة الحياة، فإن الزهور والورود لا تمثل أولوية كبيرة لهم.
وأكد المزارع حجازي أن المناسبات تمثل بارقة أمل محدودة بالنسبة لهم، وأنه بدون العودة للتصدير فإن هذه الزراعة مرشحة للتوقف التام.
ووفق معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن قطاع غزة كان يصدر 60 مليون زهرة سنوياً إلى أوروبا، إلا أن المزارعين في 2012 تمكنوا من تصدير 5 ملايين زهرة فقط، بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر، قبل أن يتوقف التصدير نهائيا بعد عام 2014.
وذكر حجازي أن كثيرا من زملائه اضطروا إلى وقف زراعة الزهور والتحول لزراعات أخرى نتيجة الخسائر الباهظة وقلة العائد.
أسباب توقف التصدير
ووفق مزارعي الورود، فإن تصدير الزهور متوقف كليا منذ 5 سنوات، وقبل ذلك من سنوات الحصار شابه مشاكل كبيرة كلها أثرت على التزام المزارعين في إيصال الورود إلى طالبيها بأوروبا في الأوقات المحددة وكذلك بجودتها بسبب الإغلاقات المتكررة حينا والمنع أحايين أخرى، وكذلك عمليات التفتيش والعراقيل.
وقال حجازي: "تأخر وصول طلبات الورد لأصحابها والتلفيات نتيجة إجراءات الاحتلال أضر بمصداقيتنا عن المستوردين الخارجيين فبحثوا عن بدائل في دول أخرى.. لأن التجار مرتبطون بمواسم، وتأخر وصول الطلبات يكبدهم خسائر".
وأضاف: "إن بقي الأمر هكذا دون تصدير خارجي ودون دعم لزراعة الورد، فإنه سيؤثر على قدرتنا على زراعته، خصوصا أن زراعته مكلفة، إذ نستورد الأشتال من إسرائيل بسعر يصل لـ8 شواكل (الدولار 3.48 شيكل) للشتلة الواحدة".
وذكر أن زراعة الورد كانت مدعومة من هولندا ومنظمة "الفاو" ولكن الآن لا يوجد أي دعم.
عزوف والسبب الاحتلال
ووفق المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة المهندس أدهم البسيوني، كان عدد الدونمات التي تزرع بالورود تبلغ 1200 دونم، قبل سنوات، في حين تقلصت الآن إلى نحو 20 دونما.
وقال البسيوني إن "المزارعين عزفوا عن زراعة الورود نتيجة سياسة الاحتلال الظالمة تجاه غزة، والحصار الإسرائيلي المتواصل وتبعاته على أوضاع الناس، من إغلاق المعابر، إضافة إلى المشاكل التسويقية خارجيا ومحليا، وعدم ضمان التصدير، وارتفاع تكاليف الزراعة مقابل عدم وجود عائد".
وأضاف: "اضطر المزارعون إلى تجريف الدفيئات التي يزرع بها الورد، واستبدلوا بها محاصيل أخرى".
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز