أدرك الجميع أنه بالتزامن مع سقوط الإخوان في مصر كانت بداية النهاية لسمعة الجزيرة وفقدانها لمصداقيتها بين الشعوب
يتساءل الكثيرون عن تلك الأخبار والتحليلات التي تنشرها الآلة الإعلامية الإخونجية، وتستشهد فيها بعدد من المصادر الأجنبية التي تتلقى التمويل والدعم من النظام القطري، آخر تلك التحليلات التي يمكن تصنيفها بأنها أمنيات أكثر من كونها توقّعات أو قراءات مستقبلية، ما نشرته قناة الحزيرة وجواريها من المواقع والحسابات الإخونجية، ذلك التحليل المنقول عن أحد المواقع الأجنبية بعنوان "التحالف السعودي الإماراتي أضعف مما يبدو"، هذه الأمنية "الإخونج-إيرانية" عبّر عنها أحد الكتّاب المغمورين والذي تستضيفه قناة الجزيرة في الكثير من برامجها بصفته محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط، وسرعان ما انتشر هذا المقال التحليلي كخبر مؤكد تتداوله حسابات الإخونجية ومذيعو الجزيرة والذباب الإلكتروني لتنظيم الحمدين.
هذا الأسلوب الخبيث في صناعة الخبر يستطيع كل من لديه خبرة في الإعلام أن يكتشفه ويفنّده، لكن المصيبة أن هذه النوعية من المعلومات يتم تصديقها من قطاع كبير من أولئك المغيّبين عن الواقع والذين سلّموا عقولهم وأفئدتهم إلى حفنة من الإعلاميين المأجورين يقلبونها حسب أهوائهم وتوجهاتهم، ليشكلوا قطيعا من الرعاع الذين ينجرفون خلف كل إشاعة أو خبر مزيف ويتداولونه عبر حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال تقنيات الاتصال الحديثة، لمجرد أن مصدره تلك الصحيفة الأجنبية التي تصدر في بلد غربي يحترم الحريّات الإعلامية في رأيهم ولا يكمّم الأفواه، وأن الإعلام في هذه الدول منزّه عن الخطأ والكذب.
بات من المهم أن تكون هناك قائمة سوداء للإعلام الغربي والمواقع الأجنبية المغمورة وللأقلام المأجورة التي تدس السم في كتاباتها التحليلية التي تبني عليها الجزيرة وأخواتها حملات الكراهية والتطرف والفتنة
أدرك الجميع أنه بالتزامن مع سقوط الإخوان في مصر كانت بداية النهاية لسمعة الجزيرة وفقدانها لمصداقيتها بين الشعوب، ليكتمل سقوط الجزيرة مع بداية مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب حين كشفت هذه القناة عن آخر ما كانت تلتحف به من غطاء يواري سوءتها في التحيّز والخداع والكذب، وبالتالي أدرك المسؤولون عن هذه القناة أنها فقدت ما تبقى لها من احترام في الشارع العربي، فما كان منهم إلا الاستعانة بخطة إنقاذ يتم من خلالها تمرير تلك الأكاذيب لتلقى رواجا في الشارع العربي، فلجأت إلى شراء ذمم عدد من الكتّاب المغمورين في مؤسسات إعلامية تحمل أسماء أجنبية على شاكلة "هافنجتون بوست" و"ميدل إيست آي" و"ناشيونال إنترست" وغيرها الكثير، ومن ثم إعادة نشرها في قناة الجزيرة والأبواق الإعلامية التابعة لـ"تنظيم الحمدين" من باب أن "ناقل الكفر ليس بكافر"، وفي حال تم تكذيب هذا الخبر وانكشاف زيفه تتبرأ منه الجزيرة وأخواتها وتنسبه إلى مصدره الأجنبي الذي نشره.
لكن حتى يظهر النفي أو ينكشف ذلك الكذب فإن هذه الأبواق الإخونجية تكون قد أذاعت البرامج الحوارية والمقابلات التحليلية والنشرات الإخبارية التي بنتها على ذلك التحليل الكاذب -نعم التحليل وليس الخبر- الذي نشر في الموقع الأجنبي المغمور.
يعلم نظام الحمدين والإخونجية أن أبواقهم الإعلامية كالجزيرة وعربي21 والخليج الجديد وتلفزيون العربي وهافنجتون بوست وميدل إيست آي قد تم إدراجهم في القائمة السوداء للإعلام الكاذب، لكن لمواجهة تلك المصادر المزعومة والتحليلات الكاذبة بات من المهم أن تكون هناك قائمة سوداء للإعلام الغربي والمواقع الأجنبية المغمورة وللأقلام المأجورة التي تدس السم في كتاباتها التحليلية التي تبني عليها الجزيرة وأخواتها حملات الكراهية والتطرف والفتنة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة