عشية زيارة للمملكة.. بلينكن يحث على "اتفاق سلام" بين السعودية وإسرائيل
بدون أوهام بشأن بساطة الأمر أو سرعة إنجازه، يعتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل ممكن.
ودعا بلينكن الإثنين إلى علاقات طبيعية بين السعودية وإسرائيل، وذلك عشية زيارة مرتقبة إلى المملكة تحمل رمزية كبرى.
وقال بلينكن في خطاب أمام منظمة "أيباك" المؤيدة لإسرائيل في واشنطن "لدى الولايات المتحدة مصلحة فعلية على صعيد الأمن القومي في إرساء تطبيع بين إسرائيل والسعودية".
وأضاف "نستطيع وعلينا أن نؤدي دورا كاملا للمضي قدما في هذه المسألة"، لكنه تدارك أن "ليس لديه أي أوهام لجهة إمكان القيام بذلك سريعا أو في شكل سهل".
ولطالما أكدت السعودية موقفها الرامي إلى سلام قائم على أساس مبادرة السلام العربية وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن بلاده لن تقيم علاقات مع إسرائيل ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشدد الوزير الأمريكي على أنه سيعمل على هذا الملف خلال زيارته للسعودية بين الثلاثاء والخميس.
ويتوجه بلينكن الثلاثاء الى مدينة جدة السعودية على البحر الأحمر وإلى الرياض الأربعاء والخميس حيث يشارك خصوصا في اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
ولم يتأكد إن كان بلينكن سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أن الاجتماع يبدو مرجّحا جدا.
وفي خطابه الإثنين، كرر بلينكن دعم الولايات المتحدة "الراسخ" للحليف الإسرائيلي الذي تقدم إليه واشنطن سنويا مساعدات بمليارات الدولارات، مجددا التأكيد أن إدارة الرئيس جو بايدن ترى أن إيران هي التهديد الرئيسي لأمن إسرائيل.
وقال "إذا رفضت إيران سلوك طريق الدبلوماسية فكما كرر الرئيس بايدن بوضوح، (تبقى) كل الخيارات مطروحة لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية"، منددا بالأنشطة العدوانية لإيران "في المنطقة وخارجها".
وتابع وزير الخارجية الأمريكي "يجب ألا تتمكّن إيران من حيازة سلاح نووي، وهو ما لن نسمح به".
وجدّد بلينكن التأكيد على دعم الولايات المتحدة حل (قيام) دولتين إسرائيلية وفلسطينية، لتسوية النزاع في المنطقة التي تشهد دوامة عنف جديدة.
ودعا الطرفين إلى "احتواء التصعيد" و"الامتناع عن اتّخاذ تدابير أحادية تزيد التوترات"، وإلى تحسين ظروف المعيشة اليومية للفلسطينيين.
علاقات متوترة
وأمام منظّمة أيباك التي تعد أكبر مجموعة دعم لإسرائيل في الولايات المتحدة قال بلينكن "العنف يحب أن يتوقّف".
وشدّد من جهة أخرى على أن جهود إحلال علاقات طبيعية بين دول عربية وإسرائيل "يجب ألا تكون بديلا لتحقيق تقدم بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويجب ألا تبذل على حساب ذلك".
وتوصلت دول عربية على رأسها الإمارات، والبحرين لاتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل في إطار الاتفاقات الإبراهيمية، حذا حذوها المغرب.
والهدف المعلن لزيارة بلينكن إلى السعودية هو تعزيز العلاقات المتوترة بين واشنطن وحليفتها على خلفية اختلافات بشأن عدد من الملفات على رأسها النفط.
والجمعة قال الدبلوماسي الأمريكي الرفيع دانيال بنايم في تصريح إن "هناك عملا كثيرا نريد فعله. تركيزنا منصب على برنامج عمل للدفع بالأمور قدما"، ملخّصا بذلك الروحية السائدة في واشنطن رغم التباينات الكثيرة مع السعودية.
وتقود واشنطن والرياض وساطة لحل النزاع الدائر في السودان.
ويتوقّع أن تشغل جهود السلام في اليمن حيّزا كبيرا كذلك من المحادثات التي سيجريها بلينكن في السعودية.
وتأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع قليلة على زيارة أجراها إلى المملكة مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف 2022 جاءت نتائجها متباينة.
وأواخر الشهر الماضي قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وفي مقابلة متلفزة، إن إسرائيل تسعى لتحقيق المزيد من اتفاقيات السلام مع العالم العربي والإسلامي.
وأشار في هذا السياق إلى أسماء عدد من الدول على رأسها السعودية، ومن بينها النيجر وموريتانيا والصومال وجيبوتي وماليزيا وإندونيسيا.
وأوضح، في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بشأن السلام مع السعودية: "الأمر ليس مسألة إذاً، بل متى. نحن والمملكة العربية السعودية لدينا نفس المصالح".