بلومبرج يعيد تقييم حملته بعد فشل "مقامرة" نصف المليار
الملياردير مايكل بلومبرج يحسم قرار الاستمرار في السباق إلى البيت الأبيض بعد فشل مقامرة الثلاثاء الكبير.
يحسم المرشح الرئاسي المحتمل للحزب الديمقراطي الأمريكي، الملياردير مايكل بلومبرج، الأربعاء، قرار الاستمرار في السباق إلى البيت الأبيض؛ بعد فشل مقامرة "الثلاثاء الكبير"، التي أنفق خلالها أكثر من نصف مليار دولار على حملته الانتخابية.
وأكد شخص مقرب من حملة بلومبرج حدوث مداولات داخل الحملة التي تقف عند مفترق طرق، بعد تحقيق نتائج مخيبة للآمال في الانتخابات التمهيدية يوم "الثلاثاء الكبير".
وأنفق بلومبرج، رجل الأعمال الملياردير وعمدة نيويورك السابق، مبالغ غير مسبوقة في تاريخ الحملات السياسية منذ دخوله السباق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وذهبت ملايين الدولارات إلى ولايات مثل فرجينيا ونورث كارولينا وتينيسي، التي فاز بكل منها نائب الرئيس السابق جو بايدن بسهولة يوم الثلاثاء، الذي اعتلي الموجة بعد فوزه الحاسم في ولاية ساوث كارولينا.
ورصدت "أسوشيتدبرس"، فوز بلومبرج، تاسع أغنى رجال العالم بثروة 61 مليار دولار، بأصوات 18 مندوبا؛ 5 من ساموا الأمريكية؛ و1 في كل من تكساس ونورث كارولينا؛ و4 في ولاية تينيسي، و7 في كولورادو.
من جانبه، قال كيفن شيكي، مدير حملة بلومبرج، إن "الأولوية الأولى للحملة ما زالت هزيمة دونالد ترامب في نوفمبر".
وما زال الجميع بانتظار نتائج انتخابات ولاية كاليفورنيا، وهي أكبر جائزة للمندوبين في الانتخابات التمهيدية، حيث أنفق بلومبرج 57 مليون دولار على الأقل.
وشهدت الولايات الـ14 التي صوتت الثلاثاء ظهور اسم بلومبرج للمرة الأولى في الانتخابات، بعد أن تجاهله تصويت الولايات الأربع الأولى رغم أن حجم إنفاقه لم يسبق له مثيل.
سمحت هذه الأموال لبلومبرج بالترويج لحملته في ولايات "الثلاثاء الكبير" بطرق لم يتمكن خصومه من الحلم بها، حيث كان المرشح الوحيد على الهواء في جميع الولايات الـ14، وكان لديه موظفون على الأرض في كل ولاية، بما في ذلك بعض الفرق التي قالت قيادة الحملة إنها أكبر من أي حملة في انتخابات سابقة.
ووفقًا لبيانات الإنفاق على الإعلانات التلفزيونية التي حصلت عليها وكالة "أسوشيتدبرس"، أنفق بلومبرج ما يقرب من 180 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية وحدها في ولايات الثلاثاء الكبير منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وفي ولايات مثل فرجينيا وألاباما، لم يساعد كثيرا إنفاق بلومبرج الضخم على الإعلانات لمنع بايدن من الانتصار.
وأنفق بلومبرج أكثر من 12 مليون دولار في ولاية فرجينيا، وفي ألاباما، أنفق أكثر من 6 ملايين دولار على الإعلانات التلفزيونية، منها أكثر من مليون دولار في الأيام العشرة التي سبقت الانتخابات.
من جانبه حاول عمدة نيويورك السابق وقطب الإعلام الحفاظ على سلوك متفائل خلال ظهوره مساء الثلاثاء في تجمع حاشد لأنصاره في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، التي تعقد انتخاباتها التمهيدية في 17 مارس/آذار الجاري.
ولكن مع إعلان نتائج من ولايات مثل فرجينيا ونورث كارولينا وألاباما، كان من الواضح أن بلومبرج سيعاني ليلة مخيبة للآمال، وأن قرارا حاسما يلوح في الأفق.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز"، ليل الثلاثاء أن بلومبرج سيناقش مع مستشاريه اليوم الأربعاء، "ما إذا كان هناك ما يدعو إلى مواصلة الأمر".
وقال بلومبرج في خطاب مدته 10 دقائق، لهجته ومحتواه في الغالب "مع ظهور النتائج هنا، فإن الأمر واضح: بغض النظر عن عدد المندوبين الذين فزنا بهم الليلة، لقد فعلنا شيئًا لم يكن أحد آخر يعتقد أنه ممكن".
وأضاف: "لقد تحولنا من 1% في استطلاعات الرأي إلى منافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة".
وما يضيف إلى خسارته مهانة، أن الرئيس دونالد ترامب وجه إهانات إلى بلومبرج على "تويتر"، واصفا إياه بأنه "الخاسر الأكبر الليلة".
وليست هذه المرة الأولى التي يتبادل ترامب وبلومبرج الإهانات على "تويتر" منذ أن أعلن بلومبرج ترشيحه في نوفمبر/تشرين الثاني.
وكثيراً ما أشار ترامب إلى منافسه على أنه "ميني مايك"، وكرر بلومبرج انتقاداته الليلة بأن "من حيث أتيت يقاس الذكاء من الرقبة إلى أعلى".
وشهدت 14 ولاية ومنطقة أمريكية، انتخابات "الثلاثاء الكبير" لاختيار أكثر من 1000 مندوب من الحزب الديمقراطي و600 مندوب من الحزب الجمهوري يتعهدون بتأييد واحد أو آخر من المرشحين للرئاسة.
ومنذ نشأته، اكتسب يوم "الثلاثاء الكبير" أهمية كبيرة في الساحة السياسية الأمريكية، حيث ينظر إليه باعتباره مقياسا لمعرفة مدى فاعلية الحملات الانتخابية في مجموعة من القضايا الوطنية.
وعادة ما تُجرى الانتخابات الأمريكية يوم ثلاثاء، إلا أن وصفه بـ"الكبير" لا يمثل نعتا رسميا، وإنما جرى التعارف عليه في أوساط الصحافة والسياسة لما له من تأثير على تشكيل مسار الانتخابات.
وتعود تسمية "الثلاثاء الكبير" إلى عام 1976 حين حاولت الولايات زيادة نفوذها في التأثير على عملية الترشيح، وتم إنشاء كتل جغرافية لتشجيع المرشحين لمنصب الرئاسة على تنظيم حملاتهم، وتمضية بعض الوقت في تلك الولايات.
ويختار الحزبان المهيمنان على السياسة الأمريكية مرشحهما للرئاسة في تجمعات حزبية يحضرها مندوبون من الولايات أو عبر انتخابات تمهيدية.
ويحدّد قانون كل ولاية كيفية اختيار مندوبي كل حزب، إما عن طريق الانتخابات الأولية وإما التجمعات.
ويرتقب أن يسفر هذا اليوم عن اختيار أكثر من 1300 مندوب ديمقراطي، وهذا العدد يضاهي ثلث العدد الإجمالي للمندوبين.
وعند إضافة 155 مندوبا جرى اختيارهم في الولايات التي صوتت مبكرا، أي في ولايات آيوا ونيو هامشير ونيفادا وساوث كارولينا، فإن ما يقارب 40% من المندوبين سيكونون قد اختيروا بعد الثلاثاء الكبير.
ويحتاج المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية إلى 1991 مندوبا حتى يضمن ترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة.
وينقسم المندوبون إلى فئتين اثنتين؛ أولهما مندوبون يجري اختيارهم على مستوى الولاية، ومندوبون يتم اختيارهم على مستوى مقاطعات.
ويتفاوت عدد المندوبين بين الولاية والأخرى، نظرا إلى اختلاف التعداد السكاني، وبحكم تفاوت وزن الحزب الديمقراطي من ولاية إلى أخرى.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز