بلومبرج: السعودية ترفض أطماع إيران برفع إنتاجها اليومي من النفط
الجزائر تحاول تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران بتحديد إنتاج الأخيرة عند 3.795 مليون برميل في محاولة لإنقاذ اجتماع الـ 30 من نوفمبر
كشفت مصادر باجتماع منظمة البلدان المصدر للنفط "أوبك" الذي عُقد أمس الاثنين في فيينا أن إيران طالبت بزيادة إنتاجها اليومي من النفط إلى 3.975 مليون برميل أي بزيادة قدرها 200 ألف برميل يوميًا عن مستويات الإنتاج الحالية، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج عن مصدرين بالمنظمة لم تسمهما.
وقد لاقى ما سمته بلومبرج اقترح طهران رداً واضحاً من السعودية بحد إيران من إنتاجها عند 3.707 مليون برميل يومياً، أي بالقرب من مستوى الإنتاج الحالي.
وتشير الوكالة الأمريكية إلى أنه في محاولة الخروج من مأزق الطلب الإيراني، فإن الجزائر التي تعمل كوسيط بين الرياض وطهران قدمت اقتراحا بتجميد إيران إنتاجها عند 3.795 مليون برميل يومياً.
ولكن المصادر أكدت أنه لا يوجد رؤية واضحة بشأن أي من هذه الاقتراحات سوف تلقى قبول الوزراء الممثلين للدول الأعضاء بالأوبك عند اجتماعهم غدًا الأربعاء في فيينا.
وقد علق أبشيك ديشباند محلل قطاع الطاقة لدى شركة Natixis SA على الخلافات داخل أوبك حول حصص الإنتاج بأن العراق وإيران لديهما أجندة خاصة تسعيان من خلالها لضمان الحصول على حصة كبيرة من السوق، على عكس حقبة الثمانينيات والتسعينيات عندما كانت تمتلك السعودية النفوذ الأكبر في إقناع أعضاء الأوبك بحصص إنتاج محددة.
وتقاوم إيران والعراق خفض حصص الإنتاج، ولكنهما بحاجة إلى اتفاق أوبك من أجل الاستفادة من أي زيادة في أسعار النفط.
وقد قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة في بيان رسمي بأنه في حالة عدم توصل أوبك إلى خفض الإنتاج سيبقى فائض للعام الرابع على التوالي في عام 2017، ما قد يتسبب في انخفاض الأسعار، ولكنه ألمح إلى استثناء إيران من قرار خفض الإنتاج حسب اتفاق الجزائر.
وتجدر الإشارة إلى أن بلومبرج لفتت إلى فشل المسؤولين في أوبك أمس الاثنين لتسوية خلافاتهما بشأن اتفاق لخفض الانتاج وإنعاش أسعار النفط، وأنه تم إحالة المسألة إلى اجتماع على مستوى الوزراء لمزيد من الدراسة حول المقترح الخاص بتقليص الانتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا عن مستويات أكتوبر/ تشرين الأول، على الرغم أنه ما يزال من غير الواضح إذ كانت الفكرة تحظى الدعم اللازم للموافقة عليها من عدمه.
وكان من المتوقع أن يقر اجتماع الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني الاتفاق بمشاركة روسيا ومنتجين آخرين من خارج أوبك مثل أذربيجان وقازاخستان.
لكن شكوكا ظهرت في الأسابيع الماضية مع إبداء إيران والعراق ثاني وثالث أكبر المنتجين في أوبك تحفظات بخصوص آليات خفض الإنتاج، بينما عبرت السعودية عن قلقها بشأن استعداد روسيا للخفض.
وفي يوم الجمعة ألغت أوبك اجتماعا على مستوى الخبراء مع منتجين من خارجها كان مقررا له يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما قالت السعودية إن على المنظمة أن تسوّي خلافاتها أولا.
وفي مطلع الأسبوع، قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، إن أسواق النفط ستستعيد توازنها حتى دون اتفاق لكبح الإنتاج، بينما قال في وقت سابق إن المملكة راغبة في التوصل اتفاق.