بلومبرج: خطط بوينج لصنع طائرة منخفضة التكاليف وراء "خلل" 737 ماكس
الشركة الأمريكية تحدثت عن "إجراء بسيط" كان كفيلا بمنع سقوط طائرة ليون إير الإندونيسية.
وسط منافسة شرسة مع منافستها الأوروبية "إيرباص"، خططت شركة صناعة الطائرة الأمريكية العملاقة "بوينج" إلى تصنيع طائرة جديدة موفرة للوقود في مسعى لزيادة الطلب من شركات الطيران التي تريد تقليص تكاليف تشغيل رحلاتها، حسب وكالة بلومبرج الأمريكية.
قاد هذا إلى إنتاج طائرات 737 ماكس التي تطلبت أنظمة طيران وتصميمات جديدة، غير أن تلك الأنظمة أصبحت المشتبه به الرئيسي في حادث سقوط طائرتين تابعتين لـ"ليون إير" و"الإثيوبية".
- بوينج 737 ماكس.. الطائرة الأمريكية الأكثر مبيعا تدخل "الجراج"
- بوينج تعتزم ترقية برامج منع السقوط في طائرات ماكس خلال 10 أيام
ولطالما اعتمدت الطائرات على التحليق بمساعدة أجهزة الكمبيوتر، لدجة أن مصطلح "الطيار الآلي" أصبح معروفاً ودارجاً في اللغة، ومع ذلك، يشتبه المحققون في أن خاصية معينة أضافتها بوينج إلى طائراتها 737 ماكس، كانت السبب في تحطم الطائرتين في نحو 5 أشهر.
المشتبه به الرئيسي
أضافت بوينج لطائرات 737 ماكس، نظاماً جديداً لزيادة خصائص المناورة أو كما يعرف اختصاراً MCAS، وهو عبارة عن مجموعة من أجهزة الاستشعار الدقيقة والبرامج التي قامت شركة بوينج بتثبيتها في طائرات ماكس 737 لمساعدة الطيارين على الاستجابة للموقف الذي تفقد فيه الأجنحة القدرة على الرفع (توليد القوى الكافية لحمل الطائرة في الهواء) لأن الطائرة مصممة على الإقلاع بشكل عمودي للغاية.
يمكن أن ينتج عن انخفاض قدرة الرفع فجوة هوائية تؤدي إلى انهيار الطائرة؛ حيث ستهبط بشكل سريع وعمودي وتسقط على الأرض بمؤخرتها.
في مثل هذه الحالات إذا أبلغ ما يسمى جهاز استشعار "زاوية الهجوم" المثبت على السطح الخارجي للطائرة أن مقدمة الطائرة مرتفعة للغاية، فإن نظام MCAS مبرمج لخفض المقدمة تلقائياً، مما يسمح للطائرة باستعادة السرعة والقدرة على الارتفاع.
السعي لخفض التكاليف وراء التصميم الجديد
صممت بوينج 737 ماكس لتوفير 14% من استهلاك الوقود حتى تتمكن من التنافس مع طائرة إيه 320 نيو التي تصنعها منافستها الأوروبية "إيرباص".
لتحقيق الهدف استخدمت بوينج محركات جديدة أكبر حجماً، الأمر الذي تطلب من مصممي الطائرة تركيب المحركات على مسافة أبعد للأمام على الأجنحة من أجل منحهم مسافة مناسبة من الأرض عند الإقلاع أو الهبوط.
غيّر ذلك التصميم من خصائص الطيران بشكل دفع المهندسين إلى الاعتقاد بأن الطائرة تتطلب نظاماً إضافياً لمنع حدوث الفجوات الهوائية.
وقالت بوينج، التي روجت للطائرة على أنها مماثلة تقريباً لطرازات 737 السابقة ولا تحتاج إلى تدريب إضافي للطيارين عليها، إن الخاصية الجديدة ليست بالأهمية الكافية لإبرازها في منشور عرض المنتج أو خلال تدريب الطيارين.
هل كان "إجراء بسيط" كفيلا بمنع كارثة ليون "إير"؟
الخاصية الجديدة تفعلت تلقائياً عن طريق جهاز استشعار "زاوية الهجوم"، ولكن ما رصده الجهاز تم بشكل فردي خاطئ بعد أن تم إصلاحه بشكل غير صحيح عقب رحلات سابقة قامت بها الطائرة.
تسبب ذلك في انخفاض مقدمة الطائرة بشكل متكرر أثناء الرحلة المروعة التي استمرت 11 دقيقة فقط، بينما كان طاقم الطائرة يحاول باستماتة استعادة السيطرة على الطائرة دون جدوى.
وتقول بوينج إن هناك "إجراء بسيطاً" يمكن اتخاذه لوقف تفعيل خاصية MCAS في مثل هذه الحالات، ولكن يبدو أن طياري "ليون إير" لم يتبعوه.
تشابه حادثي "ليون إير" و"الإثيوبية" يفضح "النظام الجديد"
أظهرت عمليات التتبع لمسار رحلة الطائرة الإثيوبية المنكوبة عبر الأقمار الصناعية، أوجه تشابه مع حادث طائرة ليون إير.
كذلك، أشارت قطعة من المعدات التي عثر عليها في حطام الرحلة الجوية الإثيوبية إلى أن الطائرة اتخذت وضعاً غاطساً، بناء على تحقيقات أولية كشف عنها مصدر مطلع لبلومبرج.
هذه القطعة يُطلق عليه اسم "الرافعة" ومهمتها رفع أو خفض زاوية الجزء الأفقي من ذيل الطائرة.
رد فعل بوينج
بعد تحطم طائرة "ليون إير"، أصدرت بوينج نشرة تذكر فيها الطيارين بكيفية فك الارتباط بين المحرك الذي يحرك الرافعة الأمامية والمثبت الأفقي، إذا كانت الطائرة تحاول الغوص عندما لا ينبغي لها ذلك.
وحالياً تعمل بوينج على إجراء تعديلات في برمجة نظام MCAS بالتنسيق مع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية.
- سهم بوينج يرتفع 1.2% بعد أنباء عن تسريع عملية تطوير طائرات ماكس
- "النرويجية" أول شركة تطالب بوينج بتعويضات عن وقف العمل بـ"ماكس"
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها تعتزم إصدار توجيها لشركات الطيران التي تعتمد على الطائرة في موعد أقصاه أبريل/نيسان المقبل.
في غضون ذلك، قررت سلطات الطيران المدني وشركات الطيران حول العالم وقف التحليق بطائرات 737 ماكس.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg
جزيرة ام اند امز