الفتيات كبش فداء الإرهاب.. معاناة "عرائس" بوكو حرام
على منهج تنظيم "داعش" الإرهابي نفسه، اختطفت جماعة بوكو حرام آلاف النساء والفتيات وأجبرتهن على الزواج من مقاتليها.
على طريقة تنظيم داعش الإرهابي، توجهت بوكو حرام، الجماعة المتطرفة في غرب إفريقيا، إلى اختطاف آلاف الفتيات والنساء، وتعرض الكثير منهن إلى الاغتصاب أو أجبرن على الزواج من مقاتلي الجماعة، لكن ورغم هذا النوع من المعاناة، إلا أنه عند عودتهن إلى مجتمعاتهن يجدن نبذا ونفورا.
"عرائس داعش".. أهوال الحياة ضمن حدود التنظيم
المصور الروسي فلاد ساخين ومنظمة "يونيسيف"، التقطا صورا للأمهات الشابات اللاتي هربن مؤخرا من قبضة "بوكو حرام" مع أطفالهن. قدرتهن على التحمل وقوتهن تتضحان عبر قصصهن التي يعرضها موقع "ديلي بيست" الإخباري الأمريكي.
فاتي "27 عاما"، وقعت في أسر بوكو حرام عند اجتياحها لقريتها وقتلها لزوجها، لكنها تمكنت من الهرب مع طفلها محمد "6 أشهر".
قالت فاتي: "عشت في شيا عند اجتياح بوكو حرام لمدينتنا. كنا مزارعين، وعندما جاءوا ظننا أنهم سارقون. توفي زوجي بينما وصلوا إلى مدينتنا وأسروا الكثير منا. بعد بعض الوقت، أجبرونا على الزواج بهم، وقالوا لنا: إن لم تردن الزواج يمكنكن الذهاب إلى مهمات انتحارية. هربنا عندما كان هناك هجوم ذات ليلة. كنت حاملا. التقينا بالجيش، وأرسلنا إلى ثكنات جيوا، ووضعت طفلي هناك".
وأضافت "أحب ابني، ودائما أريد الخروج برفقته. لا أحب تركه بمفرده. يحب اللعب معي، أحب أن أقذفه في الهواء. أريد له أن يصبح حاكما أو جنديا، يحتاج الذهاب إلى المدرسة، يحتاج التعلم. أريد للمجتمع أن يكون فخورا به، لكن الموقف سيئ وضاغط وأنا أحتاج مساعدة".
زانيب "23 عاما" تقول إن بوكو حرام قتلت زوجها أمامها وأجبرتها على الزواج، لكنها تمكنت من الهرب بينما كانت حاملًا، والآن تعيش في مخيم مع ابنها عبدالله "14 عاما".
وقالت: "كنت في مدينة غوزا عندما جاء أفراد بوكو حرام، كنت قد تزوجت منذ شهر. لكن قتلت بوكو حرام زوجي عند غزوها". الجماعة الإرهابية أخبرت زانيب أن عليها الزواج من أحدهم، "سألتهم كيف يمكنني الزواج منهم بينما قتلوا زوجي؟، لكنهم هددوا بقتلي إن لم أفعل. قاومت حتى جلدوني أنا ووالدتي. بعد بعض الوقت، نقلوني إلى قرية صغيرة حيث بقيت بضعة أشهر مع رجل أجبروني على الزواج به. كنت حاملًا عندما هربت. الجيش نقلنا إلى ثكنات جيوا".
وتابعت: "بالنسبة للناس نحن مرتبطون بجماعة بوكو جرام، لكنني أحب عبدالله. سأضحي بحياتي من أجله. يحب اللعب ولا يبكي أبدا، لكنه مريض دائما بسبب نقص الطعام. أتمنى وأدعو أن يصبح شخصية مؤثرة في الحياة. ربما عندما أراه ناجحا سأنسى كل المعاناة".
إستر "19 عاما"، اغتصبت وتم إعطاؤها مخدرات، وأجبرت على الزواج من أحد أفراد بوكو حرام، لكنها هربت مع طفلتها بيكي، وعمرها 6 أشهر.
قالت إستر: "عند غزو بوكو حرام، كنت مريضة أرقد في المنزل. حاولت الهرب بعيدا، لكنهم أطلقوا النار عليّ، سقطت وأخذوني مع بعض الفتيات والأطفال الصغار. نقلونا إلى جوشي وأعطوني بعض المخدرات. تم حبسنا نحن الفتيات جميعا في غرفة. جاء الأمير، الشخص نفسه الذي كان في حادث اختطاف فتيات تشيبوك. بدأت في الصراخ عندما أراد أخذي بعيدا. أرادوا بيعي لواحد من قادتهم. بعد 6 أشهر من زواجي، كنت حاملًا في شهرين تقريبا، وبدأت بوكو حرام في القتال، لذا تمكنا من الفرار".
وأضافت "الآن معي بيكي. دائما ما يقولون إن طفلتي هي طفلة بوكو حرام، لكنني لا أهتم، إنهم لا يعون ما يقولون. بالنسبة لي هذا قدر. الآن، أنا حرة. بيكي تبكي كثيرا، وعندما تبكي الناس يقولون إنها مضطربة مثل والدها، مثل بوكو حرام. أحب اللعب معها، أتمنى أن تصبح طبيبة، لكنها تحتاج إلى الذهاب إلى المدرسة. هي دائما مريضة، وأعاني من أجل الحصول على علاج من أجلها".
أمينة "15 عاما"، هربت من بوكو حرام بعدما أجبرها المقاتلون على الزواج واغتصبوها. الآن تعيش مع ابنتها حسينة ذات العام ونصف العام.
وقالت: "أحب التحدث واللعب مع حسينة. أريد إدخالها المدرسة. إنها تحتاج لطعام وملابس جيدة.. أعتقد أنه من المهم أن أظهر لها الحب وأجعلها تبتسم، أريد لها أن تكون ناجحة في حياتها.. هناك منطقة قريبة من هنا اعتدت الذهاب إليها، هناك يدعوني بزوجة بوكو حرام. هؤلاء الناس لا يعرفون الله. أعلم أنها ابنتي، أنا أحبها ولا أهتم لما يقولون.. منذ عودتي من معقل بوكو حرام، وهناك الكثير من المعاناة، فلا يوجد طعام كافٍ".
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز