قائد الانقلاب الفاشل في بوليفيا.. من هو الجنرال زونيغا؟
لا يزال الرجل الذي يقف وراء محاولة الانقلاب التي هزت بوليفيا لغزا بالنسبة لجزء كبير من البلاد.
قبل اقتحام القصر الرئاسي في بوليفيا، الذي تحاوطه الدبابات والمركبات المدرعة، خدم خوان خوسيه زونيغا، الذي لم يكن معروفا على نطاق واسع، قائدا عاما للقوات المسلحة في البلاد منذ عام 2022 حتى إقالته واعتقاله.
اختار الرئيس لويس آرسي زونيغا قائد المخابرات غير الكفء الذي حصل على أدنى الدرجات في امتحانات القبول العسكرية، كقائد للجيش قبل عامين، ما أثار غضب زملائه الضباط وحيرت المحللين، الذين فسروا خطوة آرسي باعتبارها مكافأة على ولاء الجنرال.
ورغم قيام آرسي بإجراء تعديلات في المناصب العليا في الجيش، كان آخرها في يناير/كانون الثاني ظل زونيغا في منصبه.
كان لزونيغا معرفة واسعة بتحركات القادة السياسيين ومعارضته الشديدة للرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، ولقربه من قطاعي التعدين والنقابات وصفته بعض وسائل الإعلام المحلية بـ"قائد الشعب".
اتهامات بالاختلاس
في عام 2013 اتهم زونيغا باختلاس 2.7 مليون بوليفيانو بوليفي (نحو 362 ألف دولار) كانت مخصصة لتمويل المعاشات التقاعدية والمكافآت المدرسية ونفقات السفر للجيش، وكانت هذه الأموال مخصصة لدفع السندات الحكومية عندما كان قائدا لفوج ماكس توليدو، فاعتقل على إثرها في يناير/كانون الثاني 2014 مدة 7 أيام.
ونفى زونيغا ارتكاب أي مخالفات، موضحا أن العقوبة جاءت نتيجة تحقيق عسكري داخلي، وليس تحقيقا جنائيا، توصل إلى أنه فشل في السيطرة على مرؤوسيه.
الخلاف مع الرئيس بشأن موراليس
دبت الخلافات بين زونيغا وآرسي بعد إعلان الأول معارضته ترشح الرئيس السابق للبلاد إيفو موراليس (ترأس 3 ولايات) لانتخابات عام 2025، ووجه إليه سلسلة اتهامات، وقال عنه "لم يعد بإمكانه أن يكون رئيسا لهذا البلد"، و"من الناحية القانونية لم يعد مؤهلا".
وقال زونيغا: "يجب على الجيش أن يطبق الدستور"، في إشارة إلى أمر المحكمة في الخريف الماضي الذي منع موراليس من الترشح لولاية ثالثة غير دستورية.
وتسببت محاولة موراليس الرئاسية في حدوث خلاف غير مسبوق مع آرسي، حليفه ووزير الاقتصاد السابق. ما دفع الرئيس لإقالته من منصبه قبل يوم من الانقلاب بسبب "تجاوز صلاحياته".
واتهم رئيس الأركان السابق بأنه أحد العناصر الرئيسية للمنظمة العسكرية "باشاتشو"، التي تقول تقارير إنها تعمل على "خطة سوداء" تهدف إلى تدبير اضطهاد قادة وخصوم سياسيين منهم موراليس.
محاولة الانقلاب الفاشلة
عندما استدعى آرسي زونيغا لتأديبه في اجتماع خاص، كانت قوات زونيغا تقتحم قصر آرسي الرئاسي، بعد أقل من 12 ساعة من الاجتماع.
بدأت محاولة الانقلاب يومها بدخول دبابة يركبها زونيغا إلى القصر الرئاسي في العاصمة الإدارية لاباز، وأعلن "إعادة هيكلة الديمقراطية" وأن تحركه من أجل "إصلاح النظام".
وقال وقد أحاط به عسكريون إن "القوات المسلحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها ديمقراطية حقيقية، وليس ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاما".
وقاوم آرسي محاولة الانقلاب وأمر زونيغا بسحب قواته، وخلال أقل من 3 ساعات عادت قوات الانقلاب إلى قواعدها بأمر من قائد الجيش خوسيه ويلسون سانشيز، الذي عين قبلها بيوم بدل زونيغا.