دعم بولتون للمعارضة الإيرانية يرعب نظام الملالي
انتقادات مسؤولي طهران لتعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي تخفي ارتعادا من دعمه القوي للمعارضة الإيرانية.
انطلق ناقوس الخطر في طهران بمجرد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تولي جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، نظراً لأنه يُعد أحد أكبر مؤيدي المعارضة الإيرانية المتمثلة في حركة مجاهدي خلق ومجلس المقاومة الإيرانية.
ويعد بولتون أكثر حزما تجاه إيران من ترامب، حيث طالب علناً بتغيير نظام الملالي، وأشار إلى الحاجة لتنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران للحد من نشاطاتها النووية، كما أصر على تمزيق اتفاق إيران النووي، لكن دعمه لحركة مجاهدي خلق المعارضة المحظورة في إيران هو ما يرعب المسؤولين في طهران.
- طيران إيران المدني في خدمة أنشطة الحرس التخريبية
- سيناتور أمريكي يحذر: الانسحاب من سوريا يعزز نفوذ إيران
وانتقد مسؤولو إيران تعيين بولتون مستشاراً للأمن القومي بينما "يتلقى أموالاً من جماعة إرهابية"، لكن في الحقيقة انتقادهم يتحدث عن خطاب بولتون أمام تجمع لحركة مجاهدي خلق ومنشقين إيرانيين آخرين في باريس العام الماضي.
واستخدم السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة التجمع للتأكيد على اعتبار أن مجاهدي خلق "بديلاً قابلاً للتطبيق" لنظام الملالي.
وقال بولتون خلال التجمع إن "حصيلة استعراض سياسة الرئيس (ترامب) ينبغي أن تحسم أن ثورة الخميني في 1979 لن تدم حتى سنويتها الأربعين (2019)". مضيفاً أن "السياسة الأمريكية المعلنة ينبغي أن تسقط نظام الملالي في طهران".
ودائماً ما اقترح بولتون أنه على الولايات المتحدة بذل المزيد لدعم المعارضة الإيرانية، فعندما اجتاحت الاحتجاجات إيران في يناير/كانون الثاني الماضي، قال بولتون إنه إذا كانت المعارضة الإيرانية مستعدة لتلقي مساعدة من الخارج، ينبغي على الولايات المتحدة تزويدها، حسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وتعد حركة مجاهدي خلق المنفية منذ سنوات أكثر مجموعات المعارضة الإيرانية تنظيماً وهي الوحيدة المسلحة، كما أن المجلس القومي للمقاومة الإيرانية التابع لها لديه عمليات ضغط قوية في واشنطن، لكن بعض المحللين يقولون إنه من الأفضل عدم استخدام الحركة لإضعاف نظام الملالي، نظراً للدعم الضعيف الذي يحظون به داخل إيران.
ويبدو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران لا تشمل الحركة بأي شكل، حيث قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على استراتيجية إدارة ترامب إن مجاهدي خلق لا يلعبون أي دور في الخطة.
وتصاعدت التوقعات ببدء واشنطن تشديد قبضتها على طهران بالفعل بعد تعيين بولتون وترشيح مايك بومبيو، الحازم تجاه إيران أيضاً لمنصب وزير الخارجية، إضافة إلى توقع العديد من المراقبين بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي الشهر المقبل، خلال تصديق ترامب على التزام طهران ببنوده.