قطر "مطية" إيران للقفز على أزمة البطالة
قطر تستقدم ممرضات إيرانيات لخدمة مصالح حليفتها إيران ضد الجوار الخليجي والعربي.
في ظل استجداء قطر للدعم من جانب حليفتها إيران على خلفية الأزمة مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب، منذ مطلع يونيو حزيران الماضي لتورط الدوحة في دعم التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، أعلنت شركة طبية خاصة بالدوحة عن استعدادها لتوظيف ممرضات إيرانيات في مراكز ومستشفيات تابعة لها، بناء على مذكرة تعاون مبرمة بين طهران والدوحة.
وكشفت تصريحات أدلى بها محمد علي جلاير، الملحق العمالي بالسفارة الإيرانية لدى الدوحة بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، عن تفاصيل تلك الصفقة التي لفت إلى أنها نتاج زيارة قام بها وفد تابع لوزارة العمل القطرية إلى طهران في فبراير/ شباط الماضي، مشيرا إلى أن استقدام الممرضات الإيرانيات أول مراحل تلك الاتفاقية المبرمة بين البلدين.
وأشار جلاير، إلى أن تلك الاتفاقية تقضى في أولى مراحلها، بتوفير الشركة القطرية جزءا من كوادرها الطبية لأطقم التمريض الواردة من إيران، لافتا أن المتقدمات سيتم قبولهن للعمل في المستشفيات، أو العيادات الطبية أو المتخصصة أو العيادات المدرسية، أو كممرضات في المنازل، منوها إلى خضعوهن لشروط وزارة الصحة القطرية للحصول على تلك الوظائف، على حد قوله.
وأعلن المسؤول الإيراني عن ارسال إحدى الشركات في بلاده أكثر من 80 ممرضة تم توظيفهن في قطر على مدار السنوات الماضية، حيث أرسلت طهران نحو 100 عامل إيراني إلى الدوحة، للعمل في قطاع الخدمات، وخاصة المطاعم الإيرانية، مؤكدا أن أعداد العاملين والمقيمين الإيرانيين في قطر تشهد ارتفاعا مطردا، لاسيما وأنه تم تسجيل 4 آلاف و500 عائلة إيرانية وإصدار تصاريح عمل لهم في قطر مؤخرا.
ويبدو أن نظام الملالي يسعى لتصدير أزماته الداخلية المتفاقمة والتي من أبرزها البطالة، وخاصة في قطاع التمريض إلى حليفته الدوحة في ظل تعنت تنظيم الحمدين الحاكم بها إزاء المطالب العربية الرامية إلى كف يده عن دعم وتمويل الإرهاب، وعدم التقارب مع الأنظمة المعادية للجوار الخليجي.
ولفتت وكالة تسنيم، السبت، إلى أن البطالة أحد أبرز المعضلات الأساسية التي تواجه الشباب الإيراني على مدار سنوات عدة، لافتة إلى الوعود الحكومية المتكررة في هذا الصدد، غير أنها ألمحت إلى ضرورة الاهتمام بالبرامج المخصصة لـ "إرسال الموارد البشرية خارج البلاد" من جانب وزارة العمل الإيرانية، للحد من جيوش العاطلين في إيران، في الوقت الذي يشهد قطاع التمريض هناك تدهورا دفع العاملين به إلى تنظيم احتجاجات عمالية متكررة على مدار العام الماضي، بسبب أوضاعهم المزرية.
وتشير تقارير عدة إلى أن تلك الاحتجاجات، التي شهدها أغسطس/ آب الماضي ترجع أسبابها إلى أن توظيف الممرضات الإيرانيات لا يتم بشكل رسمي، حيث يعملن ضمن عقود مؤقتة ويتلقين رواتب متدنية بشكل غير منتظم.
وكانت آخر الاحتجاجات التي نظمتها ممرضات في إيران انطلقت في 24 أغسطس/ آب الماضي بمنطقة بوشهر جنوب البلاد، احتجاجا على عدم تلقيهن رواتبهن لمدة تزيد عن 8 أشهر، إضافة إلى مشاكل ترتبط بظروف العمل حيث يتم إجبار العديد من الممرضات على العمل لأوقات إضافية، في الوقت الذي يحرمن فيه من أجورهن لأشهر طويلة.
وتكشف إحصاءات رسمية صادرة عن منظمة التمريض في إيران مؤخرا، أن نحو 15 مريضا تخدمهم ممرضة واحدة، بينما تنص المعايير الدولية على أنه يجب على كل ممرضة أن تتفرغ لخدمة مريض إلى أربعة مرضى كحد أقصى، وعلى الرغم من أن النقص في أعداد الممرضين يشهد ارتفاعا مطردا إلا أن تلك الإحصاءات تتحدث عن وصول أعداد الممرضين العاطلين عن العمل في إيران إلى 40 ألف ممرض.