إيران وقطر.. حلفاء بدرجة أعداء في بئر للغاز
الصراع يتجدد بين الدوحة وطهران بسبب حقل "بارس الجنوبي"
إيران تواصل استغلال أزمة حليفتها قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث تدافع عن مكتسباتها في حقل بارس الجنوبي.
واصلت إيران، الخميس، نهجها في استغلال أزمة حليفتها قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، في ظل تعنت الدوحة إزاء المطالب العربية الرامية إلى كف يدها عن دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، حيث أعلن أحد قادة مليشيات الحرس الثوري عما وصفها بـ"مكتسبات" بلاده في علاقتها مع القطريين.
وفي ضربة جديدة للإمارة الخليجية، أشار عباد الله عبداللهي قائد مجموعة "خاتم الأنبياء"، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري خلال تدشين أولى عمليات الشحن والتفريغ بالمنصة الأولى للوحدة الـ22 في حقل الغاز المشترك مع قطر "بارس الجنوبي"، بجزيرة صدرا في بوشهر "جنوب البلاد"، إلى العلاقات الوطيدة التي تربط طهران والدوحة في مجالات عديدة قبل سنوات من الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أنها كانت شكلية ومالت كفة المصالح حينها لصالح الدوحة، مشيراً إلى تغير جميع المعطيات لإيران في الوقت الراهن.
وأضاف "عبداللهي"، بحسب وكالة تسنيم، أنه مع تركيب منصات الشحن والتفريغ في حقل "بارس الجنوبي" ستتعاظم معدلات إنتاج طهران من الغاز المستخرج لتصل إلى نحو 125 مليون متر مكعب يومياً.
ولفت إلى حقل الغاز المشترك بين إيران وقطر، قائلا: "في السّابق كان إنتاج قطر أكبر من إنتاج إيران، لكننا اليوم وصلنا إلى مستوى متعادل من الإنتاج ومع إطلاق منصات الإنتاج هذه سنتمكن من إنتاج مستوى أكبر من الدوحة".
وكشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير لها العام الماضي، عن سعي إيران منذ عام 2014 العمل على التطوير في حقل "بارس الجنوبي"، لافتة إلى أنه بحلول عام 2020 سيتجاوز إنتاج إيران من هذا الحقل إنتاج شريكتها قطر، مشيرة إلى تدشين إيران مراحل تطويرية لمنع تسلل الغاز الإيراني إلى الجانب القطري.
وفي السياق ذاته، أعلن بيجن زنكنه، وزير النفط الإيراني، نهاية يناير/كانون الثاني، تخطى حجم إنتاج بلاده شريكتها قطر في حقل الغاز المشترك بينهما "بارس الجنوبي"، والذي تطلق عليه الدوحة "حقل الشمال"، في ظل العلاقات الوطيدة التي تجمع الدوحة مع نظام الملالي، منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي.
وأشار "زنكنه" في مقابلة حينها مع التلفزيون الإيراني، إلى أن "إنتاج إيران من حقل بارس ارتفع بواقع 83 مليون متر مكعب يومياً إلى مستوى 553 مليون متر مكعب يومياً في شهر دي بالتقويم الإيراني، بعد أن بلغ 470 مليون متر مكعب يومياً في الشهر ذاته العام الماضي، بحسب وكالة أنباء فارس.