مليشيا الحرس الثوري تسيطر على منظومة النقل الجوي داخل إيران لخدمة الأنشطة العسكرية بسوريا والعراق.
سلطت صحيفة إيرانية الضوء على فشل حكومة الرئيس الإيرانية حسن روحاني في إبرام صفقات لشراء طائرات ركاب جديدة، لتحديث منظومة النقل الجوي المتهالكة في البلاد، والتي شهدت حوادث كارثية، أودت بحياة الآف الأشخاص عبر سنوات مضت.
وأشارت صحيفة "كيهان" في نسختها اللندنية، إلى أن سياسات نظام الملالي التخريبية بالمنطقة، التي تتصدرها مليشيا الحرس الثوري، الذراع العسكرية للنظام، أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم قدرة حكومة طهران على جذب استثمارات أجنبية في مجال النقل الجوي، إضافة إلى سيطرة تلك المليشيا على شركات الطيران المحلية بهدف إرسال العتاد والمقاتلين إلى كل من سوريا والعراق.
- إيران تنقل 21 ألف جندي بطائرات "مدنية" إلى سوريا
- طائرة إيران المنكوبة.. الصندوق الأسود يزيد الحادث غموضا
وأكدت "كيهان" أن النظام الإيراني يواجه عقبات رئيسية في تأمين نفقات شراء طائرات ركاب جديدة من طرازات شركتي "إيرباص" الفرنسية و"بوينج" الأمريكية، مشيرة إلى أن "وكالة أنباء مهر" المقربة من الحرس الثوري كشفت في تقرير لها مؤخراً، عجز وزارة الطرق والعمران الإيرانية عن تدبير تمويل لشراء نحو 4 طائرات من طراز إيرباص 320.
وأشارت الصحيفة الناطقة بالفارسية، والصادرة من العاصمة البريطانية لندن منذ عام 1979، إلى أن يد حكومة حسن روحاني مغلولة فيما يخص تأمين مصادر مالية، لأن الدول الأجنبية لن تغامر بالاستثمار في إيران مع استمرار سياسات نظام الملالي.
يضاف إلى ذلك رفض البنوك والأنظمة المالية العالمية تداول مبالغ ضخمة لصالح طهران، في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، والتسلح الصاروخي الباليستي.
وفي السياق ذاته، لفتت الصحيفة إلى أن الجانب السري في تعثر صفقات شراء الطائرات، هو تخوف شركات الطيران من فرض عقوبات عليها، بسبب بيعها أي طائرة إلى طهران، إلى جانب مخاوف تتعلق بعدم قدرة إيران على تسديد النفقات المستحقة لها.
وأشارت إلى استغلال مليشيا الحرس الثوري خطوط الطيران المدنية والتجارية الداخلية في دعم عملياتها العسكرية، والتي من بينها نقل أسلحة ومقاتلين إلى سوريا والعراق واليمن، لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ودعم الإرهاب.
وأضافت أن استغلال خطوط الطيران المدنية لأغراض عسكرية يعد أحد أكثر الأمور تعقيداً بالنسبة لإمكانية عقد صفقات في مجال الطيران، منوهة إلى أن بعض خطوط الطيران الإيرانية تدار بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل عسكريين منخرطين في صفوف الحرس الثوري، حيث يتواجد على مستوى هيكلها الإداري سواء في الرئاسة أو العضوية أشخاص من تلك المليشيا.
وشددت الصحيفة على أن أغلب شركات الطيران التي تواجه أزمات مالية، تسيطر عليها مليشيات الحرس الثوري، ويدفعون مبالغ ضخمة نظير استئجار طائراتها في الأغراض العسكرية، حيث تعد شركة "ماهان إير" الخاصة إحدى أبرز الشركات المفضلة لديهم، غير أن شركتي "إيران إير" الحكومية والتي تتخذ من مطار الخميني الدولي مقراً لعملياتها إضافة إلى "قشم إير" ليس استثناءً من تلك القاعدة.
وأوضحت كيهان أن الأنشطة التخريبية للحرس الثوري أدت إلى رفض شركات عالمية التعامل مع طهران، وإحجام روسيا أقرب الحلفاء إلى إيران عن بيع طائرات ركاب من طراز سوخوي لها، إلى جانب وضع خطوط الطيران الإيرانية تحت المراقبة من جانب الجهات المختصة دولياً، لافتة إلى أنه في غضون ذلك تعقد شركات طيران صغيرة الحجم وخاضعة لإدارة جنرالات إيرانيين صفقات مع دول من شرق أوروبا ودول أفريقية لشراء طائرات درجة ثانية وثالثة، من خلال تقديم تصاريح يحصلون عليها عبر دفع الرشى وغسل الأموال.
وعن مصير تلك الطائرات التي تخضع لسيطرة الحرس الثوري بعد دخولها إيران، كشفت "كيهان" أن تلك الطائرات تنضم إلى أساطيل الطيران للتحليق في الخطوط الجوية الداخلية بالبلاد، على اعتبار أنها تابعة للدول التي وردت من خلالها إلى طهران.
ويعد قطاع الطيران في إيران بوابة خلفية لصفقات أصحاب الياقات البيضاء "رجال الأعمال"، والجنرالات المتسترين بغطاء مدني، والذين يبرمون اتفاقيات برؤوس أموال قليلة لشراء أو استئجار طائرات قديمة ومتهالكة من دول أجنبية، ويسمحون لشركات الطيران المحلية باستئجارها، لا سيما أنهم يحصلون على تلك الطائرات من الشركات التي توقفت أنشطتها لأسباب روتينية مختلفة، حيث يتم شراء الطائرات الخاضعة لها في مزادات عبر سماسرة ومجموعات المافيا بهدف انتشالها من الإفلاس، بحسب الصحيفة.
ويعتبر بابك زنجاني الملياردير الإيراني، العضو السابق في الحرس الثوري الذي صدر حكم بإعدامه في مارس/آذار عام 2016 بعد إدانته باختلاس أموال من وزارة النفط الإيرانية، أحد الذين عقدوا صفقات داخلياً وخارجياً في مجال الطيران بأسلوب إلى جانب تدشينه شركة "قشم إير" للطيران بدعم من مليشيا الحرس الثوري والاستخبارات التابعة له.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز