مصممو الأغلفة.. غواصون في عوالم الكتب
"بوابة العين" تتحدث إلى عدد من مصممي أغلفة الكتب المشاركة في "القاهرة للكتاب" الذين يترقبون انطباعات الجمهور عن جديدهم هذا العام.
الغلاف هو العتبة الأولى للكتاب، وبوابة العبور إلى عالمه، ومع بدء العد التنازلي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام يتبارى مصممو الأغلفة في تقديم جديدهم في عالم التصميم المواكب للإصدارات الجديدة.
"بوابة العين" تحدثت إلى عدد من مصممي أغلفة الكتب للتعرف على رؤيتهم في الدورة الجديدة لمعرض الكتاب، وأعمالهم التي سيقدمونها للجمهور.
في البداية يقول المصمّم المصري كريم آدم، إنه صمم ما يقرب من ٣٥ كتابا سيتم طرحها في معرض الكتاب القادم، من بينها الطبعة الجديدة من رواية "سارة" للكاتب الكبير عباس العقاد، وغلاف "ألبومات عمر طاهر الساخرة" للكاتب عمر طاهر، وعدد من الأسماء الأدبية الكبيرة مثل الراحل مكاوي سعيد والإعلامي أحمد المسلماني وغيرهم.
وتابع آدم في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" الإخبارية أنّ غلاف الكتاب يساهم بنسبة ٤٠٪ تقريباً في حجم المبيعات، لكونه يعطي الانطباع المبدئي عن المحتوى الموجود في الكتاب، مشيرًا إلى أن هناك عددا كبيرا من الكتب ظُلمت خلال الفترة الماضية بسبب التصاميم الخاصة بالأغلفة، ولكونها غير مميزة وتتناسب مع المحتوى الداخلي للكتاب.
وأوضح المصمّم الذي قام بتصميم أكثر من ٢٠٠ غلاف على مدار الـ9 سنوات الماضية، أنّه لابد أن يكون المصمّم متابعا جيداً للأعمال الفنية باستمرار، ورؤية "الموضة" الأدبية التي يسعى كل مبدع لتقديم أفضل ما لديه، بجانب التطور في كافة المجالات وليس التصميم فقط.
ويقول محمد أشرف مصمم أغلفة لعدد من الكتب التي كان لها تواجد في معارض الكتاب للأعوام الماضية ومعرض الكتاب القادم، إنّ القارئ يهتم بالغلاف بنسبة كبيرة، وأحيانا تحوّل دفّة اختيار العمل الأدبي، منوها أنّ هناك كتّابا كثيرين يشتهرون بالتصميمات الخاصة بأعمالهم الأدبية، فهناك تصميمات كثيرة أصبحت موجودة خلال الفترة الحالية، مثل كتب الأغاني والقصص الشبابية والموضوعات الجريئة، ومع كل ذلك يتم استخدام خطوط كانت ممنوعة في الماضي، ولا يقرب منها أي مصمّم، خوفا من عدم استحسان الجمهور لها.
وتابع أشرف لـ"بوابة العين"، أنّه مؤخرا أصبح المهتم بالعمل الأدبي يرى أشياء جيدة في الأغلفة مثل الألوان وأفكار التصميمات، فالناشرون أصبحوا يريدون الأفضل دوما، ومع ازدياد أعداد المصمّمين أصبح هناك سوق واسعة لرؤية الأعمال المختلفة، والتنافس الجاد بين المصمّمين لإخراج أفضل الأفكار والتصاميم، وكل هذا يخدم الأعمال الأدبية.
وأكد أشرف الذي ينتظر معرض القاهرة القادم لكي يرى الجميع عمله الفني "مملكة فسكونيا" للكاتب هشام شعبان، أنّ التصميم هو الشباك الوحيد الذي يدخل منه القارئ نحو الكتاب، فلابد أن يحمل هذا الشباك شكلا جيدا ولونا يسر الناظرين، بفكرة تميزه عن غيره من الأغلفة الكثيرة الموجودة على رفوف المكاتب.
وأنهى أشرف حديثه، بتوجيه رسالة للمصممين الأوائل الذين يعملون على أول مشاريع لهم، بأن الغلاف ليس ساحرا، سيشتري بسببه القراء الكتاب، وأن الغلاف هو جزء من عمل أدبي مكتمل، فلابد أن يكون ما يحتويه الكتاب جيدا لكي يستحسن الجمهور العمل الأدبي كله.
محمد صلاح وهو مصمّم المجموعة القصصية "لا أحد يرثي لقطط المدينة" للقاص محمد الحاج، يقول إنّه كان يتمنى أن يقوم بعمل غلاف كتاب، وأن تلك التجربة الأولى سعيد بها للغاية، لأنه كان مستمتعا وهو يقرأها في البداية ويقوم بالعمل عليها بما يتناسب مع طبيعتها.
ويتابع صلاح في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" أنّ الغلاف هو أول تعارف بين القارئ والكتاب، فمن المتوقع أن يستوقف عين القارى بما يعبر عن النص المكتوب بصريا، مشيرا إلى أنه قرأ المجموعة القصصية وتناقش مع الكاتب محمد الحاج على وضع عدد من الرؤى التي يختار منها الأقرب تعبيرا عن المكتوب، وفق انطباعات يقدمها عن المجموعة.
وأكد صلاح أنّه قام بعمل أكثر من غلاف في الماضي لمجلات "كوميكس" التي تعد واحدة من الأعمال الأدبية، ولكن بطبيعة مختلفة، مثل مجلة سمير وتوكتوك ونونا، ولكن هذا الكتاب يعد أول غلاف لمحتوى غير بصري، يقدمه للساحة الأدبية في مصر.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز