"زن وفنُّ صيانة الدرّاجة النارية" بلغة الضاد
لاقت رواية "زن وفن صيانة الدراجة النارية" نجاحا منقطع النظير، وأخيرا أصدر مشروع "كلمة" ترجمته العربية .
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة رواية " زن وفنُّ صيانة الدرّاجة النارية" للكاتب روبرت م. بيرسيغ ونقلها للعربية المترجم عبدالله جرادات من الأردن.
تدور هذه الرواية بقالبها البسيط عن رحلة يقوم بها الراوي على متن دراجة نارية مع ابنه كريس عبر عدة ولايات في أمريكا مستخدما الطرق الخلفية الثانوية، ويرافقهما في بعض اجزاء الرحلة عائلة سذرلاند المكونة من جون وسيليفيا اللذان يرفضان معرفة أبسط قواعد التكنولوجيا بما فيها أساسيات صيانة الدراجة التي يمتطيانها، على عكس الراوي. وتقع بين الراوي وبين جون بعض الخلافات حول هذا الموضوع.
ويصف الراوي أثناء ترحاله الولايات التي يمر بها بما فيها من مدن كبيرة وصغيرة وقرى، ومناظر طبيعية، وحيوانات، ونباتات، وطرق كبيرة وسريعة وطرق خلفية وثانوية. كما يصف طبائع الناس في المدن الكبيرة بالمقارنة مع طبائعهم في المدن الصغيرة، وطبائع الناس في مدن الغرب الأمريكي بالمقارنة مع طبائع الناس في مدن الشرق الأمريكي.
ويلقي الراوي أثناء ترحاله بعض الدروس، يسميها (تشاتوكوا)، وهو الإسم الذي كان يطلق على الخيم التي كانت تجوب أمريكا في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين بقصد تعليم الناس وتثقفيهم في مختلف المواضيع. ويوجه الدروس إلى مرافقيه وإلى عائلة ديويز التي تستضيفهم في مدينة بوزمن في ولاية مونتانا. ويتناول في دروسه مواضيع مختلفة ابتداءً بانقسام الكون بين رومانسي وكلاسيكي، وأساسيات البحث العلمي ومراحله، مرورا بالفلسفة وأفلاطون وأرسطو والاستقراء والاستنباط. ويطبق الرجل معظم المواضيع التي يتطرق إليها على الدراجة النارية.
ولكن الرواية في قالبها المعقد تتحدث عن رحلة الراوي ذاته لطمس شخصية تدعى فيدروس وتدميرها، وهي امتداد تاريخي لشخصية الراوي نفسه قبل أن يعتزل التدريس في الجامعة، ويدخل مصح الأمراض العقلية، وهي الشخصية التي يتوق إليها كريس. ويحدثنا الراوي عن فيدروس مستخدما ضمير المتكلم، فكل ما نعلمه عن فيدروس هو ما يخبرنا به الراوي، اللذي يريد أن يصور فيدروس كشخصية كريهة وشريرة.
لاقت رواية "زن وفن صيانة الدراجة النارية" نجاحا منقطع النظير، فقد بيع منها ملايين النسخ، وترجمت إلى أكثر من أربع وعشرين لغة، ووصفها البعض بأنها "أكثر كتاب فلسفي تمت قراءته على الإطلاق."
ولد المؤلف روبرت إم بيرسيغ عام 1928 في (مينيابوليس) (منيسوتا). وبعد أن أظهر موهبة مبكرة في حقل الكيمياء، توقف لفشله في إيجاد معنى حقيقي نهائي فيما كان يقوم به. وأصابه اكتئاب، وفصل من الجامعة لعدم إيلاء دراسته الاهتمام الكافي.
التحق بالجيش وسافر إلى كوريا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة منيسوتا. وبعد أن قضى بعض الوقت في جامعة "بنيراس هندو" في الهند ليدرس الفلسفة الشرقية، عاد إلى مينيابوليس ليدرس الصحافة وليعمل ككاتب مستقل.
أُدخل مستشفى أمراض عقلية في إيلنوي، ثم انتقل إلى مستشفى آخر في مينيايوليس حيث تلقى عام 1963 علاجاً بالصدمات الكهربائية. وبعد التماثل للشفاء بدأ العمل عام 1967 على مقالة طريفة عن صيانة الدراجات النارية، والتي كانت بذرة رواية (زن وفن صيانة الدراجة النارية).
عمل بيرسيغ على الكتاب طوال الأربع سنوات التي تلت الرحلة، قبل أن ينشرها ويليم موورو عام 1974. وحقق الكتاب نجاحاً فورياً. وقد قتل ابنه كريس في سان فرانسيسكو عام 1979، وانفصل عن زوجته ثمّ تزوج إمرأة أخرى. وعاش بيرسيغ خلال الثمانينات والتسعينيات في السويد ونيوهامبشاير، والأخيرة هي ما زال يعتبرها موطنه.
المترجم الدكتور عبد الله جرادات هو أستاذ اللغويات المساعد في قسم اللغة الانجليزية في الجامعة الهاشمية، الأردن . حصل على درجة الدكتوراه في اللغويات، ولاسيما علم الدلالة من جامعة كانزاس، أمريكا عام 2007م مع مرتبة الشرف. تتركز اهتماماته البحثية في توثيق التراث والأمثال بشكل خاص والبحث في علل استدامته وبقائه ومساهمة التركيب اللغوي في خلق هذه الاستدامة. ترجم في مشروع "كلمة" عدة كتب منها: "الدخول في اللعبة: قصة النساء الغربيات في الجزيرة العربية". و"أسوء المهن في التاريخ: سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة". و"الدراجة النارية".